عبدالحميد عبدالله ( باقا)
المحامي
قد يبدو عنوان هذا المقال كلاسيكيآ سيما لمتابعي الوضع السياسي في السودان والتي استحكمت حلقاتها ؛ ولا شك ان البعض بدأ يمد بصره وأصبح كمن له اذان صاغية ؛ كما يتصدر الكثير من آراء أصحاب الشأن ؛ والمهتمين بالشأن السياسي السوداني خاصة ونحن على مقربة من 20/20 وان رؤية هاتان الحركتان في زاوية أخرى على خلاف نداء السودان ومكوناتها ، مع العلم أن السواد الأعظم من مكوني تلك النداء سبق لهم تجربة السلام وقلدوا مناصب في هذه الحكومة وانتهى مصير بعضهم بالطرد بينما بعض الاخر ترك منصبه هاربآ وتم فتح بلاغات في مواجهة بعض الاخر وصدر احكامآ غيابيآ ضدهم بالإعدام ؛
وكما قال ماركس عبارته الشهيرة وهي ( ان التاريخ لا يكرر نفسه ؛ وإن فعل فإنه في المرة الأولى يكون ملهاة ؛ وفي الثانية يكون مأساة ) وبما أنني لست ماركسيآ على الإطلاق إلا أنني أؤمن ايمانآ قاطعآ بأن التاريخ الانساني يكرر نفسه في كثير من الاحايين حتى وان اختلف الجغرافيا وتباين الوقائع ؛ وتاكيدآ لذلك وبفذلكة تاريخية بسيطة وذلك على النحو التالي :
عندما كانت الحركة الشعبية والحكومة تجري لقاءات في كينيا حيث تم اعلان مبادئ ميشاكوس والذي معهد لاتفاقية سلام المسماة باتفاقية السلام الشامل رغمي أنني اتحفظ من تلك المسمى لأنها لم تكن سلاما شاملا باي حال من الأحوال انما كانت سلاما انهى الصراع الدائر في جنوب السودان من غير جبال النوبة ودارفور لذا انني ارى أن تلك المسمى جاء مجافيآ لحقيقة الواقع عمومآ لا أود التركيز على شئ طوته صفحات التاريخ ؛ ولكن المهم في الأمر ان بعد اعلان مشاكوس والتوقيع على اتفاقية السلام لاحقآ اي السلام الشامل سي بي ؛ في ذلك الوقت كان حركة تحرير السودان موحدة بقيادة رئيسها ومؤسسها عبدالواحد محمد أحمد نور ؛ وكان في عنفواني شبابها حيث طرحت في مبادئها أنها تسعى من أجل بناء دولة علمانية لبرالية اي فصل الواضح للدين عن الدولة ؛ اما الحكومة فكانت تصفهم بقطاع الطرق ثم لاحقآ أسمتهم حركة تحرير دافور ثم لاحقآ انتقلت خطوة للأمام فسمتهم حركة تحرير السودان ؛ فبدأت أوجه الأنظار تتقارب بينهما فأجروا عدد من اللقاءات في( أبيشي) التشادية وثم مدينة (سيرد) الليبية ؛ واروشا ثم لاحقآ أبوجا فكان رؤية الحركة عبر رئيسها تقول( ان الحلول الجزئية غير مجدية ) حيث كان يرفض التوقيع على أي وثيقة تأتي على خلاف رؤيتهم .
فرجعت الحكومة إلى وسائل أخرى تمتاز بالذكاء وهي استخدام شخص معين لاغراض محددة ثم الاستغناء عنه بعد تحقيق هدفك؛ فتم اعلان مؤتمر عام للحركة في منطقة حسكنيتة وبإشراف تام من بعض قادة الحكومة حسب ما يقال وكان ذلك هو القش الذي قسم ظهر البعير فقسمت الحركة إلى حركتي إحداهما بقيادة مؤسسها عبدالواحد والاخرى بقيادة مني اركو مناوي والذي كان يشغل منصب أمين العام قبل المؤتمر ؛ فعادوا إلى أبوجا فأصبح هنالك ثلاثة حركات في منبر التفاوض اي حركتا تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بقيادة الراحل دكتور خليل إبراهيم وكان الإعلام الحكومي يقف جمبآ إلى جم مع مناوي فكانوا يصفونهم بكبرى الحركات مرة ومرة أخرى بالحركة الأم وبناءآ على ذلك الحملة الإعلامية وايضآ نسبة لخبرة ممثل الحكومة الراحل دكتور مجذوب الخليفة وايضا لا ننسى روبت زوليك الممثل الامريكي دوره البارز ومقارنة مع تجربة مناوي فتم التوقيع على اتفاقية السلام في أبوجا بينما دون عبدالواحد ودكتور خليل ؛ وتم تعينه كبيييييبر مساعدي رئيس الجمهورية ورئيسآ لإقليم دارفور فبعد مجيئه إلى الخرطوم تعرض رجاله إلى اعتداء سافر في عقر دارهم في المهندسين ؛ وبعد فترة طويلة عرف السيد مناوي نية الحكومة فتخلى عن مناصبه ايضآ تخلت عنه الحكومة لأنها حققت ما سعت من أجله وعادة إلى الميدان خاسرآ ومتأسفآ رغم انه استطاع أن يساعد أبناء دارفور في الجامعات وذلك عبر اعغاءهم من الرسوم هذا فقط ما استطاع أن يقدمه مناوي .
ثم لاحقآ وقع الراحل بروفيسور عبدالرحمن موسى وهو كان يشغل كبير مفاوضي حركة تحرير السودان (عبدالواحد ) فتم تضخيمه وفات عليه كل شئ فوقع ايضآ اتفاقآ مع الحكومة ووصل الخرطوم حتى توفاه الله ؛ ومن بعده خرج ايضآ الأستاذ ابوالقاسم الإمام والذي وقع على اتفاق سلام في أروشا وشغل منصب والي ولاية غرب دارفور وبعد أن تم حرق جميع كروته أعفية عن منصبه فوجد نفسه حائرآ فرجع مرة أخرى إلى رفاقه وبعد تأسيس الجبهة الثورية والذي شغل منصب الناطق فلم يستفيد من الدرس السابق فتم إقناعه فخرج من الجبهة الثورية مرة أخرى وشارك في الحوار الوطني ولا أدري أي منصب يشغله الآن ؟
ومن قبله وصل أحمد عبدالشافعي فكثير من وسائل الإعلام فرغ نفسه لمرافقته وفي نهاية المطاف وجد نفسه صفرآ كبيرآ فهرب إلى أمريكا .
وهكذا استمر حلقة الاستقطاب فوصل إلى الخرطوم قادمآ من الدوحة القطرية دكتور التجاني السيسي ومعه من خرجوا من حركة العدل والمساواة وبعضهم من حركتي التحرير وتم تعين السيسي رئيسآ للسلطة الانتقالية وكان الغرض هذا كله مواجهة انتخابات 2010 وكان واضحآ من حديث اسكوت قريشن وبعد أن تم تجديد الشرعية في انتخابات المذكور آنفآ ؛ وبعد الإتيان ببند يتحدث حول التصويت من بقاء ولايات دارفور من عدمه تم إجراء عملية انتخابية زائفة و من ثم تأسيس ولايتي شرق دارفور ووسط دارفور والذي قصد منه تكريس القبلية لا أكثر ومن الطرائق كنت اتناقش مع احد أصدقائي وهو من موقعي على وثيقة الدوحة أي من منسوبي تلك الوثيقة فكان يتحدث حول مميزات وثيقة الدوحة فإنتهى في حديثه قائلا ان الوثيقة تضمنت العدالة الانتقالية ولسوء حظه كانت الوثيقة بمعيتي فأعطيته ليخرج لي بندآ واحدآ حول العدالة الانتقالية في وثيقة الدوحة هههههه فوقف صديقي عاجزآ وفهمت وفهم الحاضرين انه لم يقرأ تلك الوثيقة بل لم يراه قطع ؛ عمومآ أصبح اليوم مصير الدكتور السيسي غير معروف ..
اما بخصوص عبدالعزيز الحلو والذي يعتبر ايضآ رجل المبادئ ومن مطالبي الحلول الشاملة فقد لجأت الحكومة ايضآ إلى ذات السياسة التى مارستها مع حركة تحرير السودان فتم تقسيمها عبر انشقاق عرمان و عقار وناطقهم أردول وبمساندة تامة من أناس يعتقد انهم أعداء الحركة الشعبية إلا أن الجيش الشعبي قد أبدى رؤيته باكرآ بالتخلي عن عرمان ومن معه ووقوفهم خلف قائدهم الجديد عبدالعزيز آدم الحلو وهذا ما أكدتها مجلس تحرير اقليمي جبال النوبة ونيل الأزرق فأصبح عرمان بلا جدوى ولم يبق له رجل واحد فإضطر للتحالف مع حزب الأمة عبر تحالف سيمى بنداء السودان وما يضحكني هو تصريح عرمان قبيلة ثلاثة ايام والذي علق في منشور خاص بمسألة عودة المهدى السودان والذي جاء تعليقه ( سيعود السيد الإمام إلى الخرطوم رئيسآ لحزب الأمة بل رئيسآ لنداء السودان ) ههه انا اساله ما الجديد في هذا التصريح ؟ نعم الكل يعلم أن الإمام هو رئيس لحزب الأمه منذ 40 عامآ ومع ذلك هو يقول انه ديمقراطي ؛ كما ان الجميع يدرك من هو رئيس نداء السودان ؟ انا لم اجد في هذا التصريح سوى الاطناب .
وفي المقابل لاحظت أن هنالك تحالفآ بين عبدالعزيز و عبدالواحد ويمكن أن يسمى بتحالف التاريخ والجغرافيا وذلك لمواجهة 2020 ولكن على كليهما ان يدركا ان هنالك انقسامآ هائلآ ينتظرهما في حركتيهما في مقبل الأيام اي سيتم شق قادتكما عبر مؤتمرات بغرض اعطاء الشرعية للنظام القائم ؛ والذين سينشقون سوف يتم تسويقهم بغرض مواجهة الانتخابات المقبلة ومن ثم سيتم وضعهم في سلة النفايات .
مع العلم أن الانتخابات المقبلة تمت مباركته من الاتحاد الأوروبي مقابل منع الحكومة للهجرة غير الشرعية ..
الى اللقاء
تعليق واحد
انت اكبر مطبلاتي ياخي دا مواتمر صحفي ولا استاثني عقلي ضيق