لَوْ عِندَكْ خُتْ لَوْ ما عِنْدَكْ بَرْضُو تخُتْ
جيل العطاء لعزمنا
حتماً ُيذلُّ المستحيل.. وننتصر
وسنبدعُ الدنيا الجديدةَ وفقَ ما نهوى
ونحمل عبءَ أن نبني الحياة ونبتكر
يعلن مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية تأييده المطلق لحملة “القومة للسودان” التي أطلقها السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لمواجهة وباء ڤايروس كورونا، ولمساعدة الوضع الاقتصادي الذي دمرته ثلاثون عاما من الفساد والنهب المنظم لمقدرات البلاد. لقد حَوَّل الكيزان بلادنا الغنية بمواردها إلى واحدة من أفقر بلاد الدنيا. سرقوا أموال البترول والذهب، والصمغ، وغيرها وأخفوها خارج البلاد. واقترضوا قروضا بمئات الملايين تقاسموها فيما بينهم. وطبعوا العملة دون غطاء، بطريقة رب رب رب الشهيرة، حتى انهارت وسقطت قيمتها الشرائية سقوطا حرا. وأقاموا امبراطوريات مالية مستقلة للأجهزة الأمنية، لترشيهم بها وتربط مصالحهم الذاتية بمصير النظام ليستميتوا في حمايته. فكانت النتيجة الحتمية هي خزينة خاوية، واقتصاد منهار، وفساد متجذر، وأجهزة أمنية تعرقل عمل الحكومة، ويمتنع قادتها عن إعادة أموال الشعب للولاية العامة.
إننا نهيب بجميع السودانيين داخل وخارج السودان للنهوض في هذا النفير القومي وإشعالها ثورة عطاء تبهر العالم مجددا مثلما بهرته ثورتنا العملاقة.
نريده نفيرا يعكس تأييدا شعبيا لحكومتنا الانتقالية، وتفويضا لرئيس وزرائنا يقطع الألسن المرجفة، ويردها على أعقابها خاسئة وهي حسيرة. نفيرٌ يرسل رسالة واضحة للثورة المضادة أننا نلتف حول حكومتنا المدنية وسوف نحمي ثورتنا بالمال وبالعمل والبناء وإن دعا الداعي فبالأرواح.
كذلك نريده نفيرا يُحرِج قادة الجيش والأمن والدعم السريع، إن كانوا يستحون، ويُذَكِّرُهم بأن يضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الذاتية، وأن عليهم أن يعيدوا الشركات العملاقة، التي استولوا عليها، إلى الشعب، مالكها الشرعي، تحت ولاية وزارة المالية.
إننا نحث السيد رئيس الوزراء بأن يملأ كلتا يديه بهذا الاصطفاف الشعبي حوله ويتخذ قرارتٍ ثورية تُسرِعُ بتفكيك الدولة العميقة، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية لصالح الوطن، وكشف الفساد، وملاحقة الأموال المهربة في البنوك الخارجية، وتلك المستثمرة في ماليزيا وتركيا ودبي وغيرها من البلدان.
عندما يرى الشعب هذه المجهودات بعينيه ويوقن بجدية الحكومة فسوف ترون منه المعجزات. ليس فقط صبرا على البأساء الماثلة وإنما اقتحاما للدروب الوعرة وصنع الحياة القادمة.
مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية
4 أبريل 2020