واشنطن _ صوت الهامش
ناشد الممثل الأمريكي جورج كلوني المجتمع الدولي أن يمارس ضغطاً مالياً على المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان أملاً بتغيير موقفه من المتظاهرين وتسليم السلطة للمدنيين.
وفي مقال في صحيفة “بوليتيكو” قال كلوني مع الناشط الأمريكي في مجال حقوق الإنسان جون برندرغاست أن العسكريين الحاكمين خائفون من أنهم سيكونون الطرف الخاسر في حال التوصل إلى اتفاق “بعدما نهبوا البلاد من دون أي عقاب مدة 30 سنة”.
وأضافا أن منظمة “ذي سنتري” – التي أسساها وتحقق بشأن “مجرمي الحرب” في إفريقيا وخصوصا في إقليم دارفور السوداني – رصدت عمليات غسل أموال انطلاقا من السودان مع تأزم الوضع.
وأوضحا في أنّ “تجميد ومصادرة بعض هذه الأصول ومنع بعض هؤلاء المسؤولين من التعامل في إطار النظام المالي العالمي سيكون وسيلة ضغط مهمة وغير مستخدمة لصالح السلام والحقوق الانسانية”.
وأكد كلوني وبرندرغاست “من خلال التسبب بعواقب مالية كبيرة على قادة النظام وشركائهم في الأعمال سيتمكن الدبلوماسيون من إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة من التأثير على حسابات الربح والخسارة لجنرالات الخرطوم”.
وقال كلوني إن مليشيات الجنجويد ضالعة في انتهاكات في دارفور وجنوب السودان فمن وجهة نظره قد يكون البشير رحل إلا أنّ نظامه ما زال يحكم وميليشيا الجنجويد ما زالت ترتكب الفظائع.
وتابعت بوليتيكو أنّ المظاهرات السلمية الضخمة في أرجاء السودان في ديسمبر قادت إلى الإطاحة بالبشير في أبريل ثم في مايو توصل القادة العسكريين والمدنيين إلى اتفاق مبدئي لتأسيس حكم مدني لفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات. إلا أنّ المظاهرات استمرت بعد المفاوضات مطالبة بتفكيك النظام القائم على النهب.
ونتيجة لذلك، أقدمت قوات الدعم السريع على قتل ما لا يقل عن 100 متظاهر أعزل في الأيام القليلة الماضية ملقية ببعض الجثث في نهر النيل علاوة على اغتصاب وضرب المدنيين في الخرطوم واختفاء المئات الذين يخشى أنهم فارقوا الحياة.
وأردفت الصحيفة الأميركية أنّ هذه ليست أزمة إفريقية يائسة فالسودان نجحت في توحيد الجمهوريين والديموقراطيين في الحكومات المتعاقبة في واشنطن دفاعاً عن حقوق الإنسان والسلام. وعليه يمكن إنجاز المزيد الآن في ظل الكونجرس الحالي وإدارة ترامب والحلفاء الأوروبيين والإفريقيين.
ففي عام 2016، أقر الكونغرس وسيلة فعالة لمكافحة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وهي قانون ماغنيتسكي. بالتالي يمكن محاسبة مسؤولين في النظام السوداني ضلعوا في النهب والعنف وأبرزهم قائد الجنجويد محمد حمدان دقلو وهو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
وأعلنت واشنطن أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية تيبور ناجي سيتوجه إلى الخرطوم هذا الأسبوع للاجتماع مع ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة.