الخُرطوم _صوت الهامش
أجرت هيئة مُحامي دارفور،تحقيق ميداني حول الأحداث الدامية التي شهدتها ولاية جنوب دارفور إثر الإقتتال القبلى الذي دار بين قبيلتي الرِزيقات والفلاتة، في ثلاثة محليات من الولاية، وحوى التحقيق الذي أجراه فريق الهيئة في مناطق الصراع معلومات صادمة، منذ بداية الأحداث حتى نهايتها.
وكشف التقرير الذي إطلعت تلقته “صوت الهامش” عن مُشاركة قوات من الدّعم السريع في الأحداث في مناطق دونكي دريسة التي شهدت مقتل العاملين في مورد المياه “الدونكي”، وفي مناطق الصفية وحجير تونو.
وأكدت الهيئة أنه قبل الحادث تمت عملية بيع لبندقية كلاشنكوف مسروقة ، البائع أحد أبناء الرزيقات والمشتري من أبناء الفلاتة ، ورفض الأخير تسليم الأول مقابل البيع ،
مبيناً أنه نتج عن ذلك الرفض ان دار نقاش تطور الي شجار بالعصي يين فتية من ابناء القبيلتين ، ومن ثم تدخل بعض العقلاء من الطرفين لحل الاشكال وتم تحديد موعدا لعقد جلسة الصلح في السابع من مايو الجاري .
وأضافت أنه قبل إنعقاد جلسة الصلح وفي أثناء عودة بعض أبناء الفلاتة الذين كانوا طرفاََ في الشجار الي فريقهم اعترضهم حوالي أربعة او خمسة من أبناء الرزيقات واطلق أحدهم رصاصة تجاه أبناء الفلاتة الذين ردوا بالمثل ،ومن ثم اندلعت معركة بين الطرفين نتج عنها مقتل إثنين من أبناء الفلاتة واربعة من أبناء الرزيقات وذلك في منطقة “مرية” التي تقع شمالي تلس على بعد 7 كيلو مترات.
وأكد التحقيق أنه فور سماع الأعيرة النارية تحرك فزع من قبيلة الفلاتة من محلية تلس صوب موقع
الذخيرة وعند حضورهم وجدوا القتال مستمراََ فانضموا الي أهاليهم واسفرا هذا القتال عن جرح أكثر من سبعة أشخاص وحرق القرية ، وقام فريق الفلاتة بحرق حوالي ثلاثة من أبناء الرزيقات داخل قطية فماتوا حرقاََ.
ونوه التقرير أنه في يوم “الأربعاء” الماضي بدأ الهجوم على فرقان قبيلة الفلاتة في مناطق سعدون وبليل وحجير تونو ودونكي دريسة وام قونجا وهي مناطق تبعد كثيرا عن مكان نشوء وإندلاع الصراع ، وقتل في هذه المعارك عدد من الرعاة من قبيلة الفلاتة يقدر عددهم بحوالي “50” قتيلا كما ان هناك قتلى من الرزيقات، يقدر عددهم بحوالي خمسة وعشرين قتيلاََ بحسب إفادات المصادر ، وتم نهب اعداد كبيرة من ابقار الفلاتة.
وذكر شهود عيان لفريق الهيئة ان هنالك عربات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع شاركت في القتال وخاصة في مناطق دونكي دريسة حيث قتل كاتب وزيات الدونكي وايضاََ في مناطق الصفية وحجير تونو.
ونادت بإجراء تحقيق محايد وشفاف حول الأحداث وتقديم الجناة الي محاكمات عادلة، وأكدت أنه ليس صحيحاََ ماذكرته السلطات الولائية من ان سبب القتال بين الفلاتة والرزيقات هو قيام مجموعة متفلتة بسرقة بهائم ، وانما الحادث نتج عن شجار فردي تطور لاحقا لقتال قبلي واسع النطاق.
وأكدت الهيئة على ضرورة نزع السلاح من الكافة وحصره فقط لدى الجيش والشرطة والبدء فوراََ في تسريح المليشيات وإعادة دمجها في الجيش والشرطة.