بإسم الثورة.. باعوا الوطن في مزاد علني…!!
بقلم /نصرالدين عمر عثمان
صراحة لا أبالي في وطني علي نفاذ خُبز أو الموت من أجله بسبب مظالم تاريخية وقعت ومازالت تقع علي جماهير شعبنا المغلوب علي أمرهم ولكن، الذي يؤرقني كثيراً، ولا يعجبني البتّة سلوك من يحكم البلاد بإسم الثورة عندما أراه بأم عيني يبيع الوطن في مزاد علني..! مقابل أتَفَهّ الأسباب والمزاعم والمؤسف جداً، أنه يستند إلى دواعي واهية لأجل طلب الحماية أو قد تكون وراءها مآرب أخري لا نعلم طبيعتها، ولعل أسوأ مافي هذا الموقف الخطير حِيّال التصريحات الصحفية لوزيرة الخارجية، التي تستحق أن تُقَال فوراً من منصبها بواسطة رئيس الوزراء بتوصية من حاضنتها السياسية” قحت” حتي تكون جديرة بالإحترام أو من المفترض أن تقدم إستقالتها طواعية اليوم قبل يوم باكر للعار والخذي، الذي جلبتها بفُوكِها ولسانها الطويل..!.
وأننا نعلم تماماً أن لولا ثورة الشعب السوداني العظيمة؛ لما جاءت الأميرة مريم وزيرة..؟! كما يحلو لهم بمناداتها من قبل؛ الذين يكِنوْنَ لهم بالولاء الحزبي الأعمي لدرجة العبادة والتقديس مع إحترامي الشديد الي “أنصار حزب الأمة اللاقومي” وبالإضافة الي ذلك هذه الثورة رغم أنها لن تحقق جُل المطلوبات إلا أنها تُعَدُ الدافع الأول والأخير؛ الذي جعل الجيش السوداني”الذي أعتبره نمراً من ورق” رغم آنفه..! تمكن بقدرة قادر علي إستعادة منطقة الفشقة الكبري والصغري، وضمها الي حضن الوطن بسلام، لانشكرهم لان هذا واجبهم الوطني، وعلي ضوء هذا يريد الجيش السوداني أن يحسِن صورته أمام الشعب السوداني؛ لأنهم بالأمس القريب كانوا ومازلوا حراساً أيدولوجيين يحمون المشروع الحضاري ويدِينُوّنَ بالولاء المفرط للنظام الإسلاموي البائد؛ ذهاة الثلاثين عاماً الماضية؛ حيث لم يخوضوا حرباً مع أية من دول الجوار.
بل كانوا يفلحون في إدارة الصراعات السياسية الداخلية وبالأخص في مواجهة الثورات الشعبية المسلحة؛ التي إندلعت، علي إمتداد الأطراف، نتاج مظالم تاريخية؛ وسعوا كثيراً لإخمادها بكل الوسائل والطرق المتاحة لديهم وإستخدموا جميع الأسلحة الكيماوية والآليات الحربية ولسؤ الحظ كل المحاولات باءت بالفشل الزريع، لذا إتسمت تلك الفترة بأنها أسوأ تجربة حُكُم يمر بها السودان، منذ تاريخ نشأته الأولي كدولة حديثه التكوين، بكل أسف هذه الأيام أتت وزيرة تقلدت وزارة الخارجية بإسم الثورة، تُدعي مريم المنصورة.. ذهبت نحو مصر في أول زيارة خارجية؛ بدلاً عن تفتح ملف حلايب وشلاتين من أجل إرجاءها الي حضن الوطن، إلا أنها كادت أن تفرط في شبر أخر من أرض الوطن ياللخسارة الكبيرة وياللخذي..! وللذين أتوا بِكِي في هذا الموقع المرموق.. ولما لم يلقنوكي دروساً عن الدبلوماسية..؟
فالحق يقال فأنتي لا تستحقينه لأنك لن تجتازي معيار الكفاءة المنبطحون والمتنازلون امثالك، هذا ليس بمكانهم البتّة؛ وندري بأنهم كُثر يعشقون الإستوزار ويريدون كذلك دون أية وازع أو خجل منح أراضي الفشقة للمصريين هَبَاءً مَنْثُوراً..! قالت هكذا “لإستعمار الأرض” علي حد وصفها اللغوي الركيك والفطير..! ونحن ندرك ماذا تقصدين و أن المعني الحرفي وراء هذا اللفظ او الكلمة يعرفه أهل اللغة اصطلاحاً بأنه من الكلمات؛ التي تؤدي إلى معنيين متضادين بلفظ واحد وهي تعني الإحتلال والسيطرة؛ وتعني كذلك التعمير والتنمية حلفتكم بالله..؟ هل هذه تصلح أن تكون وزيرة للخارجية أم وزيرة لتعليم اللغة العربية..!؟
بصراحة ليست هنالك ضرورة لوزيرة دولة محترمة أن تتفاصح لنا باللغة العربية في بلد به أكثر من 570 مجموعة سكانية تتحدث لغات مختلفة، ويبدو لي أنها تناست ان ذلك الحاج وتلك الحبوبة الطاعنة في السن، التي تقطن تلك القري النائية في هامش السودان، فهي لا تستوعب ماذا تقصدين..! أنه التعدد والاختلاف والتنوع الثقافي في السودان؛ يتوجب علي اي مسؤول عليه مراعاة هذه الإختلافات والنعي عن خطابات تظهر نوعاً من التمييز بين المجتمعات السودانية؛ الذي يشمل نواحي شتي من حيث اللون، الإثن، العرق، اللغة، الجنس، والجهة الجغرافية، هذا هو سوداننا الذي ننشده ونتمناه؛ ما بعد الثورة التغييرية.
ومن معروف سلفا ًعند أهل الشأن الدبلوماسي، وهنالك معلومة أكاد أجزم أن معالية الوزيرة لاتُدرك تماماً هذه المعلومة، وأن اللغة العربية رغم أنها لغة تواصل بين الشعوب السودانية، الا أنها لن تشمل العوام من الشعب السوداني؛ وفضلا عن ذلك فهي لا تصلح مطلقاً أن تكتب بها الإتفاقات أو الصفقات، السرية منها والعلنية؛ و لأننا بسبب لغة المنصورة تلك..! كما يحلو لهم بمناداتها سوف يصبح الوطن يوماً ما.. في خبر كان..! أي أننا سوف نفقد وطناً بأكمله وضعتها وزيرتكم الموقرة هذه..! في هذا المضب الضيق؛ حيث رفعت شعار الهزيمة وتود التفريط في الأراضي السودانية..!
واكدت للجميع عدم حرصها لاي شبر من أرض الوطن وإلا لما كان ذلك الارتباك وعدم التوازن في التصريحات؛ نعلم أن قضية سد النهضة ومنطقة الفشقة كانت أولي الأجندات السرية لوزيرة الخارجية إبان الزيارة غير الموفقة؛ نسبة لعملية التخوين الذي جري ومازال يجري بإسم الوطن وبالأخص فيما يختص بمسألة منطقة الفشقة؛ فهي كفيل به الذين يحرصون الثغور لحسمه عسكرياً وإن الله يحب المحسنين..! وللأسف الشديد الجيش كمؤسسة زادوه موية واصبح مؤوسسة فاقدة للعقيدة القتالية؛ لذا من الضروري بمكان في الوقت الراهن الحديث والعمل لإنشاء جيش قومي ووطني، ويجب ترك سياسة الاملآءات التي تأتي من الخارج من مصر أو غيرها من الدول وترك اي سياسة قديمة ممنهجة غير واضحة المعالم؛ حتي يوافق سياستنا الخارجية مع الموجهات العامة لثورة التغيير بشكل عام.
فالمفاهيم القديمة؛ ويأطر بشكل أو بأخر الي سياسة مزدوجة المعيار؛ علاقة السودان مع جنوب أفريقيا علي سبيل المثال، كدولة متقدمة في القارة الأفريقية مقارنة مع مصر؛ لان الأخيرة تتوفر معايير التعاون في المجالات الدبلوماسية وفق نمط العقلية القديمة المأدلجة، لدا معظم أحزاب السودان القديم، لذلك نجد أنهم كثيري الذهاب إلى مصر والإمارات العربية والسعودية، لان هذه الدول آنفة الذكر هم الحكام الفعليين للسودان وللمتتبع للمسار الجيودبلوماسي بينها والسودان فهي قائم علي نظام إستعماري حديث؛ يضمر سياسات غير واضحة غالباً ما تنسج في الخفاء اي في جنح الليل دون علم الشعب السوداني؛ وتمظهر هذا جلياً عبر المؤتمر الصحفي لوزيرة الخارجية وللمتتبع الفيديوهات المسجلة سوف يندهش من شكل الخطاب؛ الذي هو دون المستوى المطلوب ولكنه ذات أهمية لأنه كشف تفاصيل دقيقة وبشكل تلقائي طفح علي السطح عبر ذلك التصريح الصحفي الفطير جداً، معروف سلفاً أنه كان غير مرتب من قبل مستشارين لهم صلة بهذا الشأن..!
لذا لست متفاجأً كما الكثيرين، عندما إنكشف ما وراء الستار لأنني لم أتوقع منذ البداية اي جديد من حكومة محاصصات فاشلة والمؤسف والمدهش في نفس الوقت أن مريم المنصورة علي حد زعمها أرجعت دعاويها الباطلة بأن هنالك قلة في عدد سكان السودان علي أثر ذلك ارادت ملأ الفراغ بمنح الأراضي للمصريين “هل تصدقون أنهم فقط يريدون الحماية” تصرف لا يليق بمن يختار ضمن طاقم هذه الوزارة الحساسة دون أي وازع أخلاقي أو ديني واليست هذه من ضمن شعارات حزب الأمة الإسلامية ” الله أكبر ولله الحمد” هل نسيتم هذه الشعارات هل هي خوفاً من الجيش الأثيوبي..؟ ام لماذا…؟ ألم نقل لكم أنكم تجارا ً للدين…؟! أم لماذا هذا الإنكسار والإنبطاح..! أية حماية أيتها المستعربة(جاكي داهية) يا معالية الوزيرة أية حماية تنتظرينها كي تأتي عبر بوابة مصر..؟!
فلا غرابة في ذلك؛ نفس الزهنية والفهم، الذي كان يتبعها النظام البائد، نسخة طبق الأصل كما فعلها الرئيس المعزول/عمر البشير قبل سقوطه بأيام قليلة مع موسكو بإقامة قاعدة عسكرية علي ساحل البحر الأحمر؛ وذلك مقابل حماية شخصية للمعزول..! الذي يطارده شبه الجنائية الدولية بسبب الجرائم غير الإنسانية، التي ارتكبها في دارفور. ولا أدري لماذا تفرط هذه الوزيرة في أراضي السودان؛ فالبشير كان مجرما ً يود الهروب من الجنائية، فما الذي يجعل وزيرة أتت الي الحكم بإسم الثورة عن تتنازل عن أراضي شاسعة بحجم دولة قطر الي دولة جاره فمثل هؤلاء ليس لهم بالثورة السودانية اية علاقة لا من قريب ولا من بعيد؛ لذلك من الضروري بمكان إيقاف هؤلاء حتي لانفقد مزيداً من الأراضي، ومن البديهي أن من باع شبراً من أرض الوطن اليوم سوف يأتي غداً ويبيع الشعب السوداني بأبخس الأثمان في سوق النخاسة؛ وهذه هي سنة من سنن أحفاد المهدي رضي الله عنهم كما يقولها كل من ناصرة الثورة المهدية..!
هل تذكرون أن أبيهم المهدي كان نخاساً شهير وأمتهنوا تجارة الرقيق وأصبحت واحدة من أفاعيلهم وممارساتهم الشنيعة؛ أنه التاريخ المشوه يعيد نفسه مرتين، مرة في شكل مأساة وتارة أخري في شكل مهزلة…! ليكشف لنا عورة السلطة ويفصح لنا الأيام أكثر؛ عن من هم الذين خانوا الوطن وباعوه بالقطاعي وبالجملة، مقابل أتفه الأسباب يحدث هذا في أرض الثورات الشعبية المسلحة منها والمدنية أرض الحضارات والمماليك التاريخية؛ الذي لقب بأرض السود الذين كانوا من ضمن قائمة الدول مناصرة للإنسانية جمعا وسنداً قوياً تعاوناً مع الدول المحتاجة وغير المحتاجة؛ ولم يطأطي يوما ما حُكَام هذه الدولة السودانية؛ روؤسهم أمام الدول؛ أقرأو المزكرات التاريخية، التي كتبها الطليانيين وابحثو عن ماذا كتبو عن معركة كَرن وعن هزيمة الفرنسيين ماذا يذكرو عن السودان والبطولات وأسالوا الإنجليز كذلك.
وأتمني أن يصل هذا الرأي عبر هذا المقال المتواضع الي وزيرة الخارجية؛ لكي تعلم بأن هذه الوزارة لن تقبل الكلام الفارغ المضمون، والثورة عموماً لن تقبل منها تكرار مثل هذه الخاريجيات مرة أخرى، ونعتبر ما مدي من تصريح هو إفلاساً وليس الا، لان الكلمات والحروف عجزت عن وصف شكلية المهزلة وحجم الإسفاف؛ فهي صراحة لا تمث بالدبلوماسية بصلة لا من قريب ولا من البعيد وذلك المؤتمر الصحفي كشف للجميع حقيقة أن هنالك ثمة شيئاً ما تم، خلف الكواليس؛ حيث تم بيع الوطن بالإقساط بين الحكومة المصرية ووزيرة الفترة الإنتقامية أقصد الإنتقالية؛ أكدت تؤاطو حكومتها، لان الإخراج تم بواسطة وزيرة الخارجية؛ هذا زمانك يا مهازل فامرحي..! وهذا يذكرني بمقولة كان يرددها المناضل الجسور الرجل الحكيم؛ الذي يمثل الرجل الثاني في أكبر حركة تحررية مسلحة في السودان ويمثل أحد قادة التحرير الوطني؛ الذين وقفوا وراء تأسيس حركة وجيش تحرير السودان وهو الرفيق الجنرال/ عبدالله ادم حران، الذي يمثل نائباً للرئيس والقائد العام بفرقة السودان العلماني واشارة في مضمون حديثه تلك في أحدي اللقاءات” أن هذه النخبة السياسية، لايهمها مطلقاً إستقرار الوطن وأمنه؛ بقدر ما يهمها هو بقاءها وإستأثارها بالسلطة لأطول فترة ممكنة؛ ولو علي حساب الوطن والشعب”.
لذلك يجب أن لا نندهش من تصرفات هؤلاء القوم ولكننا نسعي جاهدين لتعريتهم وحسهم للنعي عن عدم التفريط، في شبر من أرض هذا الوطن العزيز. وفي مقابل هذا تحصلت علي بعض المعلومات تتعلق بذات الموضوع؛ رغم أنها من مصادر غير مؤكدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن يجدر بي إستصحابها، ووجدتها في صفحة شبه مستعارة ولكنها تحمل إسم الوزيرة تفند الآراء المنتقدة لها وتشير بأن هنالك تأويل وتلفيق متعمد تم؛ فيما يختص بمؤتمرها الصحفي تلك؛ ويبدو أنها اعتذرت ضمنياً وحسب رأي المتواضع اقول ان هذا لن يغفر لها فهي غير آهلة لهذا المنصب من الأساس ويجب أن تقال من منصبها فوراً دون قيداً أو شرط، وإلا سوف تستمر هذه المسرحيات البايخة بإسم الوطن بسبب الإستوزار العشائري الضيق والمحاصصات، التي شوهت صورة حكومة الثورة، محاصصة لا تستند الا منطق؛ بل عبارة عن ترضيات عشائرية بين قحت واخواتها بعيدة جداً عن مسألة الكفاءة كنقطة يتفق حولها الجميع.