بقلم : مصعب عبدالكريم
استغرب جدا من اندفاع بعض الرفاق في الدفاع عن خطوة قيادات الجبهة الثورية الأخيرة في باريس ومقارنتها بتحالفات دكتور جون قرنق مع القوي التقليدية سابقا !!!
تعالوا نمسكا وحدة وحدة …..!!
في عام 1987 دكتور جون وقع اتفاقية كوكادام اي (اتفاقية ميرغني قرنق) في أديس أبابا كان مجرد مزكرة تفاهم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و تنظيم الاتحاديين الذي كان مشاركا في الحكم مع نظام الصادق المهدي لكيفية وقف الحرب و الدخول في حوار نحو تفاوض وإيجاد حل للمشاكل السودانية علي رأسها مشكلة جنوب السودان و ماف فيها أي تنازلات جوفاء أو تغيير مبادئ
وفي 1998 باسمرة تحالف الحركة الشعبية بقيادة دكتور جون قرنق مع القوي السياسيه التقليدية المنضوية تحت مظلة التجمع الوطني الفيدرالي بقيادة الميرغني و وصل معهم لمزكرة تفاهم حتي وقع علي وثيقة التحالف الفيدرالي السوداني تنص علي إقرار القوي السياسيه المدنية باعترافها بأن السلاح ايضا وسيلة لاسقاط النظام والتوقيع عليها و هنا كانت النضوج الحتمي لسياسات دكتور جون قرنق قد تمكن من إقناع القوي السياسيه المدنية أن يؤمنوا بضرورة التغيير بكل الوسائل السلمية والمسلحة . واقنعهم لفتح جبهة قتال في شرق السودان حتي تمكن من ضرب كسلا وهمشكوريب ومعارك أخري مما سبب ضغوطات كبيرة للنظام في الخرطوم من جبهات القتال المتعددة في الجنوب والشرق والغرب مع انطلاق شرارة حركة تحرير السودان حتي ركع النظام التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا والقاهرة و اتفاقية ابوجا .
بعداك تعالوا نقارنوه مع قيادات الجبهة الثورية السودانية ماذا هم فاعلون الان !؟
الان هم تحالفوا مع القوي التقليدية تحت مظلة نداء السودان التي تضم عشرات الأحزاب السياسية المدنية والحركات المسلحة عمل جيد و مكسب للثورة وماف خلاف لحدي هنا لان السياسة تحالفات ولا بدأ تتحالف مع الكثير لتقليل الأعداء .
الخلاف تكمن في الوثيقة النهائية التي وقع عليها قادة الجبهة الثورية يا رفاق .التي تنص بالحرف الواحد علي عدم جدوي الكفاح المسلحة لتغيير النظام والاعتماد على أن السلمية هي الوسيلة الوحيدة لتغيير النظام وهنا تعطي النتائج العكسية في المقارنة بين موقف دكتور جون قرنق وقيادات الجبهة الثورية كان دكتور جون قد اقنع القوي التقليدية للإيمان بمبادئه و مبادئ الحركة الشعبية بينما قياداتنا الان تنازلوا عن مبادئنا ومبادي الجبهة الثورية التي تتمسك بالكفاح المسلحة لتغيير النظام لعدم جدواها و وقعوا علي مبدأ السلمية اي مبدأ التنظيمات السياسية المدنية وهذا يعتبر خطاء فادح و تنازل جوفاء عن المبادئ و ابجديات الثورة . بمعني آخر قد تكمن القوي التقليدية والأحزاب المدنية من إقناع قيادات الجبهة الثورية لعدم جدوي السلاح و واعتماد الوسائل السلمية هي الحل الوحيد بعد رفع السلاح ومقاومة النظام لاكثر من 17عاما وتقديم العشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين والاسري في سجون النظام .
بعدها نقطة تنسيب الصادق المهدي رئيسا لهم هذا مرفوض تماما ليس ضد شخصية الصادق بل إنما ضد المناهج الذي يتبناه هذه الشخصية النرجسية و ماضيه السياسي المظلم لاخفاقاته الجوهرية التي ساهمت في توليد أزمات الدولة السودانية هذا الرجل متورط في جرائم حرب بجنوب السودان ودارفور في كلتا عهدي حكمه للسودان ومعروف هو اول من بدأ بتسليح المليشيات والقبائل ضد الاخري بدارفور وفيما بعد اكمل البشير ما بدأ به الصادق المهدي ومتورط في الجريمة المشهور بإحراق قطار الضعين المكتزة بالنازحين الجنوبيين من منطلقات عنصرية بحتة.. الصادق المهدي ضد مشروع السودان الجديد الذي يتبناه القوي الثورية الحديثة المتمثلة في الجبهة الثورية لأنه من أصحاب ومؤسسي السودان القديم التي لا تستوعب كل اهل السودان والصادق المهدي ضد إعادة هيكلة مؤسسات الدولة السودانية باسس جديدة تستوعب كل اهل السودان بمبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين لأنه يري المؤسسات الحالية من السلطات العسكرية والأمنية والاقتصادية المهيمنة عليها النخب النيلية لا بأس بها فكيف لكم أن تجعلوا من هذه الشخصية رئيسا لتحالف جامع مثل نداء السودان !؟؟؟
قيادات الجبهة الثورية السودانية الان يركتبون اكبر أخطأ في تاريخهم ويتجهون بالثورة نحو منعطف مظلم غير معروفة العواقب ايها الرفاق لا بدأ من نقدهم للعدول بمسار الثورة نحوا أهدافها الحقيقية لتري النور و عدم الاندفاع في التطبيل و التصفيق علي الباطل والأخطاء التاريخية ولا تقارنوا موقف دكتور جون قرنق سابقا بمواقف قيادات الجبهة الثورية السودانية الان لأنها تختلف بفارق سنين ضوئية في الثبات بالموقف والايمان بالمبادئ والنضوج في السياسة .
ونرجع نسأل تاني هل في علاقة بين موقف دكتور جون قرنق سابقا و مواقف قيادات الجبهة الثورية السودانية حاضرا !؟؟؟؟