«سلسله مفاهيم وخطوات عملية مرجوه نحو مدنية الدولة السودانية- [82]»
بقلم/موسى بشرى محمود على-12/03/2021
اليوم سنتعمق ونغوص أكثر فى الجزء الثانى من مقالنا عن الفساد فى مفوضية العون الإنساني وكما أسلفت التغيير لم ير النور فى هذه المؤسسة الأمنية العريقة وكتأكيد عملى على أن المفوضية مؤسسه أمنية بامتياز وما زالت تتعامل بنفس المنهجية وعقلية الحرس القديم تجد حتى طبيعة اللغة،المفردات والمصطلحات التى تستخدمها هذه المؤسسة لم تتغير بعد وهي نفس المصطلحات التى يستخدمها جهاز الأمن والمخابرات السوداني وهى كلمات من قبيل:{لا مانع لدينا،لامانع لدينا من اعلان الوظيفة،لامانع من الاجراء،لانمانع وغيرها من المصطلحات وهى صوره طبق الأصل من اللغة التي يستخدمها الجهاز ونفس المسلك القديم للمفوضية.
ألم نقل لكم أن المنهج نفس المنهج فقط تم إحلال حاج أحمد بديلا” لأحمد؟!
-1-
نماذج من الفساد عند المفوضية
تقديم الطلبات للوظائف الشاغرة عند المفوضية-
أول مدخل من مداخل الفساد فى المفوضية يتجسد فى عملية استلام وحصر تقديم ملفات المتقدمين للوظائف عند المفوضية بدلا” من أن تترك القرار للمنظمة لتكون هى صاحبه الفصل فى التعيين لكن المفوضية هى من تقوم بفرز الملفات وتضيف من تشاء من أسماء وتحذف من تشاء وهى السلطة العليا ولا أحد يستطيع محاسبتها!
يبدأ الفساد المنظم عبر وضع المتاريس واعاقة عمل المنظمات بفرضها أشخاص غير مؤهلين وغير جديرين للعمل معهم وهم عناصر يتبعون لكل أقسام الأمن السودانى والبعض يفرض ذويه وأقرباءه وأصحابه ومن يأتون إليهم بتوصيات من هيئات عليا على شاكله:{دا ولدنا،كدا ساعدوهوه للوظيفة دى،دا زول عمك،أصحاب المذكرات الداخلية…الخ } والبعض الأخر يتم فرضه للمنظمة عبر لوبى قبلى/اثني موجود فى المفوضية وقسم الموارد البشرية من المنظمة وكذلك مكتب العمل لخدمه قضايا ذلك الكيان القبلي وما خفى أعظم والا فالعصا لمن عصا لكل من يرفض ذلك الاجراء وهو نفس أسلوب تهديد فرعون لقومه{يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)}-غافر
قد يستغرب البعض من سرد هذه الحقائق ولكن قد لا أذيع سرا” ان قلت لكم حتى فى بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى في دارفور-اليوناميد كان هناك زملاء لنا عاصرناهم فى العمل لمده أكثر من 10 سنوات ممن تم تسميتهم لوظائف كبيرة عبر نافذين من الخارجية والمفوضية ومؤسسات حكومية أخرى والبعض منهم تمت تزكيتهم من الحزب الحاكم أنذاك ودخلنا معهم فى سجالات وماراثونات عملية فأنكشف أمرهم وكانوا أول الضحايا فى امتحانات السقوط الهزيل! وللأسف كانوا يعملون فى وظائف ماشاءالله مثل:{ضابط شؤون سياسيه ،مدنية ، شؤون الطفل ،ضابط السلوك والانضباط ،سيادة حكم القانون ،اعلام ،النوع/الجندر،حقوق الانسان ،حماية الطفل…الخ } بينما عندما يتم اعلان الوظيفة ويتقدم الأكفاء من المتقدمين لا تظهر أسماءهم في الشورت لست.!
لا نحسد ولا نحقد أحدا” فى نعمه فضله الله عليها ولكن أحيانا” هناك استفهامات لابد أن تجد موقعها من الاعراب وخاصه عندما تتفاجأ بوجود موظفين جدد فى المؤسسة ظهروا بين ليله وضحاها ولم يسمع اخوتهم من الموظفين الأخرين عن اعلان وظيفتهم من قبل في بورت الإعلانات الخاص بالمنظمة خاصة لأن العادة هو أن يتم اعلان كل وظائف البعثة فى النشرة الخاصة بالموظفين بالمنظمة وهى البرود كاست حيث يطلع عليها الجميع عبر ايميلاتهم و يتم فيه اعلان مسمى الوظيفة،الدرجة الوظيفية،مقر العمل،نوع التعاقد،فتره التعاقد،القسم،الرقم الوظيفى،شروط الأهلية للمنافسة فى الوظيفة وغيرها من الإجراءات الروتينية المعروفة وبعدها يقوم موظفي الموارد البشرية بطباعة اعلان الوظيفة ووضعه فى لوحه اعلانات المنظمة بكل مكاتب البعثة/المنظمة بالمركز والقطاعات الأخرى حتى يكون هناك عملية منافسة حره وفق{وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}-المطففين وهذه طريقة معلومة ولكن أن يتم تجاوز كل هذه الإجراءات وتجد شخص أو زميل جديد تم فرضه للمنظمة بهذه السهولة هى ما تثير الدهشة والاستغراب والاستهجان معا”!
هناك زملاء لنا من الموظفين المحليين فى البعثة المشتركة كنا معهم فى نفس الدرجات الرفيعة والوسيطة ومع أن القانون لا يسمح بالتخطي أو الانتقال من الدرجه الوظيفية الرابعه على سبيل المثال فى مستوى ما يعرف بأدبيات الأمم المتحدة ب
«General Service Category-GSS» to Professional category
إذا اجتاز احدهم الامتحان لوظيفة فى المستوى المهني/الاحترافى الا بعد أن يتقدم باستقالة من
«General Service Category-GSS»
ويمكث أسبوعين بأقل تقدير من بعدها ينتقل للوظيفة الجديدة فى مستوى
Professional category
ولكننا رأينا أشياء وتصرفات لا تمت لذلك القانون بصله فمنهم من تمت له التوصية من معتمد محلية ما أو مفوض عون أنساني في مكان ما أو من جهاز الأمن والمخابرات أو من الحزب الحاكم وخلافه حتى يتم اختياره على حساب الكفاءات ويلحق به مع فريق
Professional category
ولا يأنبه ضميره المريض والسبب معلوم سلفا” اما أن يكون هذا الشخص عنصرا” يتبع لهم مباشره أم مخبر يتجسس على زملائه فى العمل ويرفع تقاريره مباشره الى جهاز الأمن أومن كسارى الثلج وحارقي البخور للسلطان ومن الذين زوروا شهادات عليا للالتحاق بتلك الوظائف وهم كثر ولكن لا مكان للشرفاء بينهم الا من رحم ربه.!
الفساد يتم عبر الضغط على المنظمات التطوعية ال
«NGOs-Non-governmental Organizations»
باستثناء اللجنة الدولية للصليب الأحمر باعتبارها تقع دائرة تصنيف ال
«INGOs-International Non-governmental Organizations»
وليست «NGO »
بالإضافة الى الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر،الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وبعض الهيئات الدولية والاقليمية مثل الكوميسا لأنها خارج سيطرة المفوضية.الاتحاد الأوربي،السفارات الأجنبية فى السودان باعتبارها تتبع للخارجية وليست لوزارة الشؤون الإنسانية التى تقع المفوضية تحت ادارتها وبالرغم من وجود تنسيق أمنى بين الوزارتين ولكننا سنحاول تركيزنا فى شأن الشؤون الإنسانية باعتبار لكل حادث حديث ولكل مقام مقال.
توجد عمليات محاصصة ومحسوبية واضحة فى عمل المفوضية ومكتب العمل وهذه الملاحظات لا يخبر دروبها ويعرفها ويطلع عليها عن قرب الا من عانى وقاسى المرارات وطرق أبواب التقديم وصبر ولعق الصبر.
سأتناول فى أحد الأجزاء القادمه تجربتي الشخصية المريرة مع المفوضية التى لا يوجد لها نظير عند أى سودانى وأنا على يقين من هذا.
نواصل فى جزء ثالث.