واشنطن – صوت الهامش
رصد وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيع فرقاء جنوب السودان اليوم الأحد اتفاقا في الخرطوم بوساطة البشير.
ونصّ الاتفاق على الترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة في الدولة الوليدة التي أودى الاحتراب بها إلى مقتل نحو عشرة آلاف ونزوج 4 ملايين جنوب سوداني موزعين الآن في معسكرات اللجوء في السودان وأوغندا وكينيا.
وقال فارس، في تغريدة له على تويتر، إن البشير يستغل هذا “الإنجاز” للتنكيل بالمزارعين والقرويين في إقليم دارفور بأيدي ميليشيات (قوات الدعم السريع) الجنجويد الجهادية.
وتساءل فارس: “أين سياسة الولايات المتحدة إزاء أفريقيا؟ هل نُضفي الشرعية على نظام البشير المدعوم من جانب جماعة الإخوان المسلمين؟ ولماذا؟”
ويرى مراقبون أن تعاون واشنطن مع الخرطوم على الصعيد الاستخباراتي بدعوى مكافحة الإرهاب وقرار رفع العقوبات التي ظلت مفروضة على نظام البشير زهاء 20 عاما – يرى المراقبون في ذلك إضفاء للشرعية على نظام مدان من جانب المحكمة الجنائية الدولية لاقترافه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ضد أبناء شعبه في دارفور.
هذا فضلا عما يشتهر به نظام البشير من سمعة بالغة السوء فيما يتعلق بالانتهاكات الحقوقية ضد المواطنين السودانيين أو المهاجرين المتواجدين على أرض السودان على نحو خطير وثقّته منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش، بل وحتى وزارة الخارجية الأمريكية ذاتها.
ورأى تقرير حديث نشره موقع (جاست سيكيوريتي) أنه على الرغم من أن تعاون واشنطن مع حكومات سيئة السمعة حقوقيا ليس بالأمر الجديد، إلا أن التعاون مع الحكومة السودانية يختلف ويجب أن يسترعي انتباها أكثر، لاسيما في ظل ما يتردد من تحركات جارية على صعيد التطبيع بين البلدين.
وأكد التقرير أن المزيد من تعاون الولايات المتحدة مع الخرطوم لن يسهم إلا في شرعنة نظام استبدادي وفي مزيد من التهميش لحقوق الإنسان في سبيل مصالح أمنية ضيقة.