• محمد أبكر موسى
لماذا لا نهدأ قليلاً
لنطرح بعض الأسئلة
على أنفسنا
على انفاسنا
عليهم
وعلى اللحظة هذي الآن؟
لماذا لم نعد نلعب
على ضوء القمر؟
لماذا لم نعد نهتم
بالقرى الأخرى؟
لماذا يتصاعد يوماً بعد آخر
خوفنا أكثر من الغرباء؟
وفيما مضى هم أهلنا ذوي القربى
بالحياة
المواقف
والظروف؟
لماذا ما عاد الأنس
في مساحات بيوتنا
وشوراع منازلنا
جزءاً منّا؟
لماذا لما نعد نعانق بعضنا البعض
في حنانٍ
في شوقٍ وحُب؟
لماذا لم يعد للحُب
ذوقاً
عطراً
وموسيقى؟
لماذا لم تعد الموسيقى
هي الروح للنفس
وهي روح الحياة؟
لماذا لم نعد نمنح بلا مقابل؟
وكيف صرنا نأخذ أكثر مما نعطي؟
ونصرخ أكثر مما نتحاور
ونبكي أكثر مما نفسر ونوضح ونشرح؟
لماذا ما عادت نفوسنا تحتمل
أكثر من هبة نَفَس؟
لماذا لم نعد
نتشاكس مع بنت الجيران
نتراشق بالأحاديث السخيفة
ببراءةٍ وعفوية؟
ولمَ لم نعد نعرف جيراننا
أسماؤهم
ظروفهم
مشاغلهم
وأخبار اقربائهم
هنا وهناك
وفي الغربة كما كنا نفعل؟
لماذا لم تعد ضحكاتنا تعلو
وتظهر قسمات ملامحنا
لأن نكتةً سخيفة
أو قصةً طريفة
أو أسطورةً ساحرة
أو حكايةً ساخرة
أدلى بها واحدنا
في مرحٍ وسخريّة؟
لماذا كانوا
يزجروننا على حلو ضجيجنا
ونحن نضحك مع النجوم؟
لماذا لم تعد مشاويرنا
حكاوينا مع بعضنا
قصص عشقنا
ذات حماسة
ذات شغف
وذات معنى؟
لماذا لم نعد نقابل بعضنا البعض
بلهفةٍ ونصغي في حضور؟
كيف لما نعد نشكي لبعضنا البعض
في حماسةٍ أو انكسار
ونستشير في تواضعٍ وانبهار؟
لماذا لم نعد نحتمل بعضنا البعض
في أتفه موقف؟
لماذا لم نعد نرقص
بكل مشاعرنا
حواسنا
جوارحنا
وبشغف وجنون؟
لماذا صرنا نسرح كثيراً
في البعيد؟
لماذا لم نعد نذكر
لحظاتنا الجميلة؟
لماذا لم نعد نستذكر
قُبلتنا الأولى في أول لقاء عشق
والحضن الأول
ومحراب صلاة جسدينا
في أول ليلة غرام؟
لماذا أصبحنا نخاف من الضحك؟
ونخاف البراءة في الضحك؟
لماذا لم نعد نحلم؟
وكيف ما عاد النوم العميق
يغازل وسائدنا؟
لماذا لم نعد نقلق
على مضي الوقت؟
لماذا لم نعد نحن الزمن؟
لماذا لم يعد سؤال لماذا مقلقا؟
أرجوك ابحث معي صادقاً
عن الأجوبة
أبحث لك وليّ
أسعى لهم ولأجلنا
وأعدك أنني سأبقى باحثاً
إلى أن نلتقي
فنتعانق بحُب
على أننا نحن
وعلى أن الحياة هي الحياة
وأن الزمن هو كذلك
وأن السؤال هل يبقى كذلك
ام لابد من الاجابة.
شتاء 2022، ليلة الثالث من نوفمبر، أمدرمان.