للشــاعر/ محمد أبكــر
ثمة بركان من الحزن
هكذا يستعرك صغر الشظايا
هناك في جذر الوجود
في هذا الجسد النحيف
ولكمْ جمرات الظلم السعيرة
تهشمك أوطاناً من الرماد
ولكمْ الحرمان بك تهميشاً
وأكثر غعورةً من العمق الشفيف
من يأبى بالحرية والإراة
ومن يهتم بحق الوطن الأصيل
من يكترث بحق الكرامة والمعرفة
وأذ حق الحياة والمهد النظيف
كيف الشعور بالإغتراب والعزلة!
وأن بلادك بستان فسيح
وأن شعوبك بمدى الآفاق
كيف الإحساس بالظلم النزيف!
لماذا الحرب تنهم أحشاءك؟
من قاع الجذور الغابرة
كيف الزناد يمزقك طوعاً وإكراها
وما هذا الضمور في النظر
وكيف إبصار هكذا الكفيف!
إن فوهة الرصاد سكنت نخاعك
وما لك شرباً غير دماءك
وإن طعامك جثتك هذه أنت
كيف خُلق بلادك للإقصاء؟
وإرتواء الكراهية والبكاء السخيف
كيف الإوجاع تفتت أطرافك النائية
لماذا تحترقُ من البارود؟
وأنت هكذا في ربيع المهد
أين طفولتك والإبتسام السعيد
أين براءتك والعناد العفيف
ثمة زلزال من الخيبات السخية
يرججُ دواخلك النحلية
إن المعانأة حظك الجميل
وإن الألم والأنين حقوقك العنيدة
ولو تدري حياتك رهن الهدر الكثيف
لماذا وجهك قاحلاً عن سهول الحب
كيف تجاعيد الكهولة محياك
لو تدري أن الفرح ليس لك
وأن السعادة لم تُخلق لعينيك
وأن الوطن عدوك الأزلي ظلماً
ولم يكن لعمرك غير الكفاف
غير السواد…وغير الغياب
غير ثغر إلهك عنك الحريف
لا يغرنك وميض ذلك الأمل اليائس
ولا يغرنك ذلك الأفق البائس
قم بقدر تلك الإرادة القاتلة
وأقضي على كل شيء
خلفك أمامك..أسفلك وأعلاك
أصمد..ثابر..قاوم..قف
لا تخشى الجحيم والنار!
لا تخضع للآلهة والإيمان الحفيف
أنهض بمدى تلك القوة اللاهبة
لا تخف..! فالخوف للجبناء
لا تتحيد عن إبادة الطغاة والكنهة
لا تنحني..! فالضعف للرعناء
لطالما يكرهك وطنك الأكذوبة!
لطالما شعوبك لهي أرباب الشقاء
ولو تدري أنك مخلوق للجراح بالتكوين
وأن وطنك لهو ذاك الرب العنيف.
الملكية الأدبية محفوظة