الخرطوم _ صوت الهامش
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق جميع أنشطتها الطبية في مستشفى بشائر التعليمي جنوب الخرطوم، بسبب الهجمات المستمرة التي طالت المرضى والكوادر الطبية والمرافق الصحية.
وأوضحت منظمة اطباء بلا حدود في بيان لها إطلعت عليه (صوت الهامش) اليوم الجمعة ، أن المستشفى، الذي يقع في منطقة تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، شهد سلسلة من الحوادث الخطيرة خلال الأشهر الأخيرة. تضمنت هذه الحوادث اقتحام مسلحين المستشفى وإطلاق النار داخل أقسامه، إلى جانب تهديد الكوادر الطبية لإعطاء الأولوية في العلاج للمقاتلين.
وأشار البيان إلى واقعة مروعة في نوفمبر 2024، حيث قُتل مريض داخل المستشفى، فيما أطلق مهاجمون النار داخل قسم الطوارئ في ديسمبر، مما عرض حياة الطواقم الطبية للخطر.
وأكدت كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ بالمنظمة، أن الوضع الإنساني في الخرطوم يتسم بعنف شديد ومعاناة هائلة. وقالت: “المستشفى واجه ضغوطًا هائلة مع ارتفاع الإصابات الناتجة عن القصف والغارات الجوية، حيث شهدنا حالات إصابات جماعية تصل بالعشرات بعد كل هجوم. ومع تهديد حياة طواقمنا والمرضى، لم يعد من الممكن تقديم الرعاية الطبية بأمان”.
يُعد مستشفى بشائر واحدًا من آخر المستشفيات العاملة جنوب الخرطوم، ويقدم خدمات طبية مجانية تشمل جراحة الإصابات، ورعاية الأطفال، وعلاج الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك. كما استقبل المستشفى منذ سبتمبر الماضي أعدادًا متزايدة من النساء الحوامل بسبب إغلاق أو تقليص خدمات العديد من المرافق الصحية الأخرى.
ووفقًا للبيان، نفذت الفرق الطبية في المستشفى أكثر من 3,700 عملية جراحية، وتعاملت مع نحو 25,585 حالة طوارئ منذ مايو 2023، منها 9,000 حالة مرتبطة بالعنف. كما ساعدت الفرق في 3,800 حالة ولادة، بما في ذلك 850 ولادة قيصرية.
واختتمت اطباء بلا حدود بالقول إنها تأمل في تحسن الظروف الأمنية بما يمكنها من استئناف عملها في مستشفى بشائر مستقبلاً. وشددت على ضرورة احترام المرافق الصحية والعاملين فيها من جميع أطراف النزاع، مؤكدة أن الهجمات على المستشفيات والكوادر الطبية تعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني.