لندن – صوت الهامش
تساءلت منظمة (فريدام أسوسيشن) عما إذا كانت المملكة المتحدة تفعل كل ما بوسعها لإيقاف الإسلامويين الراديكاليين الذين يحكمون السودان؟
ونوه تقرير للمنظمة، عن زيارة قامت بها مؤخرا البارونة (كارولين) كوكس للسودان، ممثلة لـ منظمة (صندوق الإغاثة الإنسانية) الخيرية البريطانية التي قامت هي بتأسيسها.
وتنفق وزارة التنمية الدولية 50 مليون استرليني سنويا في السودان من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، ومن ثمّ فإنه يتسنى لهؤلاء الوقوف على مآل أموالهم وفيم يتم إنفاقها.
لكن تقرير زيارة كوكس للسودان لا يشير إلى أن الأمور تسير بشكل جيد؛ حيث يقول إن “الشعب السوداني على مدى أكثر من ستة عقود من الاستقلال لم ينعم بانقطاع الصراع والاضطراب. وفي دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق – استهدفت حكومة السودان المدنيين بقذائف من الجو والأرض ضد المدارس والكنائس والجوامع والأسواق.
واستهدفت حكومة السودان السكان الأصليين من الأفارقة والمعتدلين من المسلمين والمسيحيين والمؤمنين العاديين.
ونوه التقرير أن الهجمات لا يتم توثيقها، فيما تتقيد حركة منظمات الإغاثة عن العمل هنالك ما يترك سكان المناطق المنكوبة بالصراع دونما مساعدة أو دفاع عن حقوقهم. وعلى الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار العام الماضي، إلا أن ثمة تقارير حول استمرار حكومة السودان في الهجوم بالطيران الحربي ملقيةً الرعب في قلوب المدنيين ومشردة لهم.”
وفي مجلس اللوردات الخميس الماضي، قالت كارولين إن “الاعتداءات العسكرية من جانب حكومة السودان في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان قد أجبرت 300 ألف نسمة على الرحيل من ديارهم.”
وأكدت البارونة أنها التقت 9 آلاف من المدنيين لم يحظوا بزيارة أية منظمة أهلية أخرى، وهم يعانون خطر الموت جوعا.
وبحسب المنظمة يمثل الوضع الراهن في السودان مشكلتين رئيسيتين للمملكة المتحدة والغرب: الأولى تتمثل في أن الأشخاص المشردين يجب أن يجدوا وجهة يذهبون إليها، وسط تزايد أعداد اللاجئين الباحثين عن مكان آمن يعيشون فيه؛ أما المشكلة الثانية، وهي الأخطر على الغرب، فتتمثل في أن زيادة أعداد الفارين من السودان مرتبط بزيادة استمرار ما يتعرض له شعب السودان من ضغط يمارسه عليه إسلاميون متشددون يحكمون البلاد.
وأوصت منظمة (صندوق الإغاثة الإنسانية) الخيرية البريطانية، حكومة المملكة المتحدة بالتوقف عن تبني سياسات تتضمن تعزيز الروابط التجارية مع حكومة السودان، والتي تضفي مصداقية ودعما لنظام البشير، وذلك للضغط على ذلك النظام حتى يسمح بمرور المساعدات إلى المدنيين في المناطق المنكوبة بالصراع في النيل الأزرق وجبال النوبة – وتشجيع حكومات أخرى، لاسيما الولايات المتحدة على انتهاج ذات النهج.
وأكد التقرير أنه رغم اعتراض البعض في المملكة المتحدة على إنفاق نسبة 7ر0 من الناتج المحلي الإجمالي على بند المساعدات الدولية، إلا أن المساعدات في السودان هي أمر بالغ الضرورة، ليس فقط لتخفيف المعاناة الشديدة عن كاهل المنكوبين، ولكن أيضا هي أمر ضروري لأمن العالم.