[quote]من يعتقد إن نجم الثورة قد أفل, فأما أن يكون خائناً أو متساقطاً أو جباناً, فالثورة قوية كالفولاذ, حمراء كالجمر, باقية كالسنديان, عميقة كحبنا الوحشي للوطن.[/quote]
الحلو : النشأة والمراحل الدراسية :
كانت صرخة المهد وتاريخ الميلاد يوم 17 يوليو 1954 في مسقط رأسه بقرية (الفيض أم عبد الله) بالمنطقة الشرقية لجبال النوبة التابعة لمحلية رشاد, تلقي دراسته الأولية بمدرسة دلامي الأولية, والمتوسط بمدرسة الدلنج المتوسطة والثانوي بمدرسة كادقلي الثانوية العليا العريقة (تِلَّو), وكان قد أكمل دراسته الجامعية بجامعة الخرطوم أم الجامعات السودانية, الجميلة والمستحيلة زمانها, والعصية علي غير المتفوقين أكاديمياً (زمن البوكسن), تخرج منها فى العام 1979م ثم عمل بالهيئة القومية للكهرباء والمياه حينها, لم تسلبه الوظيفة وبريقها ساعتها بإمتيازاتها وصفويتها ومكانتها الإجتماعية المرموقة لخريج جامعي ومن جامعة الخرطوم, وتعالِي و”عنطظة” الأفندية والميري وما أدراك ما الميري, من لم يدركه فل”يتمرتق” في ترابه وفقاً للمثل القديم الساير, والمُفارقة إن الطبقة الوسطي وقتها كانت تتربع سقف المجتمع, ولكن عبد العزيز الحلو كان كالعهد به, نسيج وحده بخيوط إنسانية مُطرَّزة بالأدب الجم والتواضع النبيل مُزينة بحس إنساني مُرهف وموقف صلب ثابت كجبل شهد ميلاده, وشجاع شجاعة مُصارع شاهده في طفولته, ومارسه في صباه كتراث نوبي أصيل, ومستقيم إستقامة فارس نبيل.
الخلفية الأكاديمية : تشكيل وعى ورُؤية :
“إقتصاد بحت” تخصصه الذى درسه بكلية الإقتصاد – جامعة الخرطوم, كانت لها أثر في تفكيره نحو منطقة جبال النوبة لتنمية إنسان الولاية وإخراجه من غياهب التهميش إلي نور الحرية والعدالة الإجتماعية بالتعليم الراقي والرعاية الصحية المناسبة, فأسس بنك الجبال للتجارة والتنمية, وإستطاع عبر رؤية السودان الجديد والتي تشرَّب بها من منابعها وساهم في تطويرها, إستطاع فى الحملة الإنتخابية لمنصب الحاكم بجنوب كردفان التى سنتحدث عنها لاحقاً, شحذ وتعبئة جميع مُكونات مجتمع الولاية حول الفكرة والمشروع بغض النظر عن جزورهم الإثنية ومعتقداتهم الدينية وإتجاهاتهم الجغرافية, حيث خاطب جزور المشكلة من خلال النظرة الكلية, ولم يكن قاصر النظر, ضيِّق الأفق في الجزئية, كانت الفكرة تنساب في خطابه بسهولة ويسر خلال الحملة, كان يتحدث مثلاً عن تكلفة سعر جوال السكر من المصنع بلغة إقتصادي ضليع, والضرائب الباهظة التي تفرُضها الدولة ثم يعرِج لمُكر المركز فى تحويل ضريبة “الدقنية” إلي أُخري مع تغيير الإسم وبقاء “الرسم” والتي يتحملها المواطن المُهمش البسيط ولا تعود إليه في شكل خدمات (صحة / تعليم /… ألخ) بل يعود فائض قيمتها الربحي للصوص المركز (لصوص كافوري) فتظهر في شكل (عمارات / سيارات فارهة / وإمتيازات / ..إلخ), وصرف علي الدفاع والأمن لحماية نظامهم وحمايتهم, وأنتم البسطاء – والحديث لعبد العزيز – تتقاتلون هنا بمُكر المركز وعندما تذهبون للمركز تلعبون ألعابكم الشعبية نفسها التي تلعبونها في جنوب كردفان (فى إشارة إلى عدم تغيير الأوضاع) وتسكنون في هامش المركز (عمارات تحت التشييد / عشوائيات / مساكن في الأحياء الطرفية للمركز) بمختلف جزوركم الإثنية حيث لا علاج ولا دراسة لأبنائكم)- إنتهى, وهكذا يشرح الحلو للبسطاء ماهية نقل المدينة إلى الريف وتلبية تطلعات المجتمعات الريفية.
رفيق يوسف كوه فى الدراسة .. النضال السلمى .. والحرب :
أثناء الدراسة الجامعية إلتقى عبد العزيز الحلو بيوسف كوه مكى الذى درس معه فى نفس الكلية – الإقتصاد بجامعة الخرطوم – حيث إكتشفا إنهما بجانب إنتمائهما لنفس المنطقة – جبال النوبة فإنهما ينتميان لنفس المدرسة الفكرية والسياسية, فقاما بتأسيس رابطة طلاب جنوب كردفان بجامعة الخرطوم, وبعد تخرجهما نشطا فى تعبئة شباب وخريجى جبال النوبة حول قضايا الإقليم فأسفرت تلك الجهود عن تكوين تنظيم “الكمولو” الذى يعتبر النواة والرافد الرئيسى للحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان – إقليم جبال النوبة, وقد ساعد القائد/ عبد العزيز آدم الحلو رفيقه وقائده/ يوسف كوه مكى على تأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان بجبال النوبة.
خليفة يوسف كوه بتوصية منه :
عندما إشتد المرض (سرطان البروستاتا) حيث كان يوسف كوه يتعالج فى بريطانيا, وصَّى يوسف كوه د / جون قرنق وصيته الأخيرة بتعيين القائد / عبد العزيز آدم الحلو الموجود آنذاك بشرق السودان حاكماً لجبال النوبة خلفاً له, قائلاً (قاربت أيامى على النهاية, ولكننى لن أكون مستريحاً فى قبرى ما لم أسمع بإن عبد العزيز الحلو تم تعيينه حاكماً لإقليم جبال النوبة), فكان له ما أراد, وجاءت توصيته لمعرفته الجيدة لعبد العزيز الحلو ورؤاه وأفكاره وحنكته السياسية والقتالية والإدارية, كما إنه كان يدرك جيداً إن عبد العزيز الحلو هو الشخص الوحيد القادر على توحيد أبناء النوبة حول أهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان, وقيادتهم إلى بر الأمان فى الحرب والسلم.
قتال بشجاعة فى كل الجبهات :
الفريق/ عبد العزيز الحلو هو من القادة النادرين الذين قاتلوا فى جميع الجبهات تقريباً, تدرج فى الجيش الشعبى بعد تخرجه مباشرة من الكلية التدريبية للجيش الشعبى برتبة النقيب, وقاتل فى الناصر عام 1987م وشارك فى تحريرها قبل أن يذهب إلى جبال النوبة برفقة القائد / يوسف كوه مكى بكتيبة “البركان” حيث قاتل فى جبال النوبة (الجبهة الرابعة) فى عدة محاور ومناطق, وقد قاتل فى جميع جبهات القتال الخمسة, الجبهة الأولى (أعالى النيل) والجبهة الثانية (بحر الغزال) الجبهة الثالثة (الإستوائية) والجبهة الخامسة (النيل الأزرق), وعندما تأسس لواء السودان الجديد فى المنطقة الشرقية كان عبد العزيز الحلو قائداً لقوات الجيش الشعبى, وظل هنالك حتى وفاة القائد / يوسف كوه مكى حيث تم تكليفه حاكماً لجبال النوبة خلفاً له وبعدها عاد إلى الجبال مرة أخرى, وقد أوكلت إيه مهام قتالية فى غاية الخطورة أشهرها حملة دارفور الشهيرة برفقة الشهيد / داؤود يحيى بولاد عام 1991م, وهى الحملة التى وجدت نجاحاً كبيراً فى بدايتها, وعندما عاد إلى الجبال عام 2001 شنت الحكومة حملة ضخمة بمتحرك ضم (10,000) عشرة آلاف مقاتل, بهدف إسقاط “كاودا” حيث كان الهجوم من ستة محاور, ولكنه بصلابته المعروفة وحب الجنود له وثقتهم فيه, إستطاع أن يُكسِّر هذا المتحرك ويُلحق به هزيمة قاسية أجبرتهم على الفرار والإنسحاب حتى تم توقيع إتفاق سويسرا لوقف إطلاق النار فى العام 2002م, وعندما ساءت الأمور فى جنوب كردفان بعد ما شارفت الفترة الإنتقالية على الإنتهاء وبدأ المؤتمر الوطنى فى حشد الجيوش والآليات العسكرية إستعداداً لشن الحرب على الحركة الشعبية لتحرير السودان, طالب شعب جبال النوبة وجماهير الولاية وقادة الجيش الشعبى بعودة القائد/ عبد العزيز آدم الحلو الذى كان يشغل منصب السكرتير القومى للشئون السياسية والتعبئة, فوافق بعد أن كثرت المذكرات والمطالبات بعودته وبعد أن تم تكليفه بواسطة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان, وعندما زُوِّرت الإنتخابات جلس مع جنوده وجماهيره فى هدوء إلى أن إندلعت الحرب فى 5 يونيو 2011, وبعدها عرف قادة المؤتمر الوطنى أى نوع من الأعداء قرروا قتاله, ولا زالوا نادمين على تهوّرِهم حتى اليوم, وإن الإنتصارات المتواصلة التى يحققها الجيش الشعبى لتحرير السودان بجبال النوبة الآن ترجع لثقة الجيش الشعبى فى القائد / عبد العزيز آدم الحلو وحبهم له, وإدراكهم بإخلاصه لقضية شعبه, وثباته على مواقفه, وزهده فى الحياة, وعدم إنكساره أمام الأعداء.
رجل دولة من الطراز الأول :
“الرمز الإيقونة” – رجل دولة من طراز فريد, كان يتقلَّد منصب نائب الوالي بجنوب كردفان خلال الإنتخابات التكميلية, لم يستخدم صفته أو موارد الدولة لخوض حملته ولا حتى سيارته الدستورية, كما أمر جميع مُرشحى الحركة الشعبية بذلك, وقف بثبات في مواجهة المركز والمؤتمر الوطنى الذى إستخدم كل موارد الدولة بما فيها الطيران فى الحملة الإنتخابية وخاصة فى زيارتى الرئيس عمر البشير ونائبه على عثمان. رفض بلا أدني خوف أو وجل في لقاء جماهيري حاشد بمدينة الدلنج المدينة الثقافية للولاية, ما سُمي بوسام “الإنجاز السياسي” والذي منحه له عمر البشير مناصفة مع أحمد هارون وكلاهما مطلوبين للجنائية الدولية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي في إقليم دارفور الجريح, ووقف الجبل (101) عبد العزيز آدم الحلو خلف الجبل (100) يوسف مكي كوه علي منصة اللقاء وهَدَر رافضاً الوسام مُسبباً الرفض لشيئين, الأول : إستخدام المؤتمر الوطنى وعمر البشير شخصياً لموارد الدولة من طائرات وسيارات وغيرها في مناصرة أحمد هارون, الثانى : إعلان البشير الحرب ضد شعب النوبة من خلال خطاب البشير في المجلد (جبل جبل .. كركور كركور) دون وجل أو تردد, فبالتالى عمر البشير ليس مؤهلاً لتقديم الأوسمة, فبُهت الذي فجَّر هارون وأرغد وأزبد وحاول الغدر فإرتد الغدر إلي نحره.
وكان عبد العزيز الحلو مشهودٌ له خلال فترة تواجده بالولاية بالضبط والربط, وترشيد الموارد وإدارة الولاية بشفافية وزهد وتجرُد وتفانى, وقد ساهمت شخصيته ومنهجه الإدارى فى تحقيق مشروعات تنموية مقدرة خلال الفترة التى عمل فيها مع أحمد هارون, حيث إستطاع أن يخلق الإنسجام مع مجرم مطلوب للعدالة الدولية بفرض منهجه عليه.
نهج ديمقراطى فى العمل :-
الحلو رجل يجيد الإستماع بصورة هائلة, ورغم مكانته ومركزه السياسى والعسكرى, تجده يجلس مع الجميع حتى حديثى العهد بالعمل السياسى وصغار الجنود, ويستمع إليهم ويقبل آرائهم ويعمل بها إن كانت جيدة, وأحياناً تجده فى مزرعته يزرع مع جنوده, وهو رجل بسيط ومتواضع لا يحمل الحقد والضغائن فى صدره, وله قدرة هائلة على تجاوز آثار الخلاف والعفو عن المخطئين, كما يستطيع تقبل النقد والملاحظات, ولا يتخذ قراراته بمفرده, بل يجمع جميع معاونيه والقيادات السياسية والكوادر المؤثرة, ويطرح عليهم القضايا المراد إتخاذ القرارات بشأنها, ولا يتحدث كثيراً إلا فى نهاية الإجتماع ليُلخِّص آراء الجميع ويصدِر القرارات بشأنها, ويجيد فنون التكليف وتوزيع المهام, فتحت قيادته لا تجد شخصاً واحداً بلا مهام, فالكل مشغولون ويؤدون أدوارهم فى تناغم وإنسجام, فقد هباه الله قدرة هائلة على جمع الرفاق حوله, وحول الأهداف والرؤى.
إهتمامه بالفكر والتدريب :
أول ما فعله القائد/ عبد العزيز آدم الحلو عندما كلفه د/ جون قرنق دى مبيور مشرفاً سياسياً لقطاع الشمال, إنه قام بفتح مدرسة للفكر والبحوث والتدريب السياسى بقيادة الرفيق/ ياسر جعفر وآخرين, وأول ما فعله فى السكرتارية القومية عندما تم تعيينه سكرتيراً للشئون السياسية والتعبئة, تأسيس معهد التدريب السياسى والقيادى بقيادة د/ أبكر آدم إسماعيل ود / سبور جون وآخرين من الجنوب والشمال, وأول ما فعله فى جنوب كردفان عندما ذهب إليها رئيساً للحركة الشعبية ونائباً للوالى عام 2008م, هو مشروع تدريب كوادر الحركة الشعبية بالولاية والبناء التنظيمى وتدريب كوادر الإحصاء والإنتخابات وقد رأينا النتيجة فيما بعد, فهو دائم الإهتمام بالفكر وتذويد عضوية الحركة الشعبية بالتدريب والتأهيل السياسى.
صلابة الموقف ومبدئية إنحيازه للمهمشين :
إنه “تشى جيفارا” المُهمشين فقد وهب حياته من أجل الدفاع عن حقوق الغلابة والمُهمشين, وحمل وسام شرف الإنتماء إليهم ولسان حاله يقول (أينما وجد الظلم فذاك مكاني)
فمنذ أن إنضم إلى الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان في العام 1985, ظل منذ فجر صباه منحازاً لجانب المهمشين وقضاياهم, إضافة إلى صلابة مواقفه المبدئية والفكرية والسياسية تجاههم, ونضاله المستمر لما يزيد عن ربع القرن من الزمان, ولا زال في خندق شعبه حتي الآن.
المسيرة السياسية :
كمُثقف مؤمن بالكفاح المسلح لرد الظلم والعدوان, عندما قضي الأمر لبَّي نداء شعبه, وقاد كفاح المُهمشين وكان من السبَّاقين وأوائل المناضلين فعلاً لا قولاً, ومن الذين يؤثرون علي الآخرين, يتميز بهدوء المُفكر الثوري الإستراتيجي ودهاء القائد العسكري الفذ, عفيف اليد واللسان, كثير الفعل قليل الكلام, كثير الرماد إذا ما شتا, يصدق القول ويوفي وعوده, تولي قيادة مناطق عسكرية عديدة في حرب التحرير وكان من أبرز القيادات الميدانية كما أسلفنا, وتدرَّج في الرتب من النقيب وحتي رتبة الفريق التى نالها بجدارة وإستحقاق, كان حاكماً لإقليم جبال النوبة منذ عام 2001م وحتى توقيع إتفاق السلام الشامل, ترأس قطاع الشمال فى أول مهمة أوكلت له بعد نيفاشا عام 2005, وفى عام 2008م تم تكليفه نائباً للأمين العام للشئون التنظيمية, وكان نائباً لرئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر العام الثانى للحركة الشعبية لتحرير السودان 2008م, كُلف سكرتيراً قومياً للشئون السياسية والتعبئة فى نفس العام 2008م, ثم رئيساً للحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب كردفان ونائباً للوالي, فى عام 2010م كُلِّف نائباً لرئيس اللجنة القومية الإستراتيجية للإنتخابات, حالياً نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال, رئيس هيئة أركان الجيش الشعبى لتحرير السودان – شمال, رئيس هيئة أركان قوات الجبهة الثورية, إنه رجل المهام الصعبة كما يصفونه في الجيش الشعبي لتحرير السودان, تشرَّب ونهل من رفيق دربه النضالي القائد الشهيد/ يوسف كوه مكي, والشاهد إن عبد العزيز الحلو وضع بصمات خالدة وإيجابية, ونحت زكريات لا تُنسي للعديد من مواطني جبال النوبة / جنوب كردفان وغيرهم من بقية شعوب السودان الأخري, حيث ظل ملازماً للكفاح ضد التهميش والقهر ومقاتلاً من أجل الحرية, متمسكاً بمبادئه, ولا يبيع قضاياه الحية, ولا يوجد ثمن لشرائه على الإطلاق, وهو الأمر الذى جعل مجلس التحرير الولائى (أعلي جهاز سياسي للحركة الشعبية بالولاية) يطالب بحضوره إلى الولاية, وحينها كان يتولى منصباً مرموقاً فى الحركة الشعبية لتحرير السودان على المستوى القومى (سكرتير الشئون السياسية والتعبئة), ولأنه رجل المهام الصعبة والمستحيلة على البعض, لبَّي النداء في أكثر الأوقات حَرجاً, وبعد أن طال الإقليم الدمار والتخريب تنظيمياً وسياسياً, وفى الوقت الذى كانت فيه الولاية تسير نحو الحرب لا محالة, فحافظ علي وحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان في جبال النوبة, وتماسك الجيش الشعبي صمَّام الأمان لمكاسب المُهمشين .
شخصية متفردة :
وهنالك محطات كثيرة للتواصل مع عبد العزيز الحلو فهو نموزج للسوداني الأصيل في القيادة الرشيدة المُلهمة وهو هبة السماء للإنسانية يجمع بين دارفور وكردفان حيث تجري في عروقه دِماء المساليت لوالده آدم الحلو كُبري القبائل السودانية والتي تتمتع بإرث تاريخي مُتجزِّر في الأرض و “دارٌ” شهدت الثبات وشدة البأس عند اللقاء حيث قاومت القوات الفرنسية وألحقت بها الهزائم, والدته من جبال النوبة مسقط رأسه, وحاضنة نشأته الأولي وتكوينه, كوَّن هذا المزيج الراسخ في الأرض السودانية هذا القائد الفذ/ عبد العزيز آدم الحلو ذو الأدب النوبي, وليد حضارة ضاربة في الأرض لاحظت كشاهد للحملة الإنتخابية في خطابه : تحليله وتشخيصه لمشكلة جبال النوبة / جنوب كردفان في لغة بسيطة ومفهومة للعامة كما ذكرت آنفاً, تنساب إلي خلايا القلب, وزوايا العقل بإعتبار إن المركز هو الأزمة عبر التاريخ وليس الهامش والأطراف, وببراعة يشرح بمنهج سهل وأدوات تحليل مقنعة في سياق رؤية السودان الجديد. حدَّثني الرفيق القائد/ رمضان حسن نمر القيادي بالحركة الشعبية ووزير المالية الأسبق بولاية جنوب كردفان, وقد رافق عبد العزيز آدم الحلو في الميدان وعمل تحت إمرته في في الجيش الشعبي لسنين عدة وفي مناطق مختلفة, بإن عبد العزيز آدم الحلو تنطبق عليه مقولة (القائد آخر من يأكل, وآخر من ينام, و أول من يموت), وكان وقد شاهْدته بأم عينيَّ يطمئن علي كل أفراد الحملة (الكونفوي) بما فى ذلك السوَّاقين والحراسَات, (أكلهم / شرابهم / منامهم) .. فرداً فردا, ثم يذهب لمكان إقامته .
عبد الوهاب الأنصارى – بروكسل – بلجيكا