أحمد المهدي
الحداثة (Modernity) تعرف على أنه تحديث ما هو قديم وتعرف إيضا بأنه الانتقال من حالة قديمة إلى حالة جديدة تشمل وجود تغير وقد أشار الفيلسوف هيغل على أنه الانتقال إلى حقبة جديدة تختلف عن الحقب الماضية. وجوهر الحداثة تتمثل في تطور العلم والعقل.
مشروع السودان الحديث ، مشروع حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي مشروع متكامل يقوم على خمسة مرتكزات هي الليبرالية والعلمانية والفدرالية بالإضافة إلى الهوية السودانية والوحدة في إطار التنوع وضعت خصيصاً لتطوير العديد من المجالات في الدولة وإحداث تغير في المجالات المتعددة سيما الاقتصادية والاجتماعية والصناعية وتستمر لتشمل حتى الفن والأدب.
لكن يبقى أهم اهتمامات المشروع هو تطوير جميع المؤسسات بالدولة خاصة المؤسسات التعليمية وذلك بالاعتماد على التعليم الحديث لذلك من المبادئ والأهداف لهذا المشروع من ضمنها تطوير المناهج التعليمية والإهتمام بالبحوث العلمية لخلق نظام تعليمي متطور وحديث يتساوى في تحصيله الجميع من دون تمييز.
ومثلما هو معلوم لجميع السودانين أن النظام البائد قام بعملية تدمير ممنهج لكل المؤسسات التعليمية في الدولة خاصة مؤسسات التعليم العالي في جريمة كبرى سميت كذبا بثورة التعليم العالي وكان المقصود بها تشكيل توجهات التعليم وفق رؤيتهم الخاطئة والاستبدادية مما نتج عنها غياب تام لمؤسسات التعليم العالي السودانية للمساهمة في النشاط العلمي العالمي لذلك بعد عودة الحركة إلى الداخل عقب توقيع اتفاقية السلام الموقعة بجوبا شرعت على الفور في أخذ خطوات فعلية وحقيقة نحو إصلاح التعليم بالبلاد باعتباره الركيزة الأساسية لإصلاح الأمور لنقل البلد لعصر جديد اكثر تطوراً وفاعلية، فقد قام الدكتور الهادي إدريس يحى عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس الجبهة الثورية السودانية ورئيس حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي عقب عودته للبلاد ابتداء برامجه بزيارات لعدد كبير من الجامعات شملت كل من جامعة الخرطوم وجامعة الفاشر وجامعة نيالا وجامعة زالنجي بالإضافة إلى جامعة دنقلا بحث خلالها مع مدراء هذه المؤسسات أسباب المعوقات وسبل تطويرها كما تفقد خلالها أيضاً مراكزها البحثية.
مشروع السودان الحديث هو المشروع الأمثل لحل كل الاختلالات والعلل التي ظلت تقيد بلدنا على الدوام وتعيق نهضته وتقدمه.
التحية لحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي، التنظيم العملاق والمتفرد والذي يمتاز بتميزه عن بقية التنظيمات الأخرى المتواجدة على الساحة السياسية بالبلاد بعدم ارتباطه بأي أجندة أو ايدلوجيا خارجية ما عدا السودان وطننا الحبيب.
على إمتداد التاريخ الإنساني الطويل رأينا نماذج لأمم تعرضت للعديد من النكبات والظلام بسبب الإستبداد والفقر ولكنها استطاعت أن تنهض من أنقاض الظلم والتخلف بفضل بعض المستنيرين والمخلصين من أبنائها.
كذلك نحن في السودان موعودون بالدكتور الهادي إدريس يحى، الأمل القادم الذي سيخرج بلدنا من هذا الوضع المزري ويضعها في مصاف الدول الرائدة والمتقدمة عبر مشروع السودان الحديث.