صوت الهامش
مليشيات الجنجويد او كما يسمونها اَهلها ” الدعم السريع ” معروفة لدي الشعب السوداني وبالأخص في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة / جنوب كردفان .
هذه المليشيات عرفت بارتكابها أبشع الجرائم في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ، ومازالت تمارس جرائمها شبه يوميًا ضد المواطنين العزل من قتل ونهب وترويع .
تعرف مليشيات الدعم السريع بأنها قوات قبلية مرتزقة تعمل بالاجرة وبالمقاولة خاضعة للقرار السياسي تحت غطاء امني، واصبحت فوق القوات المسلحة ولاتقاتل وفق اخلاقيات العمل العسكري ، وانما يقاتلون وفق آليات القمع والاستبداد التي بنى عليها جهاز الامن .
ما الجديد
بدأت تظهر هذه المليشيات في مدن لم يكن سكانها يعرفون بجرائمها إلا عن طريق السمع او القراءة . ويري مراقبون أن مدن مثل الفاشر والخرطوم ونيالا تمثل القلب النابض للنظام السوداني وأي تفريط فيها هي بمثابة التفريط في السودان .وتعالت الاصوات خلال الايام الماضية , محذرة من خطر تواجد هذه المليشيات بمدن شمال ووسط السودان .
وفي حوار سابق مع جِبْرِيل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية نشر في موقع JEM ، وصف مليشيات ” الدعم السريع ” في الخرطوم ، هو فصل أخير لانهيار النظام وأدوات سيطرته، وأضاف إنه يبدو أن هناك قراراً بحل الجيش السوداني، لصالح المليشيات الخاصة التي تعمل خارج القانون، ولحماية كرسي البشير مع قوي أمنية خاصة تتبع له، ذلك هو واقع السلطة الآن.
الحارس حميدتي
ووفقاً لبعض المصادر، فإن حميدتي البالغ من العمر 43 عاماً، الذي لم يكن له أي علاقة بالجيش أو أي من القوات النظاميّة، قبل عام 2003 , وعلي حسب بعض المصادر فان حميدتي ينتمي الى اولاد منصور احد افخاذ المهارية وهم مع المحاميد (قبيلة موسى هلال ) ينتمون الى قبيلة الرزيقات ,هاجرت اسرته من شمال دارفور الى جنوبها في الثمانينات وطاب لهم المقام هناك .
لم يتلقى اي تعليم نظام فقط درس الخلوة ,عمل في التجارة وحسب قوله (على ذمة المصادر) تم مهاجمه تجارته مما جعله ينتسب (للجنجويد ومن ثم تم الحاقهم بقوات حرس الحدود )
عملت هذه القوات في تامين مدينة نيالا في العام 2003 و 2005 وحسب ما ورد انها ارتكبت عدة جرائم في حق المواطنين هناك
عمل حميدتي تحت امرة موسى هلال لفترة من الزمان ومن ثم اختلف معه بسبب مقتل احد قادة الماهرية على يد هلال .
واختلف حميدتي مع الحكومة في 2007 واشتبك مع قوات الحكومة لتعود الحكومة وتفاوضه في العام 2008
وجدت الحكومة فيه شخص يمكنه أن يقزم نفوذ موسى هلال وقد كان لها ذلك ولو موقتا
لم يتم ضم قوات حميدتي بصورة رسمية الا في العام 2012 بعد انتهاء معركة هجليج ضد قوات (جنوب السودان) في العام 2011 .
ويقول الناشط السياسي كمال كمبال ل ( صوت الهامش ) فى ظل انهيار القوات المسلحة بات واضحاً أن النظام قد يكون فقد احد اذراعة الامنية التى تجعلة آمناً والإعتماد على الجنجويد يحمل مخاطر للجميع . وهذا التدهور خلق مخاوف عدة ، وجعل الحزب الحاكم غير متماسك وأصبح النافذين فى الحزب يرمونا اللوم فى بعضهم البعض على مسؤلية فشل شئون البلاد ، والاخطر من ذلك أن الجنجويد يمارسوا عملية الابتزاز مع المؤتمر الوطنى ، وهذا فى حد ذاتة يؤكد مدى انهيار الحزب وفقدانة السيطرة على السلطة ، بالاضافة الي ذلك الإنهيار الاقتصادى الذي يعيشه السودان الآن.
هل ذهبت تلك القوات الي الدبة للإحتفال بعيد الفطر ؟
ووصلت أمس الجمعة محلية الدبة بالولاية الشمالية مجموعة من مليشيات الجنجويد ” الدعم السريع ” ، وقالت بعض المصادر أن تلك القوات تعمل على تمشيط الصحراء الشمالية الغربية المتاخمة للحدود مع ليبيا، للحد من أنشطة مجموعات مسلحة تعمل فى النهب وتهريب البشر والسلاح والمخدرات.
وأكد قائد ثانى قوات مليشيات الجنجويد “الدعم السريع” ، عصام الفضيلى، -فى تصريح صحفى اليوم السبت- جاهزية قواته لتحقيق الانتصارات فى المنطقة الشمالية بالتنسيق مع الفرقة 19 مشاة، مشيرا إلى أن قوات “الدعم السريع” تعمل فى كافة الظروف المناخية وقادرة على تنفيذ مهامها.
ويقول محمد عبد الرحمن الناير الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس حركة تحرير السودان (عبد الواحد)
ل( صوت الهامش ) إن حكومة المؤتمر الوطنى وبعد ان قامت بحل القوات المسلحة التى كانت الي وقت قريب تتمتع بالقومية وإستعاضت عنها بمليشيات بﻻ شك إنها شارفت علي السقوط العمودي ، ﻷن هذه المليشيات ليس لديها عقيدة قتالية ، فقط تقاتل من أجل اﻷموال التي يقدمها لها النظام وما تتحصل عليه من غنائم جراء نهب ممتلكات المواطنين من مواشي ومحاصيل وحتى أثاثات المنازل ، وحالة تدهور اﻹقتصادي السوداني جعلت الحكومة ﻻ تستطيع الوفاء بدفع إستحقاقات هؤﻻء المرتزقة القبليين كما في السابق ، وأصبحت المليشيات القبلية تعتمد بشكل كامل علي السلب والنهب كما نشهده في دارفور وجبال النوبة والنيل اﻷزرق بل في قلب الخرطوم والوﻻيات الشمالية ، وهنالك عشرات الشكاوي من المواطنين في قري جبل مرة وسنجة والدمازين وغيرها ، وخﻻل العام المنصرم قام المدعو أحمد هارون والي شمال كردفان بطرد المليشيات القبلية من حاضرة الوﻻية مدينة اﻻبيض بعد تعديهم علي المواطنين وممتلكاتهم في المدينة.
وفي نهاية المطاف سوف لن تجد هذه المليشيات شيئا تسلبه وتنهبه وحينها سوف تنقلب علي الحكومة نفسها ﻻنها ليس لها وﻻء أو عقيدة قتالية غير أموال الإرتزاق التى تتحصل عليها من النظام أو ما تقوم بنهبه من المواطنين العزل ، وجرائم هذه المليشيات ستصبح عبئا علي النظام بمرور الوقت وسوف يثور المواطنين ضدها ﻻ محالة وحينها سوف يقع النظام في كماشة كبح جماح هذه المليشيات أو مواجهة الثورة الشعبية المناهضة لجرائمها ، وفي الحالتين سيكون موقف النظام صعب جدا ما بين مواجهة المليشيات وحسم تفلتاتها أو إنتفاضة الجماهير المغلوبة علي أمرها ، وأي خيار ينحاز له نظام المؤتمر الوطنى سوف يفقده تماسكه ويسقط سقوطا مدويا ، وأن إعتماد النظام علي مليشيات قبلية يعنى إنه فقد السيطرة وكل مقومات البقاء واﻹستمرارية وهو مظهر من مظاهر اﻹنهيار الوشيك.
ويذهب في ذات الاتجاه الناشط السياسي متوكل موسي ويقول ل( صوت الهامش ) إن المليشيات لا تستطيع أن تحمي حكومة دكتاتورية إلى النهاية، فالبشير وحكومته ظلا يركنان إلي حماية قوات الجنجويد وينفقان عليها ثروات البلاد في سبيل إستمرار خدماتها، لكن التاريخ ملئ بقصص حكومات دكتاتورية إنتهجت ذات النهج وقد كانوا أكثر عددا وأعز نفرا، فعندما أزفت ساعة الرحيل رحلوا غير مأسوفٌ عليهم بصورة دراماتيكية مأساوية.
إن المليشيات المأجورة ليست لديها عقيدة عسكرية وهي تُقاتل لمن يدفع لها أكثر، وليس لديها ولاء لغير المال الذي ستجنيه من القتال ولا يهمها البشير ولا حكومته، ولذا فإن إعتماد البشير في البقاء في سدة السلطة تحت ظلال سيوف جنجويد قوات الدعم السريع لن يطول كثيراً، ففي ظل الوضع الإقتصادي الراهن والمزري وبعد أن جففوا خزائن الدولة بالنهب الممنهج ودفع الرشاوي داخلياً وخارجياً لن يستطيع البشير الإيفاء بالمتطلبات المالية والدفع لعشرات الآلاف من المرتزقه وهولاء بدورهم لن يتورعوا في التخلي عنه حالما يتوقف جريان المال في أيديهم، طبعاً هذا بالإضافة إلى تكاليف الدعم العسكري والدعم اللوجستي غير العسكري والتي لا تستطيع دولة مثل السودان قدراتها المالية متواضعة من الإستمرار في الدفع إلى ما لانهاية ولذا أتوقع ألا تستمر مغامرة البشير مع قوات الجنجويد طويلاً.