محمد أبكر موسى
الانتقالية والحرب والسلام العادل والمستدام في ميثاقك. ثم فكرة حوارك السوداني-السوداني المسروق هذه ممن طرحه قبلك ولم تشير إلى ذلك، متى وكيف ولماذا وما آلياتك، والاستراتيجيات المطلوبة لقيام ذلك؟.
10.محور سادساً( إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية)؛ لطالما قلت أن تقتصر دور جهاز المخابرات العامة في جمع المعلومات وتصنيفها ثم تسليمها لجهات مجهولة، لماذا تعيد هيكلتها؟ أم ماذا تقصد هنا، وكيف تعيد هذه الهيكلة، وما قدرتك ونحن ندرك أن تحقيق هذه المسألة تحتاج إلى قدرة دستورية وسياسية وإدارة حُكم نافذ، وأنه ليس مجرد جهاز فقط أنها منظومة متكاملة ذات عمق تاريخيّ وسياسي وعلائقي واجتماعي ايضاً، ومتى ينبغي البدء في هذا العمل؟، والشرطة أقرأها بذات المنوال، والجيش، إنما الأخير هذا من اعمدة الأزمات في البلاد، كيف تعيد تشكيلها وتبنيه ليصبح جيشاً وطنياً مهنياً، وأن جذور دخوله في السلطة وصناعة القرارات السياسية ضاربة في عمق تاريخ الممارسة السياسيّة السودانية منذ استقلال البلاد على الأقل. إن الجيش ليس مجرد تسمية هكذا، بل مؤسسة منظمة تتمتع بمنظومات داخلية تحفل بقانونية واجتماعية وعقائدية في ذاتها، لذا لابد من دراسة وتحليل هذه المسائل بنضج وعقلانية أكبر. أرجوك أخبرني من أنت وما قدرتك الدستورية والسياسية ونظام حُكمك وسياسات حوكمتك لتأتي ببساطة لتعلن حل جميع الحركات المسلحة، وتعيد هيكلها وتسرحها وتدمجها دعك من المليشيات والدعم السريع وانت مجرد فترة انتقالية؟، حمدوك في أوج سلطته الجماهيرية والعلائقية لم يخطو سبر نحو فعل، بل حاول وضع عتبات فقط. ثم هل تعيد هيكلة جهاز المخابرات العامة والشرطة والجيش وتحل الحركات المسلحة قبل أن تكوّن المفوضية المنوط بها عمل ذلك، وماذا تفعل هذه المفوضية بعد ذلك؟ تناقض وجدل عجيب، وهل مجرد تسمية مفوضية هذه تقدر على فعل هذا إعادة الهيكلية هذه؟. وما معايير الكفاءة والنزاهة والاستقلالية في هذه المفوضية؟ وكيف تفكك العلاقة البنيويّة بين العسكري والسياسي المدني المعقدة والبراغماتية وربما الاستراتيجيّة هذه، ونحن ندرك تماماً أن هذه العلاقة هي من أخطر ما أنتج مآزق هذه البلاد. وكيف تضبط عقائد هذه المؤسسات لما لها من عمق وتجذر ومتى؟ ما مفهومك الإجرائي والثقافي وفق السياق لمفهوم المواطنة السودانية هذه، وكيف تحقق علاقة المؤسسة العسكرية بالمجلس التشريعي والاجهزة العدلية؟ وأين أجهزة الرقابة المستقلة؟. إنها من الهزلية أخذ هذه المسائل بهذه البساطة والتقريرية في كتابة ميثاق ليعالج قضايا دولة، لا لعبة فيديو؟، هذه المؤسسات والمسائل تحتاج إلى بدل مجهود مضاف بكثير لملامستها مفاهيمياً ثم استراتيجياً فتنفيذياً، ثم نحن الآن في حاجة ماسة لمناقشة وتحليل قصايانا هذه وفق مفاهيم تجربتنا المحلية لا استغرابها معرفياً، تجربتنا في إدارة السلطة والتنوع والثروة وغيرها الطويلة هذه كفيلة بإنتاج منتوجات فكرية ومفاهيمية وفق سياقاتنا الثقافية. نحن أحوج إلى العدوة إلى ذاتنا، تجربتنا، منتوجنا الثقافي المحلي مما نحاول نغترب مرة أخرى سواء قصداً أم لا. إنها ثورة شاملة لا مجرد انتفاضة شعبية. ثورة بمعنى تغيير يطال كل أوجه الحياة والزمن.
3 مارس، 2022