جوبا : صوت الهامش
قالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، إن بلادها فقدت الثقة في جنوب السودان ولم تعد مستعدة لانتظار المزيد لحين حدوث تغيير، محذرة من قطع المعونة ما لم تتوقف أعمال العنف في البلاد.
أدلت هالي بتلك التصريحات في جوبا، بعد لقاء مع الرئيس سلفا كير أمس الأربعاء، حيث تسعى واشنطن لتعزيز ضغوطها على الرئيس الجنوب سوداني الذي تلقي عليه باللوم في المساهمة في تورط البلاد في حرب أهلية.
وذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن السفيرة الأمريكية أمضت سحابة يومها في الاستماع إلى قصص مروعة من اللاجئين الذين اتهموا قوات سلفا كير بالتعدي عليهم على أساس قبَلي (لاختلاف القبيلة).
وقالت هالي إن “الولايات المتحدة تقف في مفترق طرق … علينا أن نقرر كيف سنرى جنوب السودان يمضي قدما للأمام، وهذا سيتوقف على الخطوات التي سيتخذها الرئيس سلفا كير والتي بناء عليها ستتخذ الولايات المتحدة قراراتها”.
وقد تقطع الولايات المتحدة عن حكومة جوبا مساعدات بمليارات الدولارات وتفرض عليها حظرا دوليا لشراء الأسلحة، فضلا عن الدعم المعنوي الأمريكي الذي أعطى دفعة قوية لاستقلال الجنوب عن شمال السودان عام 2011.
وقد نأت واشنطن بنفسها عن سلفا كير المعارض السابق الذي بات يترأس على بلد واعد غني بالنفط وموارد طبيعية أخرى ….. ولقد كانت مهمة هالي أن توجه الإنذار الأخير.
وقالت هالي: “لقد كانت محادثة صريحة للغاية. لقد قلت بشكل أساسي إن الولايات المتحدة قد استثمرت بشكل جيد أكثر من 11 مليار دولار في جنوب السودان ومعك، وما كنا بصدده الآن هو السؤال عن مصير هذا الاستثمار”.
ولا ينكر (سلفا كير) القصص المنسوبة ضد جنوده، والتي تتضمن ادعاءات بالاغتصاب والقتل والاختطاف والعمالة القسرية وتجنيد الأطفال.
ومن جانبه، لم يصدر سلفا كير أية تعليقات أو دفاعات فورية ردًا على تلك المزاعم وكذلك مسؤولي حكومته لم يحاولوا تفنيدها.
على العكس، قالت هيلي إن سلفا كير “أقرّ بكل شيء كنت أقوله… لقد استمع إلى كل كلامي ولم يحاول الدفاع”.
وأضافت هالي: “أخبرت سلفا كير أننا بحاجة إلى أن نراه وهو يصحح مسار الأمور”.
وكانت هالي، قد طوفت أمس الأول الثلاثاء في مخيم كبير للاجئين بإثيوبيا، حيث استمعت إلى قصص مروعة من جانب اللاجئين أنفسهم الذين سار بعضهم مسافة أسابيع على أقدامهم هربا من أعمال العنف المشتعل على الحدود في جنوب السودان.
وتعهدت السفيرة الأمريكية، بأن تنقل تفاصيل أكثر إلى المسؤولين في الأمم المتحدة وإدارة ترامب بشأن المحنة التي يقاسيها أكثر من 400 ألف إنسان جنوب سوداني يقيمون الآن في إثيوبيا. وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن نحو 35 ألفا من هؤلاء قد وصلوا منذ نهاية شهر سبتمبر.
وقالت هالي: “بينما كنت أهمّ بمغادرة المخيم، كنت بالفعل قد وصلت إلى حافة الجنون؛ كيف يتسنى لمن يسمع تلك القصص ألا يغضب من المسؤولين عنها؟”
إلى ذلك، قامت هالي بزيارة لمخيم في العاصمة جوبا تديره الأمم المتحدة للنازحين المحليين؛ وبينما كانت هالي في لقاء مع إحدى الأسر بالمخيم، إذا بمتظاهرين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها رياك ماشار -النائب السابق للرئيس كير وقائد المعارضة الآن- يتجمعون هاتفين بسقوط سلفا كير المنتمي إلى قبيلة الدنكا المنافسة للنوير، ما دفع السفيرة الأمريكية وفريقها إلى التوجه بسرعة إلى السيارات المنتظرة.
وتركز السفيرة في زيارتها الممتدة خمسة أيام بأفريقيا على دولة جنوب السودان.