لا ندري اين سيذهب النوبة بعد ان يفقدوا بلدهم في جبال النوبة ؟؟ فهم داخل مدن الشمال مطهدين المسيحيين منهم يعانوا من الاضطهاد الديني ويتعرضون للمضايقات الامنية والمحاكمات الجائرة والسجون وحتى المسلمون منهم يعانوا من الاستهداف والتهميش والاحتقار فالعنصرية اصبحت شهرة لدي بعض المستعربين .
قضية شعب جبال النوبة هي قضية مصيرية متعلقة بحياته ككيان وعنصر بشري يوجد او لا يوجد لقد تكالبت عليه كل الحكومات المتعاقبة في السودان تركيزا في جبال النوبة ووخططت له مشروع الابادة أو طمس الهوية وهوعمل إجرامي تقوم به مجموعة من السودانيين المستعربين منذ تكوين الدولة السودانية بعد رحيل الاستعمار، وزادت وتيرة العنصرية والتطهير العرقي منذ ان أستولى نظام المؤتمر الوطني على السلطة حيث شرع بقوة في تنفيذ سياساته تماشياً مع المخطط العنصري وباستخدام مجموعة ال (BBF) البرقو البرنو الفلاتا ( الفولاني ) التي ينتمي أليهم الوالي عيسى آدم ابكر وكذلك مجموعة قريش 1 و2 التي تشكلت من المجموعات العربية الرعوية في الاقليم في عهد حكومة الصادق المهدي (1986-1989م ) والأن يعمل نظام المؤتمر الوطني على تشريد شعب جبال النوبة وتدميره بكافة الوسائل المتاحة والاساليب الممكن .
يشتكي مواطني اقليم جبال النوبة من تصاعد وتيرة التوطين لمجموعات ال (BBF) التي يقوم بها ويديرها الوالي عيسى آدم ابكر على أراضي أهالي جبال النوبة مما سيؤثر ذلك سلبا في التركيبة السكانية بالاضافة على انه يقوم مع البشير بتقسيم الاقليم إلى مزيد من الولايات لتشتيت النوبة وجعل من سيبقى منه اقلية متناثرة بين المستوطنين الجدد ولن يكون للنوبة قرار على ارضهم إذ أن عملية الاحلال وتوطين الاثنيات الأخري على أراضي النوبة تعني محو شعب جبال النوبة من الوجود على اراضيه التاريخية ويتم تمليك الاراضي ومزارع النوبة لهولاء الدخلاء مع تمكينهم في الاستثمار عبر شركات للتنقيب عن الذهب والمعادن ويحصلوا على تسهيلات التموين والقروض المالية ليكونوا اثرياء وأسياد بلد .
لقد استغل نظام المؤتمر الوطني عدم اتفاق النوبة حول مصيرهم المحتوم من نتائج عملية حرب الابادة التي يشنها النظام ضدهم واستفاد من ذلك في افي اسخدام بعضهم ضد بعض وهو يجني النتائج لصالحه في الاستقواء بهم ضد اعدائه وحماية نظامه من الانهيار ولتفنيد هذا الكلام لقد قام نظام المؤتمر الوطني بتهميش ابناء جبال النوبة المنضوين في حزبه وكقيادات من النوبة ويستغل بعضهم في الاضرار بمصالح اهلهم في جبال النوبة بتمرير سياسات الحكومة عبرهم لمصلحة النظام إلا ان النظام بجانب استخدام هذه الرموز سواء ان كانت قيادات سياسية او عسكرية من شعب النوبة يعتبرهم ديكورات لتزيين مجالسه وايهام الاخرين بالصورة الديمقراطية المثالية .
الامر الذي يستاء منه معظم ابناء جبال النوبة لفقدانهم الأمل في هولاء باعتبارهم مسلوبي الإرادة وليس باستطاعتهم تقديم اي مساعدة لأهلهم أو فعل اي شيء لتخفيف معاناتهم على الرغم من انهم متواجدون في صفوف القوات المسلحة السودانية رتب عسكرية متقدمة وجنود وفي صفوف مليشيات النظام ألا انهم ايضاً يساهمون في قتل اهلهم وتشريدهم بانصياعهم لأوامر النظام دون تردد وهذا بدوره حطم معنويات شعب جبال النوبة تمام وجعلهم في مواجهة الموت على يد النظام باستخدام ابنائهم في الجيش والقوات النظامية الأخرى والبوليس .
وهذا ما يجعل شخص مثل الوالي عيسى آدم ابكر يحتقر النوبة ولا يعريهم وزنا ولا يستجيب لمطالبهم في الاقليم ولا يحترم حتى الذين معه في الحزب ولأنهم قبلوا بالذل والهوان والتهميش وهنا عمد النظام أيضاً لتخطيهم في التوظيف الولائي فيقوم النظام بتعين الولاءة من مجموعة ال BBF وعناصر اخرى تنفيذ سياسته حسب المخطط .
من ضمن المآسي التي تسبب فيها والي جنوب كردفان عيسى آدم ابكر هو قيام مصانع الموت في الآقليم وفي عاصمته كادقلي مصنع معالجة الكرتة لإستخلاص الذهب ويقوم الوالي باستخدام سلطاته الامنية لقمع المواطنين المعترضين على سياساته لتدمير الاقليم وكما يعمل على اجبار المواطنين على السكوت والخنوع والخضوع لأوامره حتى الموت يعني يموتوا وهم راضين بالمذلة والهوان وفي نفس الوقت أبنائهم يحملون السلاح في الجيش الشعبي وفي صفوف الجيش السوداني التابع لنظام المؤتمر الوطني ولقد فشلت كل المحاولات التي قام بها الاهالي بهدف توقيف إنشاء المصنع لدرجة ان السلطات الامنية استخدمت التهديد والترهيب لإرغام المحامي الذي تم اختياره من قبل المواطنون للدفاع عن حقوقهم والحفاظ على حياتهم تم طرده من كادقلي وشطب القضية في عملية توضح ضخامة المؤامرة التي يواجهها شعب جبال النوبة في دولة العنصرية بقيادة البشير تاريخ السودان الاسود في هذا العصر.
وبعد كل الضجة والاعتراضات عن قيام مصنع الموت لقد تم انهاء تشييده وتشغليه دون الاكتراث لأي اعتبرارت إنسانية من الاضرار التي سوف تصيب إنسان المنطقة ولقد بدأت حالات الموت في ابو جبيهة فيما ان الاشجار والمحيط بمصنع الموت بكادقلي اصبت وجفت اوراقها هذه بداية تسميم البيئة. فأن لم تستطيعوا ان توقفوا هذا الرجل عن إجرامه ارفعوا ايديكم لله بالدعاء عليه وأن يجعل الله كيده في نحره هو ومن معه فأن الله لا يرد دعوة المظلوم
إلى والي ولاية جنوب كردفان جبال النوبة عليه ان يتحمل المسئولية الجنائية لأي مواطن يموت بسبب سموم مادة السيانيد القاتلة وعليه ان يفهم ان ما يحدث لا يمكن أن يمر هكذا على غرار عفى الله عما سلف ولا بد من محاسبة الجناة وأن كان الوالي لا يعلم عليه ان يعلم بان الله يمهل ولا يهمل وغدا سيكون هناك اناس يقفون امام القضاء العادل يقتص لهم ممن اجرموا في حقهم
وهذا يدعونا للتسأل ما موقف قيادة الحركة الشعبية شمال مما يجري في جبال النوبة بخصوص انشاء مصنع الموت والمقاومة الاهلية والجماهيرية لهذا المشروع الإجرامي لأنهم متخوفين من مخاطر مصانع الموت في الاقليم واضراره ؟؟ هل تشعر قيادة الحركة الشعبية بمعاناة المواطنين في اقليم جبال النوبة ؟؟ وما صحت الاخبار في وجود تعاون استثماري بين أمين عام الحركة الشعبية ياسر عرمان مع صلاح قوش العضوء النافذ في حزب المؤتمر الوطني وهل لذلك تتجاهل القيادة الحركة الشعبية ما يتعرض له شعب جبال النوبة من انتهاكات على يد والي الولاية المدعوم من قبل نظام البشير بخصوص مصانع الموت التي بدأت تعمل الآن وبدأت اضراره تنتشر؟؟
وهل كحلت قيادة الحركة الشعبية بالذهب وتركت البارود يتكحل به الجيش الشعبي ؟؟