الطيب محمد جاده
الوقع السوداني الراهن لا يبشر بخير بالرغم من تجميله بأخفاء بعض الحقائق ، مشكلة الدولة السودانية تكمن في عقول من يحكمونا ، العنصرية والمحسوبية مستوطنة في كل الساسة والأحزاب والحركات وحتي القروبات . قامت الثورة من أجل العدالة والمساواة ولكن العدالة والمساواة ليس لها مكان علي أرض الواقع في السودان ومن أراد أن يحلم بها من حقه أن يحلم ، فحلم الحرية والعدالة والمساواة في السودان يعد من الأحلام المستحيلة ، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تأتى الرياح بما لا تشتهى الأنفس والأهواء لتهوى معها أحلامنا فى غمام سحب الطموحات العابرة هذه هى دوماً نهاية كل مأساة وفاجعة العيش فى وهم الكذب والخداع على النفس والناس والتى يغشى عواقبها ولا يدرك مناكبها أولئك وهؤلاء المنافقين والمضلين الذين يعيشون بين البشر فى كل مكان وزمان ، من يتابع الساحة السودانية اليوم لن يجد أي وصف لما يحصل مادام الكل منافقين قد أسسو على الكذب والخداع ليضل أنفسهم قبل الناس . فما نراه فى دنيا الواقع ما هو إلا وطنية مزيفة هدفها الوصول إلى السلطة ، قد جاءت اللحظات الأخيرة التى يترقبها الشعب بعد سنوات عجاف من نفس المنوال من أمال وألام . . وتوقعات ومفاجأت . . مفرحة فى بعض الأحيان ومحزنه أحياناً أخرى . . أو مثيرة ومضحكة فى غالب الحالات حسب هوى النفوس وخيبة التخمينات المغرضة حسب جهل الجهلاء من هنا وهناك . . المستفيد من هذا الكذب والنفاق هم الضلاليين والمطبلين من الطرفين حكومة او معارضة لأن كلاهم يحترفون النفاق والكذب من أجل مصلحتهم الشخصية ، قبل أن تبدأ آخر حلقات مسلسل نهاية الدولة السودانية تأتى مداعبة الوجدان مع الأشجان أثناء حلول ظلام الليل ، وقد وصل إستخفاف منافقين السودان بعقول الشعب إلي هذه المرحلة ، السيناريو الليبي متوقع بنسبة بمليون في المئة وإن غدا لناظره قريب .