سقط نظام الكيزان غير مأسوف عليه، وفرحنا جميعاً لأننا كنا نتوقع أن تغيب عن أنظارنا مظاهر القتل وانتشار المليشيات لكن فرحتنا لم تكتمل بعدُ.
فقد تحول سوداننا إلى بلد المليشيات، وذلك نتيجة نظام المحاصصة .
سقط النظام ومازال القمع والاعتقال والقتل وتكميم الافواه مستمر ، سقط النظام ومازالت مليشياته وجهاز امنه وغيرهم موجودون .
ظاهرة هذه المليشيات سوف تسبب فقدان الامن وتصاعد اعمال العنف التي تهدد المجتمع بالتفكك والانهيار .
سقط النظام ومازالت الاوضاع حافلة بالمآسي والنكبات والأزمات التي كشفت حقيقة انهيار السودان في كافة المجالات نتيجة إدارة فاشلة لا قيمة عندها للوطن والشعب، فكانت المرحلة الانتقالية حافلة بالأحداث التي كشفت بداية انهيار الدولة وهيمنة الاحزاب والمليشيات المرتبطة بالأجندات الخارجية لجر السودان نحو الهاوية والانهيار السريع . لقد شكلت ثورة ديسمبر بارقة أمل نحو التغيير الحقيقي ومهرت هذه الثورة بدماء الشهداء ، الذين قدموا حياتهم قرابين على تغيير النظام الفاسد المستبد . إلا ان أهداف الثورة بتحقيق العدالة ومحاربة حيتان الفساد ومحاكمة قتلة الشهداء ، لم تتحقق . كل المؤشرات تؤكد اقتراب السودان من حافة الانهيار الشامل اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا. ولا جدال في ان احزاب السلطة تتحمل المسؤولية الكاملة عن انهيار السودان ، من خلال تمسكها بمصالحها التي تتعارض كليا مع مصالح الدولة ، وجعلها السلطة بوابة لنهب الثروات وحرمان الشعب منها، إضافة إلى ارتباطها بالأجندات الخارجية، وسط مخاوف جدية من ان الانهيار المتوقع، قد يجر إلى انهيار سياسي وأمني نتيجة صراع القوى السياسية من جهة والميليشيات من جهة اخري وهو ما سيترك آثارا مدمرة على أوضاع الشعب المغلوب في امره . ابريل اما التغيير أو الانهيار الشامل وتقسيم السودان .
بقلم / الطيب محمد جاده