«سلسله مفاهيم وخطوات عملية مرجوه نحو مدنية الدولة السودانية- [88]»
بقلم/موسى بشرى محمود على-17/08/2021
توقفت كثيرا” عن الكتابة فى هذا الموضوع الحيوي منذ الجزء الثالث بتاريخ 13/03/2021،السلسله رقم-[83] نسبة لحدوث تطورات كثيرة فى مجالات وقضايا عامه تشغل الرأى العام السودانى حالت دون تكملتى للمسيره القاصده نحو كشف مكامن الفساد فى المفوضية والبحث عن الإصلاح المؤسسى بواسطة وضع الحلول اللازمة للخروج من عنق الزجاجة نحو آفاق الحرية.
ما زلنا نغوص فى أعماق الفساد لمعرفه سيناريوهاته المتعددة فإلى مضابط المقاله.
-03-
إبعاد المنافسين الأقوياء بسبب الانتماء الفكرى والسياسى
هناك عمل فنى إستراتيجي ذو أبعاد سياسيه بحته يقوم به أفراد منتدبون من الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والأمن الشعبى يقوم على تصنيف المتقدمين للوظائف على حسب ولاءهم السياسى مهمتهم الأساسيه هو معرفة الولاء السياسى/الحزبى أو اللون السياسى للمتقدمين/المرشحين للوظيفة المعنيه وعند تمكنهم من ذلك فسيكون لهم القول الفصل بانتهاج سياسه الولاء الحزبى على حساب الكفاءه والمهنيه ولك أن تكمل باقى القصه!
حتى لانظلم الأكفاء،المهنيين، التكنوقراط والمؤهلين من أصحاب المدارس الفكريه المختلفة من الذين خدموا فى هذه المنظمات ومن يعملون حاليا” أو من سيأتون لاحقا” من أن الكثيرين منهم حالفهم الحظ بأمر قد قضاه الله أن يتم اختيارهم وأخرين تصر عليهم إدارة المنظمات لاختيارهم نسبه لان بعض المديرين من العاملين فى المنظمات وخاصه فى قسم الاداره وشؤون الأفراد يمتلكون قرارات شجاعه ولا يساومون فى مثل هذه القضايا وبالتحديد الوظائف الفنيه،المتوسطة والكبيره التى تتطلب المهنيه العاليه لاداءها بالرغم من الابتزاز والتهديد والوعيد الذى يلاقونه من منسوبى المفوضية والأجسام المنتدبه للعمل معها ولا مكان من الإعراب لجماعة«قرايتى راحت»! ما عدا لبعض الوظائف العمالية الصغيره ليست ذات التأثير المباشر أو غير المباشر لا يلقوا لها بالا” فى الغالب الأعم واللبيب بالإشارة يفهم!
-04-
التعيينات بالرشاوى
قد يستغرب من يقرأ هذه السطور بوجود مثل هذا السيناريو من الفساد الممنهج ولكن الذين حاولوا العمل بالمنظمات ومن حالفهم الحظ بعد مخاض وماراثون طويل يدركونها باعتبارها من المسلمات البديهيه والفلسفة المتبعة فى عمل المفوضية وبالطبع ينكرها كل من عمل أو يعمل بالمفوضية عملا’ بقاعدة متعارف عليها بالعمل المؤسسى وهو«عدم البوح بفساد المؤسسه وممارساته السلبية للعامه والدفاع المستميت عنه فى كل الأصعده حتى لاتخدش سمعة المؤسسه/المنظمه ومحاوله مناقشة قضايا الشبهات والفساد وغيرها فى إطار أروقه البيت الداخلي الداخلي» ولكن فى تقديرى الشخصى المتواضع هذا التصرف يعتبر دفن للرؤوس فى الرمال ولايمكن قبوله ويجب مواجهه الفساد والمفسدين أينما كانوا مهما بلغ مكانتهم أو علا شأنهم باعتبار الأيه الآيه الكريمه{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) }-النساء.
توجد حالات ابتزاز ودفع للرشاوى بطرق بعيده عن الأنظار وصفقات تتم تحت الطاوله لتمرير أجندة من هذا القبيل وقد تجد من يدفع رشوه مره واحده ومنهم من يدفع بالتقسيط لمدة طويلة وبنسب محددة من المرتب الشهرى يتم دفعها لمن بيده ملكوت التعيين وصاحب القرار ولا يختلف اثنان فى ذلك وإذا سألت عن نماذج عمليه من هذا النوع فستستمع لروايات تقشعر لها الأبدان ويجعل الولدان شيبا وما خفى أعظم ولكن أقلاه هذا ما رشح لنا معرفته!
نواصل فى جزء خامس