تصوّر أنك صادفت مجنوناً وإدّعى أمامك أنّه سمكة، وأننا جميعًا سمك؛ أتراك تجادله؟ أتراك تتعرى أمامه لتقنعه بأنك لا تملك زعانف؟ أتراك تقول له صراحة ما تفكر فيه؟ هيّا قل لي! لو أنك قلت له الحقيقة فحسب، وإقتصرت على إخباره برأيك الحقيقي فيه، فمعنى هذا أنك توافق على الخوض في نقاش جاد مع مجنون، وأنّك أنت نفسك مجنون كذلك؛ ينطبق هذا بالضبط على العالم الذي يحيط بنا، فإذا أصريت على أن تقول له الحقيقة بصراحة، فهذا معناه أنّك تأخذهُ على محمل الجد. وأخذ شئ غير جاد على محمل الجدّ معناه أننا نفقد كل جدّيتنا؛ فأنا مضطر للكذب لكي لا آخذ مجانين على محمل الجدّ، وكي لا أصاب أنا أيضًا بالجنون …
ميلان كونديرا
سادتي القارئين، على الرغم من هذه الحقيقة، هناك من فات عليه شيئاً هاماً لم ينتبه له من هذا الكلام، وهو أن ميلان كونديرا لم يكن مجبوراً أن يثبت وجوده. فالأدلة واضحة. وحتى عندما تصوّر أنك صادفت مجنوناً وإدّعى أمامه أنّه سمكة، وأننا جميعًا سمك؛ إختصر كونديرا الطريق ووفر على نفسه عناء التفكير في مجادلته لأن فاقد الشئ لا يعطيه. ولكن لأن هذا لا يعني أنني أرى نفسي عاقلاً وبقية الناس مجانين، يبقى من الجدير بالذكر أنني أرى من الواجب قبل التحدث عن هذا الجزء الثاني، أن أوضح أن هذا المقال الذي بين يديكم، سبق وأن كتبت جزءه الأول ونشرته في صحيفة سودانيز أونلاين وصوت الهامش وبعض الصحف الأخرى التي يجب أن أعتزر لها عشرات المرات عن التأخر في كتابة ونشر بقية أجزاءه لمعالجة الصراع في جنوب السودان؛ ومن الواجب أن أستعرض أيضاً إلى حدٍّ ما، ما كتبته في الجزء الأول، ليتناسب مع الجزء الثاني والثالث تناسباً طردياً مع قدر الصراع في جنوب السودان. فالجزء الأول بدأ بتحليل قوة أيديولوجيا الإنفصال التي إستطاعت في النهاية أن تسيطر على جميع جوانب الحياة الإنسانية في الجنوب،ومن ثم إستغلت الظروف لفائدة الإنفصال وقيام الدولة المستقلة. وخَلُص إلى أن هناك أمور ومشاكل إجتماعية في دولة جنوب السودان تحتاج إلى الكثير من الكتب والمقالات لإكتشاف حلولها فيما بعد؛ أما الإعتذار عن تأخري في نشر هذه الأجزاء بدعوى وجود نتيجة تفاعلية مع تلك العوامل الإجتماعية القاسية التي تحيط بنا، فبالطبع هذه واقعة حدثت فعلاً وينبغي أن أتحلى بالمسؤولية الأخلاقية والمعرفية تجاهها من أجل إبداء آرائي بسهولة ومواصلة المسير نحو إقامة المجتمع القومي في جنوب السودان بالإعتماد على نفس الصحف في النشر والتعميم بإعتبارها صحف معروفة وتبلغ درجة عالية من الذكاء.
وعلى كل حال نحن في جنوب السودان الآن في منتصف ثورة فكرية شاملة. ولا غرابة في ذلك، فالوضع لن يستمر بتلك الطريقة، لأن النظام الجنوب سوداني ضعيف جداً والمعارضة الجنوب سودانية أيضاً ضعيفة جداً (هنا الحزبين وجه لعملة واحدة)، وأسباب الصراع (كما سيتضح في هذا الجزء الثاني) حكمت على البلاد بالفشل والجهل والتخلف، ومن لا يقبل بهذا المنطق يخالف بالمعنى الحرفي ضميره ويتجاهل واقع يعيش فيه ونعيش جميعاً كجنوب سوانيين فيه. فكل من يرفض السير في سبيل القومية، يستحق أن يُحكم عليه بالتخلف، وسبق وأن نصحنا وأنصحبقراءة كتاب حصون التخلف لإبراهيم البليهي، ستجدوا الإجابة كاملة بالتفصيل، وفي نفس الوقت أستطيع أن أقول أنه إذا لم يعر أحد إهتماماً لقضية القومية في جنوب السودان فسيذهب جنوب السودان مُتألماً نحو الإنهيار في أقل من ثلاثين سنة القادمة على أقل تقدير. لأن المسألة ليست – فقط – صراع سُلطة أو صراع إقتصادي مادي ممتد من الحقبة السوفيتية أو غيره، الوضع الآن هناك عدم تفاهم كبير بين الجنوب سودانيين أنفسهم، فهناك عدم تفاهم حول الأرض و مصادر العيش و المساوأة، بالإضافة إلى مُعضلة الحاكم العام الأوحد الذي لا يشاركه أحد في الحكم، والشيء الأهم الذي يجب على أتباع الجهل معرفته هو أنّ هناك واقع ميداني بين طرفي الصراع يشهد بقصصهم اللاإنسانية واللاقومية والتي لن يستطيعوا إخفائها ولو قال دستورهم غير ذلك.
ولهذا إذا كان ما حدث من خراب ودمار لجنوب السودان هو في الحقيقة نتيجة خلافات سياسية وإقتصادية بحتة حول السلطة، وإذا كان هذا هو حال (البنية السياسية) وفق طبيعة الصراع في جنوب السودان، وإذا كان في سياسات هذه البنية السياسية ما أدى وما قد يؤدي إلى العنف والحرب مرة أخرى، فلماذا لا يمكن للمواطنين تغييرها إذاً؟ بيد أنه ليس هناك أي سبب منطقيّ يمنع ذلك، بل العكس، هم يربطون العمل السياسي بالسُلطة وبالإقتصاد الذي يحبونه ويربطونه أيضاً باللغة وفي معظم الأحيان بالإنتماء الإثني، ولا يربطونه ـ أي العمل السياسي ـ بالمعرفة قبل النظر للسُلطة، فلما لا يمكن تغييرها إذاً؟ خصوصاً إننّا إذا رجعنا إلى التاريخ السياسي لجنوب السودان سنجد أنه لم يكن تاريخاً لجماعات إثنية تتقاتل فيما بينها دفاع عن الإثنية أو صراع على السلطة، بل كان التاريخ السياسي لجنوب السودان مشروط بمستوى معرفي عال، بدليل أنه حتى ثورة التحرير الكبرى التي إنطلقت في عام 1983م، كان الصراع في ذلك الوقتأيديولوجياً، نعم. ولكنه كان قتال جيش لجيش نوعاً ما وليس إستهدافاً ممنهجاً للمدنيين دون مواجهة مباشرة كما حدث خلال أحداث 15 ديسمبر 2013م في العاصمة جوبا وغيرها.
وبالطبع هذا الواقع الإثني هو ما يجعل من البنية السياسية في جنوب السودان بنية ضعيفة و هّشة. مفهومة و لكنها غير قابلة للتحليل بالطرح الإقتصادي؛ لأنها ـ أي هذه البنية السياسية ـ هي من يقرر أن تقبل بأن تضع سياساتها في حالة التقبل من الآخر أو عدمه. وعلى سبيل المثال إذا نظرنا لحزب الحركة الشعبية من الخارج سنراه حزباً قومياً بل ولا نكاد أن نحسّ بأي فرق بين عضويته، ولكن لو نظرنا إليه من الداخل فهو كما نعرف هناك عدم إستقرار سياسي داخل أروقته، كما أن العلاقة التنظيمية بين عضويته ما زالت قائمة على السُلطة بشكلها المادي،ولكن ما يعتبر خطراً حقيقياً على البلاد هو أن حزب الحركة الشعبية إستطاعإحتكار السُلطة وإخراس الحقيقة لسنين بل وأقنع نفسه بقوته الفكرية ومنتوجه الفكري أن يلعن الترشيح والترشح والإنتخاب، حتى صارت الديموقراطية في جنوب السودان جريمة. ولو رجعنا إلى مشروع السودان الجديد، سيتبين لنا أن الأوراق المتبقيه منه، تم اللعب بها من أجل إقصاء المختلف إثنياً عن أرضه وحقوقه المعروفة، والدليل على ذلك هو أن (صراع السُلطة) الذي بدأ (بإزدواجية العضوية والمعايير) التي قسمت أعضاء حزب الحركة الشعبية في عام 2013م إلى قسمين أو بالأصح إلى إثنيتين ما زالت ـ أي تلك الإزدواجية ـ تشكل لدينا خطراً وضرر. فإنقسام أعضاء حزب الحركة الشعبية هو سبب رئيسي في مشاكل البلاد، وهو أيضاً واقع صعب علينا تجاوزه بدون كتابات نقدية تكشف لنا مدى زيفهم وأضرارهم على حياتنا وحياة مجتمعنا، والمهم هنا هو أن مشكلتنا ليست مع الإثنية أو مع هاتين الإثنيتين. لا، فنحن نتقبل أي إختلاف إلا أن يكون دعوة للقتل أو الإضرار بالآخرين أو الدعوة لمصادرة حرية الأخرين. فما إكتشفناه تدريجياً من أسباب الصراع في جنوب السودان هو أن مشكلتنا تكمن في أن (البنية السياسية بشقيها الحاكم والمُعارض) من شدة الجمود وضعف المناعة الفكرية تحاول أن تفرض القبلية والعصبية علينا عبر صراع السلطة (فرق تسد). والحل طبعاً هو أنه ليس من المنطقي أن كل برامج وركائز مشروع السودان الجديد تسقط ما عدا الحركة الشعبية في السلطة. فإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يجعل الحركة الشعبية لا تسقط أيضاً؟ أما كان من الأجدر أن نفهم عدم سقوط الحركة الشعبية فحسب، فلماذا نجعل المعضلة أكبر ونقبل بها؟
ومن هنا أستطيع أن أقول أن الحقيقة بائنة بالمنطق ولا تدع مجالاً للشك، فعندما قرأت كذبة ميلان كونديرا، إنتقدته في البداية، ولكن مع الوقت علمت أنني “ككاتب” لا مخرج لي سوى أن أبدأ بالبحث والتفكير في أسباب كذبته وفي أسباب الصراع في جنوب السودان، ولن أقول أنني أكملت البحث والتفكير، ولكنني أخاف وأخشى أن أقول أن المسألة المنتهية ضمنياً هي أن جنوب السودان في الوقت الحالي ليسأمام وليس في منتصف ثورة فكرية شاملة كما قلت سابقاً. ولا بنسبة واحد في المئة. لم يحن الوقت بعد. فأعدادنا ما زالت قليلة، ولا يمكننا الآن خوض ثورة فكرية شاملة تتوراثها الأجيال جيلاً بعد جيل، عدا أن نُعيد طرحنا لأسباب الصراع في جنوب السودان. حيث أن وعينا بأسباب الصراع في جنوب السودان لم يأتي من فراغ بل له أسبابه المتتالية أيضاً، و أحد هذه الأسباب هو أن جنوب السودان بعد تاريخ طويل من الإنتصارات السياسية والعسكرية التي مّكنته على الإنفصال، إلا أنه بأدنى الممارسات ودون النظر لتباين وإختلاف المجتمعات التي تعيش فيه، لم يجد بديل حداثوي يواكب التطور السياسي والإقتصادي والإجتماعي المتداخل والمؤثر ببعضه البعض. فلو تنظروا معي ﺇﻟﻰ وضع جنوب السودان قديماً وإلى وضعه ﺍلآﻥ، يتضح أنه بالرغم من نيله الإستقلال، إلا أنه ما يزال في منطقة اللاوعي في مرحلة مُبكرة من حياته و بالتالي ما يزال تلازمه لعنة التخلف أو الدوغمائية.
ولكن نسبةً لما تعلمته من ميلان كونديرا لا يعني هذا أنني مجبور على تصديق ذلك، ولذلك قلت أننا في منتصف ثورة فكرية شاملة. فمن لا تتغير أفكاره أمام المعطيات الجديدة (تّصور أنك صادفت مجنوناً) فهو لا يتبنى الحّس النقدي ولاالفكر الأبستمولوجي العميق. ولذلك بالنسبة لي لا يمكن تصور أن أسباب كل هذه الخسائر الفكرية (كخسارة مشروع السودان الجديد) وكل هذه الخسائر المادية (كضحايا الصراع) لا يمكن تصور أن كل هذه الخسائر الفكرية والمادية هي بسبب مشكلة إقتصادية بحتة في المجتمع. فهذا تحليل يُعد حمّال أوجه إن لم يُعد تحليل غبي أو ساذج. إذ نحن لا نختلف في الفهم الماركسي للإقتصاد، ولكننا نختلف في المادية الديالكتيكية لا التاريخية أو في الرؤية الماركسية للإقتصاد خصوصاً عندما يتم تعريفها على أنها أداة تحليل دقيق للظواهر والمتغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في المجتمع، فالنظرية الإقتصادية لم تستطع أن تُبرهن كفاءتها في الكُل المركب بحسب تعريف إدوارد تايلور للثقافة. ولذلك إذا أردنا أن نسمي ما حدث في جنوب السودان خلال عام 2013م تسمة صحيحة، فإن ما حدثهو صراع سياسي قائم على أساس أو سند إثني، أي أنه صراع ثقافي يُقتل فيهالناس على أساس التمييز الإثني والهُوية، وخير دليل على ذلك هو أن كل أسماء الحركات المُسلحة في جنوب السودان هي أسماء ذات طابع إثني واضح “مثيانق أنيور”، “أقوليك“، “قوجام” وأسماء الإثنيات وإلخ، وهي حركات في نفس الوقت منحها قادتها حق التصرف في كل شئ وكيفما يكون، بالإضافة إلى أن هناك بعض المصادر التي تقول أن هذه الحركات المسلحة قامت في الأساس كمحاولة إثنية لحُكم البلاد عبر آليات وعقلية محدودة وتحت ظروف وثقافة خاصة وسقف معرفي بسيط، وهذا هو السرّ وراء التناقضات بين أعضاء حزب الحركة الشعبية، وهو السّر وراء مغالطاتهم الفكرية، كما وهو السّر وراء إزداوجية عضويته منذ بدء صراعهم على السلطة؛ مستغلين في ذلك كما ذكرنا، هذه الحركات الإثنية الصغيرة التي تبغي الوصول والبقاء في السلطة بدون ميول أيديولوجي أو برنامج سياسي أو إصرار سِلمي أو عملية ديموقراطية، بل وبدون حتى أن تتبنى دستوراً وضعياً بحدٍ أدنى يتضمن كأولوية، ويصون كرامة الإنسان عن كل ما يُضِر بحقوق الإنسان.
ومن هنا أنهي هذا الجزء الثاني بوضع أطر الجزء الثالث من أسباب الصراع في جنوب السودان، وأثناء عملية التأطير، أحببت أن أوضح بإختصار شديد أنني لن أنسى منظر كل طفل أو إمرأة أو رجل مُسن رأيته يذوق ذل وظلم وجوع وتهميشبسبب هذا الصراع ثنائي الأبعاد و المُقّسم، بحسب إستنتاجي لفكرة (لعبة الحياة) لعالم الرياضيات الشهير جون كونواي، إلى مربعات. تخيل أن رقعة شطرنج بلا نظام أو نمط مبني على منهج أو قواعد معينة. كل مربع فيه (إثنية أو قبيلة) وكل مربع يمكن أن يكون في وضع من إثنين، حي أو ميت. وكل مربع يتفاعل مع جيرانه من المربعات الأخرى. فالنظر إلى مربع يموت هذا يفترض أن يعنيإدانة منابع الموت والصراع، أما النظر إلى مربع يحيى وينظر إلى الموت الدائر في المربعات الأخرى وكأنه شيء عادي، أي بدون أن يبدي أي إعتراض أو ملاحظة أو مجرد لفت إنتباه نحوها، فهذا حتماً يعني نهاية اللعبة ويعني أيضاً بداية ما قاله “فريدريك أنجلز” أحد مؤسسي الشيوعية أن (الأخلاق نسبي)، أي لا فرق بين الأخلاق وغيره بل هو نسبي أفعل ما يحلو لك. ولكن رغم ذلك يقول كونواي أن لعبة الحياة هي ليست لعبة بالمعنى التقليدي فلا يوجد لاعبون أو فوز وخسارة، بل إنهامجرد لعبة ذات قواعد بسيطة (كالتنظيم الذاتي وحرية الإرادة ..إلخ) التي تحكم التطور وتسعى إلى إدارة أمورنا وما يدور حولنا (ما نراه وما نسمعه وما نحسه) لكي نصنع لأنفسنا حاضر جديد.
ولكن كما هو معلوم في النهاية أسباب الصراع الحالية في جنوب السودان نطاقها واسع جداً وتحتوي عدة تناقضات، لكنها كلها مفهومة بدلالة ظواهر إجتماعية وحروبات أهلية لا تحتاج أي قراءة أو تحليل لإحداث دقة فيها، ولكن لمحاولة إثبات إن كانت أسباب الصراع في جنوب السودان هي التي نتكلم عنها فقد أخبرنا تايلورفي تعريفه للثقافة أن الإقتصاد ليس منهج أو عامل منفصل عن الثقافة. لذلك إفترضنا أن الظواهر الإجتماعية لا يمكن أن تُفسر من خارج الثقافة. ولكن في نفس الوقت لكي لا يكون كل ما أخبرتكم به هو أن أسباب الصراع في جنوب السودان غير مادية، يمكننا أن نفصل بين منهجين من التحليل. منهج التحليلالثقافي ومنهج التحليل الإقتصادي. فمنهج التحليل الإقتصادي أو الماركسي ينظر إلى الصراع في جنوب السودان على أنه صراع يقوم على الربح المادي والفائدة بدون الإكتراث للشعوب الفقيرة، وأن المستفيدين الأوائل من هذا الصراع بشكل عام هم البرجوازية أو طبقة الأغنياء أما بالنسبة للطبقات الفقيرة والمتوسطة فهي غير مستفيدة من الوضع الراهن في أي شئ. بينما بالنسبة لمنهج التحليل الثقافي فهو يدّعي أن الصراع في جنوب السودان يشمل الوعي المباشر ويحتوي الأيديولوجيا المُنحدرة من بنية العقل التقليدي القروسطي الذي يريد أن يُنتج نظام مركزي جديد في جنوب السودان مبني على أساس إعادة كل أخطاء الماضي إلى الدولة الجديدة، ولذلك أصبح الأمر في جنوب السودان أشبه بإستخراج الخطأ من الخطأ.
ولهذا أيضاً أودّ في الجزء الثالث أن أؤدي دوراً محورياً في الهُوية أو الحداثة الأفريقية وتطبيقها على جنوب السودان بإعادة بناء المجتمع الجنوب سوداني على أساس الهُوية المشتركة وتهميش العناصر القبلية التي فيه. وذلك للعيش جنباً إلى جنب مع جميع الجنوب سودانيين بدون فروقات وبدون كراهية أو بصورة براغماتية واقعية بدون تحيز لمجتمع معين. والسلام مسك الختام.
أفندي جوزيف
29/9/2013م