شاهدت بحزن عميق اللقاء التلفزيوني الذي أجرته قناة 24 الفرنسية العربية قبل ثلاثة أيام مع الأمين العام المقال/ ياسر عرمان حول أوضاع الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال ، وحالة المعارضة السودانية بصفة عامة.
الرجل كعادته ، انتهز فرصة اللقاء التلفزيوني ليجدد هجومه القذر وغير المبرر ضد قرارات مجلس تحرير المنطقتين ، واصفا اياها كما يفعل منذ الإقالة ، بالإنقلاب على الشرعية ، وهي الشرعية التي لم يكتسبها أبداً ، غير أنه يتغنى بها ليل نهار ، شرعية شرعية شرعية.
لكن أكثر ما ألمني في هذا اللقاء المطبوخ ، هو وصف عرمان لرفاقه بالحركة الشعبية والجيش الشعبي في المنطقتين بالقبلية والإثنية والعنصرية ، وهم الذين احترموه واكرموه ، بل صنعوه من العدم بعد انفصال جنوب السودان.
عزيزي القارئ ..عندما قرر شعب جنوب السودان الإنفصال عن شمال السودان بإستفتاء عام 2011م ،كان شماليو الحركة الشعبية تائهين وفي حيرة من أمرهم -بمعنى أنهم طرحوا مجموعة من الأسئلة الملحة منها ما إذا كانوا سيقدرون على تأسيس حركة شعبية ناجحة في الشمال دون الحركة الأم في دولة جنوب السودان الوليدة أم لا. وفي هذه الأثناء وبعد مرور أربع أشهر فقط من استفتاء جنوب السودان ، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان برئاسة عمر البشير الحرب ضد الجيش الشعبي بجبال النوبة/جنوب كردفان لتجريده من سلاحه منتهكا بذلك اتفاقية نيفاشا في شقها الخاص “بالمنطقتين”،. إلآ أن هذه الحرب كانت لياسر سعيد عرمان بمثابة (طوق نجاة) أو فرصة عظيمة لترميم نفسه مرة أخرى وتجهيزه كأمين عام للحركة الشعبية شمال.
بعد شهر من اندلاع الحرب في جبال النوبة ، حزم ياسر عرمان حقائبه وغادر الخرطوم إلى العاصمة الأثيوبية أديس ابابا ومنها قام باتصالات مع قادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي بجبال النوبة الذين رحبوا به ترحيبا حارا بخروجه من الخرطوم ،كما وافقوا دون تردد ان يستمر كأمين عام للحركة الشعبية ويمسك بملف التفاوض مع نظام الخرطوم.
في زياراته العديدة التي قام بها للمناطق المحررة بجبال النوبة في الفترة من 2012 حتى اقالته من الأمانة العامة في مارس 2017م ، أُستقبل استقبال الأبطال ،وعُمل معاملة الملوك والسادة ،وذُبح له (ثيرانا) ، والنوبة عادةً لا يذبحون الثيران إلآ لشخص يكنون له التقدير والإحترام. كما وفروا له حماية خاصة لأن الغدر ليس من شيم النوبة.
جعلوه أمينا عاما لهم دون سؤال لست سنوات ..مسكوه كل الملفات السياسية والإنسانية وووالخ ..اعطوه كل الفرص لينجح في عمله ..عاملوه كواحد منهم. لكن ماذا كانت المحصلة ..كانت المحصلة، اتهامه لهم بالقبلية والإثنية والتقوقع والعنصرية والتقزم!!؟..
الشعب النوباوي شعب عظيم ومسامح وكريم ومسالم وعفوي ، وربما هذا هو سبب قبوله بياسر عرمان دون سؤال ، لكن للأسف الشديد راى عرمان في هذا القبولسببا للغرور والكبر والغطرسة ليصل الى مرتبة من اليقين اعتقد فيها أنه خليفة الراحل/دكتور جون قرنق ، مدعيا الطهارة الثورية والإيمان بفكر السودان الجديد.
يقولون ..متى تضع الكرامة في لئيمٍ .. فإنك قد أسأت إلى الكرامة ، فالشعب النوبي فعلا وضع الكرامة في لئيم الذي اساء إليها أيما إساءة. وعليه ،ليس أمامه سوى العمل بالحكمة القائلة (لا تنزعج إذا أنفجر البالون في وجهك فأنت من نفخه وأعطاه أكثر من حقه) ..أي حينما تعطي شخصا ما قدرا أكبر مما يستحقه في سبيل اسعاده ويذهب ذلك كله ادراج الرياح وتحلق علامات الاستفهام والتعجب في فلك الحيرة ، ويعم صمت رهيب اختلطت فيه المفاهيم والمعاني ، ما عليك إلآ ترديد مقولة ابو الطيب المتنبي الخالدة (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا )..
وأعلم أنك إذا وضعت أحدا فوق قدره – فتوقع ان يضعك دون قدرك ،لأن من يستحق الإطراء يعرف معنى التواضع ويتواضع من منطلق الثقة في النفس – أما من لا يستحق الإطراء ويحظى به من البؤساء والتعساء ، يخالجه شعور العظمة والغطرسة الفارغة.
إذن رفاقي الكرام الشرفاء الأبرار في جبال النوبة والنيل الأزرق ، لا تزعلوا كثيرا من انفجار ياسر عرمان فيكم ،فأنتم من صنعتم هذا البالون ونفختوه نفخا زائدا حتى انفجر غير مهتم بما يحدثه انفجاره هذا من آذى وأضرار. ضخمتوه ، رفعتموه على الأكتاف ، حملتوه فوق رؤوسكم ، وها هو ينفجر فيكم كما تنفجر الأحزمة الناسفة ويصفكم بالعنصريين والقبليين والإثنيين والتقزميين ..ليس هذا فحسب ، بل بخس من نضالاتكم وثورتكم ، ومن سلاحكم الذي تحملونه وتدافعون به عن أهلكم ، وقال ان الظروف الإقليمية والدولية قد تغيرت ولم يجدي معها “النضال المسلح” وحمل السلاح ، وربما في هذا الكلام نداء للرفاق “حملة السلاح” للإستجابة للدعوة التي اطلقها نائب السفاح حسبو محمد عبدالرحمن بجمع الأسلحة وتسليمها لنظام العروباسلامية الحاكم.
على العموم ، عقدة النقص لدى ياسر سعيد عرمان هي التي أفرزت طوفان من الكبر والغطرسة حتى رأى ضرورة الخضوع لإمرته واتباع شهواته السلطوية ، والذنب الوحيد الذي اقترفه الرفاق في المنطقتين هو أنهم اعطوه أكبر من حجمه ..لكن يجب ان يكون تطاوله على رفاقه واتهامه لهم بالعنصرية والقبلية والإثنية ، درسا وعظة لمنع أي حالة كهذه في المستقبل.
تعليق واحد
I hope that people should not waste their valuable time to talk about this useless opportunist man, because history has revealed what he was actually, after trying to hand over the leadership of the region to the genocide government in Khartoum on 6th June-2011 and now is supporting his closed relative Albahser to declare new war against the people in the two regions. At that time the Gen. Jagout Makwar had kindly makde a mistake, but now the Lt. Gen. Jagout Makwar, the second deputy of the system SPLM/A – N has learned from such mistakes and will not allow for such behavior to visit the region and jump over any valuable ox again. the finished story is the ending failure story, not more.