معارضة باريس واديس التي تريد الدخول في حوار مع نظام الإبادة الجماعية كما وردت منذ أيام في ندوة نداء السودان نقول بصراحة ووضوح إن هذه المعارضة شبيه تماماً مع نظام الإبادة الجماعية نفس اللغة ونفس الأفكار ونفس العقلية ، فهل يعقل أن تبقى المعارضة تتكلم بنفس اللغة وبنفس المنطق لتبقى الأزمة بكل آلامها وأوجاعها وتحولاتها وآثارها على الأرض؟ ماذا تريد المعارضة بالضبط ؟
إنها تريد باختصار أن تصل إلى السلطة فقط ولا يهمها بقية مكونات المجتمع السياسي في السودان وتعتبر نفسها المتحدث باسم الشعب السوداني وتعتبر أيضا أنها هي من ضحى وقدم الضحايا والشهداء وبالتالي فهي الجديرة بالحصول على السلطة التي ترضيها وكأنما الشعب السوداني جميعا بفئاته وأطيافه لم يدفع ثمن هذه الأزمة ولم يقدم شهيداً واحداً ، نداء السلطة ضرب ارض الحائط بكل الضحايا الذين قتلوا وشردوا . هذه المعارضة الفاشلة تقارن السودان بجنوب افريقيا ونحن بدورنا نقول إن في السودان لم تحدث تجربة جنوب افريقيا ، نحن بحاجة إلى وطنية حقيقية للوصول إلى حلول لقضايانا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، الحديث عن تجربة جنوب أفريقيا وحوار مع النظام خداعا للرأي العام ومحاولة من المعارضة للوصول إلى مصالحها الشخصية فهذا النوع من اللعب على الكلمات والتمويه السياسي الفاشل لا يمكن أبدا نقبله ولا يمكن أن يمر مهما حاول الفاشلون ، السودان وطن الجميع صحيح إنه حدثت أزمة تسبب فيها الكيزان الانقلابيون وتسببت في النهاية بنوع من الانقسام الاجتماعي المسيء للسودان والذي لا يمكن أن يستمر وعلينا جميعا أن نسعى وأن نعمل إلى إسقاط هذا النظام ومحاوريه لإيجاد أفضل الحلول السياسية والدستورية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية للوصول ببلدنا إلى بر الأمان أما الفاشلون الذين يتحدثون عن الحوار مع النظام ويصرون على الاستمرار في خلق الأزمات فإنهم لن يجنوا إلا الخذلان وخيبات الأمل فهذا النوع من المعارضة البائسة لا يمكن أبدا أن يكون لها إسهام جاد وحقيقي في بناء الديمقراطية في السودان.
بقلم الاستاذ / الطيب محمد جاده