كتب – عادل السيماوي
حقيقةً هذه المقولة الشهيرة نجدها أرست دعائم المبادئ الأخلاقية والإنسانية في تلك البلدان التي أنفجرت أزماتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية في ثورات عظيمة؛ بحيث جعلت تلك الأزمات تتحول إلى أهداف وتتحقق بطريقة ديمقراطية مستندة على المصداقية والشفافية والكفاءة.
نجد أن لكل ثورة سياق تاريخي مختلف من حيث المجتمع والإقتصاد والعناصر وحتى العوامل الدينية ولكل منها حركات مقاومة فكرية وسياسة وفلسفية وأدبية مناهضة للوضع القائم، تساهم مساهمات فعالة في قيام الثورات، وتستمر في وضع الإصلاحات إلى أن تبلغ غاياتها
ومما لا يدعى مجالاً للشك؛ فإن لكل حركة مُقاوِمة المبادئ التي تنطلق منها لكي تحقق أهدافها وفي المقابل يتطلب منها ألتزاماً أخلاقياً بمبادئها(الحرية، المساواة، العدالة…)، دون أي أختراق مختل وإذا حدث ذلك يعني أنها ستنقل أجلاً أو عاجلاً تجربة مماثلة في نظام جديد أي إعادة إنتاج بشكل أو بأخر
بالنظر إلى واقع الثورات السودانية بما في ذلك ثورة ديسمبر، تجد أن الجميع يلتف حولها بأستثناء النظام البائد ولكن هناك من لا يلتزم بمبادئه ويتقمص المثالية الثورية في نظرته للأخر، وهناك من يسرق ثمارها ويقدم أولوية مصالحه دون أدنى مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن، وهناك من يصبح ضدها وينقلب على شرعية الرأي العام (الشعب)، وهناك من بدأ ينقل تجربة النظام البائد القائم على العلاقات الثابتة والمحددة دون أدنى كفاءة على قرار زعم ”روسو“ في المؤسسات العامة، والثورة كإحدى وسائل التغيير الأكثر فعالية في ظل هذه التعقيدات والتحولات في المشهد السوداني ينبغي الإلتزام بمبادئها وإن أختلفت أدواتها ويجب أن يستمر كل ما يزعم دعمها في وضع إصلاحات حقيقية والمضي قدماً نحو تحقيق غاياتها.
الثورة وإن أختلفت أطروحاتها المفاهيمية ينبغي عن تحمل في طيأتها مبادئ أخلاقية وإنسانية إذن الأسئلة المطروحة : هل الاجسام (حركات كفاح ، أحزاب سياسية بإختلالاتهم) هي التي تقف مع الثورة حقيقةً أم الأفراد هم من يقفون معها بمختلف إنتماءاتهم السياسية أو بغض النظر عنها ؟