في منظر مأساوى جداً يندى له الجبين يحدث مساء كل يوم في منطقة السوق العربي الخرطوم وكالمعتاد إذ تقوم مجموعات بما تسمى جزافاً بـ”النظام العام” بمطاردت أبناء الشعب السوداني وبصورة خاصة بائعات الشاي بصورة مهينة لكرامتهن التى قادتهن للعمل بأياديهن لكسب لقمة العيش فتقوم هذه “الكشة” بمصادرة كل أدوات وممتلكات هؤلاء النساء والفريشين وتدفيعهم غرامات باهظة قد تفوق قيمة الأشياء المصادرة ، وكل هذه الإجراءات إقل ما يمكن وصفها أن القصد منها إذلال هؤلاء المواطنين ومن كرامتهم إن لم يكن إنكار حقهم في السعي للحصول علي لقمة عيشهم .
ما حدث أن هؤلاء الأفراد الذين يسمون أنفسهم النظام العام لولاية الخرطوم قاموا بمداهمة أماكن بائعات الشاي وأثناء هذه المداهمة وفقاً للطبيعة الإجرائية التعسفية التى يتبعها النظام العام إذ تقوم النساء بالركود مسرعات لِلملَمة أدواتهن ليحِلنَ دون مصادرتها قامت مثلهن المواطن “مريم إبراهيم هارون” بالركود بمواعينها التى تشتغل بها ، والمؤسف هنا أن أحد أفراد النظام قد أمسك بالبراد الذي به الماء الساخن وهي كذلك وأنتهي الأمر بأن قام فرد النظام العام بسكب الماء الساخن عليها فأحترقت علي يها اليسرى ! لم ينتهى الأمر إلى هذا الحد بل قاموا يإقتيادها إلى قسم شرطة الخرطوم شمال وحبسها وإتخاذ إجراءات في مواجهتها تحت نص المادة (99) “إعتراض الموظف العام أثناء القيام بوظيفته” وبعد ضغوطات مستمرة من محامى متطوع تمكن من إكمال الإجراءات وتصديق الضمانة لها مع العلم انها يجب أن تقابل الطبيب لتضميد أماكن الحريق بالماء الساخن .
نحن كمحاميين متطوعين نأول علي أنفسنا بالدفاع عنها وإتخاذ إجراءات قانونية ودستورية في مواجهة قانون النظام العام ومجموعات النظام العام بذات نفسها و الوصول بهذه القضية الى أبعد مستوى وجعلها قضية رأى عام لأن القضية لم تقف فقط علي المواطنة “مريم إبراهيم” إنما كل بائعات الشاي هن مريم في كل صباح ومساء يعانين من هؤلاء الشرزمة الذي أذاقوهم الجهيم وأضاقوا بهم الحياة .
عبده إسحق عمر
عبدالباسط محمد
المحاميان والناشطان الحقوقيان
31\3\2018