نحتاج لمثل هذا العنوان اليوم لكي نصحح مسار العصيان المدني ، ان رؤية الأمور من منظور اعلامي طيبة جداً وفي السليم ولكن علي ارض الواقع ليس بكمية الحجم الاعلامي ، ربما يرجع ذلك ألي فشل المعارضة في التأثير علي الشعب ، او ربما المشكلة في الشعب نفسه ، لان حاجز الخوف و التوهيم التي يعيشها الشعب من يوم ٣٠-٦-١٩٨٩م ، ربما يرجع ذلك الي القبلية والعنصرية التي نجح الحقير في انتشارها بيننا ، او يجعلنا هذا الوضع نستكين ونرضي بكل أشكال التعسف و التهديد و التخويف من كل تحويل نوعي للرؤية العصيان المدني .
فإننا نعيش عدم الثقة في النفس و ضعف الإرادة و خواء الهمّة ، أشلاء في طاقاتنا التي لا تجرؤ على التحدي و لا على المغامرة المطلوبة في طريق الحياة الكريمة ، وربما هو تحليل سايكلوجي و اجتماعي لشخصيتنا ، لن يتفق معي من ينظر الي الواقع بمنظور مخالف اذا اردنا ان نعيش حياة جديدة و كرامة العيش الشريف و المحترم لمبادئ الحرية و المساواة ولمرجعية حقوق الإنسان و كرامته الحضارية و الثقافية المتشبعة بالعلم و المعرفة و الفلسفة الراقية فعلينا بالتماسك والتعاضض ونبذ القبلية والجهوية .
سنحتاج لمعارضة حقيقية بمعني الكلمة لكي تنهض بنا الي بر الامان والا الله يكون في عون السودان ، يجب ان تكون العلاقة بين الشعب والمعارضة ، علاقة ايد واحدة فيما بينهم كما العلاقة بين الفرد و المؤسسة ، فقدنا الغيرة على الوطن وهذا يرجع الي حكومة السجم والرماد التي نزعت حب الوطن واستبدلته بالكره والعنصرية حتي وصل بنا الحال الي دولتين وقابل للزيادة ، من واجباتنا واحترامنا للوطن يتحتم علينا بزل المجهود وانجاح العصيان المدني ، والا كان الموضوع تجربه وفشلة مثل سبتمبر .
لكن أشكال الاتفاق معقدة و كثيرة ، هناك اشكال الرفض للتغيير الإيجابي دائما حاضرة داخل جدلية واقعية و موضوعية تؤمن بأن السلبي يرفض حركة الإيجابي ما لم يكن هناك جدل و تدافع و ارتجاج يحرك و يغيّر. ففي عصر النبوة المحمدية وظهور الدين الإسلامي، كان الرفض ليس للحقيقة الجديدة و لكن الرفض لتهديد المصالح و العادات التي ألفها البعض. الرفض للاستكانة التي طبعت نفسية الفرد و بعض الفئات بحيث ترى في التغيير تهديدا وجوديا.
ربما كذلك الشأن في موضوع العصيان المدني ، و ربما الأخطر من هذا التحليل البسيط أن البعض منا يركب على هذا الموضوع فيغلّفه بأشكال تمويه ويصرّفه بما يخدم مصالحه الشخصية ، هي إشارات مركزة لكنها بداية التحليل الموضوعي الذي لا ينجرف مع الزوبعة الاعلامية ، مما نبحث عن طرق لتصحيح المسار ومعالجة الاسباب التي قد تؤدي إلى كوارث بالفشل .
الطيب محمد جاده