باريس _ صوت الهامش
قالت منظمة مراسلون بلا حدود بأن عدد الصحفيين الذين ألقي القُبض عليهم خلال موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة السودانية التي دامت ما يقرب من شهرين في السودان لا يقل عن 79 صحفي، حيث جاءت تلك الإفادة في مؤتمر صحفي في العاصمة الفرنسية باريس يوم أمس الأول.
وسجّلت مراسلون بلا حدود حتى الآن ما مجموعه 79 اعتقالاً بين موظفي وسائط الإعلام منذ بدء الاحتجاجات ضد زيادة أسعار الخبز في 19 ديسمبر ثم سرعان ما تحولت إلى مظاهرات غاضبة ضد النظام.
وأشارت المنظمة أن هذه الاعتقالات المنهجية لم تستهدف الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد فحسب، بل أيضا الصحفيين الذين تجرأوا هم أنفسهم على الاحتجاج على سياسة النظام الخاصة بالرقابة والاعتقال على الصحفيين بهدف الحد من تغطية الاحتجاجات.
وفي هذا الصدد، نددت المنظمة باستهداف النظام السوداني للصحفيين في بيان صحفي كان قد صدر في ال 15 من يناير، أفادت فيه بأنه قد اعتقال 28 صحفياً في اليوم السابق لتنظيم احتجاج ضد الانتهاكات المتكررة لحرية الصحافة.
وتم احتجاز ما مجموعه 16 صحفياً في ذروة القمع في بداية شهر فبراير الحالي، حيث احتجزوا جميعهم لأكثر من 48 ساعة وبعضهم لعدة أسابيع، وقد أُطلق سراح بعضهم في الأيام القليلة الماضية بعد أن التقى الرئيس عمر البشير بعدد من رؤساء تحرير الصحف يوم 6 من فبراير الحالي.
وعلق “أرنو فروغر” – رئيس مكتب مراسلون بلا حدود في إفريقيا- على أنباء الإفراج عن بعض الصحفيين قائلًا: “إن إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين أبعد ما يكون، عن إنهاء حملة القمع على وسائل الإعلام”.
وأضاف: “ندعو إلى إنهاء جميع أشكال الرقابة ، بما في ذلك وضع حد للمضبوطات المتكررة لقضايا الصحف وإسقاط جميع الإجراءات القضائية ضد العاملين في وسائل الإعلام. لن يكون هناك حل للأزمة في السودان إذا لم يكن الصحفيون أحراراً في تغطية ما يحدث”.
ويواصل جهاز الأمن السوداني حظر واستغلال الصحف، حيث سجلت المنظمة ما مجموعه 63 عملية مصادرة منذ 19 ديسمبر الماضي .
وتمكنت “الجريدة” ، إحدى الصحف الأكثر استهدافاً، من نشر متوسط أقل من قضية واحدة كل يومين منذ بدء حملة القمع، حيث كلفت هذه الرقابة الشديدة بالفعل وسائل الإعلام السودانية عشرات الآلاف من اليورو.
وتقول “يسرا الباقر” وهي مراسلة لمنافذ الإعلام الأجنبية مثل “سي إن إن” و”بي بي سي” والقناة الرابعة البريطانية ، أنها غادرت السودان بعد تهديدها بتهمة تحتمل عقوبة الإعدام.
ولم يبدي مجلس الصحافة والمطبوعات ، الذي ينظم الإعلام السوداني ، ولا وزير الإعلام “بشارة جمعة ارو ” أية استجابة لمراسلات ورسائل هاتفية من مراسلون بلا حدود.
وتجدر الإشارة إلى أن السودان يحتل المرتبة 174 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة صحفيون بلا حدود لعام 2018.