الخرطوم – صوت الهامش
أحدث وباء فيروس كورونا المستجد، ربكة للحكومات في جميع انحاء العالم، الأمر الذي اضطر بعض منها على اتخاذ تدابير صارمة كفرض حظر التجوال وإغلاق الحدود والمجال الجوي، وذلك للحد من انتشاره وسط مواطنيها، ورغم التدابير المشددة، أصاب الوباء أكثر من مليون شخص، حول العالم، فضلا عن مصرع الآلاف، ولا تزال الجهود الدولية مستمرة للسيطرة عليه.
وفي السياق ذاته، يرى مراقبون ان بعض الأنظمة السياسية المستبدة، استغلت وباء كورونا، لإسكات المعارضين لها، وأنظمة أخرى فاشلة في إدارة أزمات اقتصادية ، المت ببلادها، قبل مجيء الفيروس، الأمر الذي وفر لها فرصة للحد من ضغوط المواطنين الذين يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية كالسودان.
وسبق أن طالبت ”23“ منظمة تابعه للأمم المتحدة، الحكومة السودانية إلى تسهيل تقديم المساعدة الإنسانية في السودان لأكثر الأشخاص عرضة للمخاطر في السودان، بما في ذلك احتواء وفحص وعلاج “كورونا” كاشفة عن وجود نحو ”9.3“ مليون شخص يحتاجون إلى دعم إنساني في عام 2020.
وفي الاثناء تمول الأمم المتحدة نحو في ”14“ في المئة فقط من الاحتياجات الإنسانية، وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية في السودان، قوي يب سن، في بيان طالعته ”صوت الهامش“ ”قد يتأخر تقديم المساعدات أو يفشل نتيجة الجائحة إن لم يجري التنسيق له بشكل صحيح“.
وحثت سن، الحكومة بسريع مسار دخول العاملين الصحيين والعاملين في المجال الإنساني للسودان، أو رفع قيود السفر داخل البلاد على الأشخاص الأساسيين بمن فيهم العاملين في المجال الطبي والإنساني في الداخل.
ودعت المسؤولة الأممية على ضرورة السماح لخدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدات الإنسانية بمواصلة القيام برحلات داخلية وخارجية معتمدة، تماشياً مع طبيعة البرامج المنقذة للحياة.
وأشارت قائلا: ”أنه إذا لم يتم تنسيق تقديم المساعدة بشكل صحيح، فقد يتأخر تسليم المساعدات أو يفشل في المضي قدماً نتيجة فيروس كورونا“، ونوهت قائلة “”لأمم المتحدة باقية وتقدم المساعدة في السودان“.
من جانبه اتهم الناشط السياسي، سالم النو، الحكومة بفرض حصار اقتصادي وسياسي، على الشعب السوداني، باستغلال وباء كورونا، للتغطية على فشلها، وأضاف قائلا: ان عدد الإصابات بالفيروس محصورة في ولاية الخرطوم، وتساءل قائلا: لماذا تحظر الحكومة أنشطة المواطنين في جميع انحاء السودان؟
وأضاف قائلا في تعليق لـ ”صوت الهامش“: ”اعتقد ان وباء كورونا، هو مجرد تدابير سياسية، والغرض منها هو التخلص من الأصوات المعارضة والمناهضة لسياسات السلطة“ وأردف قائلا: انتشر الوباء في كافة انحاء العالم، وحدثت وفيات، غير ان طبيعة المجتمع السوداني قد يكون لديه حازم امان، مشيرا الي ان متوسط عمر الوفيات في السودان في الـ 59 عاما.
إلي ذلك أكد الخبير الاقتصادي، والأستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، حامد التجاني، إن فيروس كورونا، وباء عالمي وخطرا جدا، غير ان عدد الاصابات في السودان قليلة.
وحث التجاني، السودانيين بالالتزام بالإرشادات الصحية، وتوقع حصول الحكومة على مساعدات ”هامشية“، غير انه نفى استغلالها للوباء، للتغطية على الفشل الاقتصادي، وأضاف “ان كورونا، تدمر اقتصادات قوية في دول متقدمة”.
مؤكدا صعوبة استمرار المواطنين بالبقاء في المنازل، بسبب الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، واستدرك قائلا: ”ولكن يحاولوا البقاء بقدر الإمكان“، لجهة صعوبة التحكم في الوباء، إذا انتشر في البلاد.
وطالب التجاني خلال حديثه لـ ”صوت الهامش“، الجهات المعنية بعدم ”تسيس“ الوباء، ومحذرا من وقوع مشكلة، وصفها بالخطيرة، إذا حدث ذلك، وأضاف قائلا: ”حتى إذا جاءت منفعة للحكومة، ولم تنظم تظاهرات، برضو كويس، وما في مشكلة“.
ويواجه السُودان منذ سنوات أزمة إقتصادية طاحنة، إنعكست بصورة سلبية على حياة المواطن، وفشل السُودانيين في الحصول على قوت يومهم نظراََ للإرتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، لا سيما السُكر والدقيق والزيوت.
وبلغت الأزمة الإقتصادية قمتها غضون هذه الأيام، حيث وصلت أسعار السلع الضرورية لأرقام فلكية، عقب الحظر الجزئي بسبب جائحة كورونا، حيث برزت نُدرة واضحة في الخبز والوقود، وبوادر إنعدام للنقود في المصارف .
ووفقًا لمراقبون فإنهم يتوقعون أن تزداد معاناة المواطنين السُودانيين في حال إقرار الحظر الكامل لمواجهة جائحة “كورونا”، في ظل ندرة السلع، واحتكار السلع الضرورية من قبل تجار يتهمون بأنهم ينفذون أجندة النظام البائد، وفي الأثناء فإن الفقر المدقع وإعتماد أغلبية السودانيين في معيشتهم على الأعمال اليومية وفي مهن هامشية قد تتأثر في حال المصادقه على الحظر الشامل.