الخرطوم : صوت الهامش
اعتقلت الشرطة السودانية سبعة قساوسة من رئاسة مجمع كنيسة المسيح السودانية واستجوبتهم ثم أفرجت عنهم بكفالة.
وذكر موقع (مورنينغ ستار نيوز) أن القساوسة تم حبسهم لمدة ست ساعات يوم الأربعاء الماضي وواجهوا اتهامات بعدم الامتثال لأمر بتسليم قيادة رئاسة المجمع إلى لجنة من تعيين الحكومة.
ومن بين القساوسة المذكورين: مُنسق مجمّع كنيسة المسيح السودانية ورئيس المهمات بالمجمع الذي تم اعتقاله في 18 ديسمبر 2015 وأفرج عنه في الـ 2 من يناير من العام الجاري على خلفية اتهامات تتراوح بين التجسس والتحريض على الكراهية ضد الحكومة.
وكانت وزارة الإرشاد والأوقاف الدينية قد بعثت خطابا مؤرخا في 14 أغسطس تأمر هؤلاء القساوسة بتسليم قيادة المجمع إلى لجنة عينتها الوزارة، وعندما رفضوا تنفيذ الأمر أقامت الشرطة دعوى ضدهم.
وقال رئيس مهمات المجمع لـ (مورنينغ ستار نيوز) إن الشرطة سألتنا عمّا إذا كنا لا نزال على موقفنا الرافض للاعتراف باللجنة التي عينتها الوزارة؟ وكان جوابنا بالإيجاب أن “نعم” لأنه ليس من شأن الحكومة تعيين لجنة للكنيسة.
من جانبها، تقول الشرطة إنها نفذت أوامر وزارة الإرشاد والأوقاف لفرض لجنتها كقيادة جديدة لمجمع كنيسة المسيح السودانية وسط توقعات ببيع ممتلكات الكنيسة في سياق إقدام السودان على التخلص من المسيحية.
وأكد القساوسة السبعة أن تعيين الوزارة للجنة الجديدة يأتي مخالفا لدستور المجمع الذي يدعو إلى انتخابات عامة كل ثلاثة أعوام لتعيين قيادة جديدة؛ وبحسب أعضاء في اللجنة التنفيذية الشرعية للمجمع، فإن مدة القياة الحالية تنتهي في مارس 2018.
وبحسب (مورنينغ ستار نيوز) فإن ستة أعضاء من مجمع كنيسة المسيح السودانية مختبئون بعد أن علموا أن الشرطة تبحث عنهم لاعتقالهم واستجوابهم.
وكان القس حسن عبد الرحيم تاور من ذات المجمع قد واجه حكما بالسجن لمدة 12 عاما في وقت سابق من العام الجاري على خلفية اتهامه بالتجسس والسعي لتشويه صورة السودان، لكن تم إطلاق سراحه في الـ 11 من مايو إثر صدور عفو رئاسي بحقه.
وتأتي تلك الأحداث في خضم الموجة الأخيرة من اضطهاد المسيحيين في السودان.
وأشار موقع (مورنينغ ستار نيوز) إلى أن معظم القساوسة الأعضاء في مجمع كنيسة المسيح السودانية هم ذوو جذور نوبية من ولاية جنوب كردفان في الجنوب السوداني، حيث تقاتل الحكومة معارضين مسلحين.
ويواجه أهالي جبال النوبة، جنبا إلى جنب مع المسيحيين في السودان، تمييزا ومضايقات من جانب حكومة الخرطوم التي تعهد رئيسها عمر البشير بتطبيق تفسير متشدد للشريعة وألا يعترف بغير الثقافة الإسلامية واللغة العربية.
وفي حملتها لتخليص البلاد من المسيحية، خصصت حكومة السودان عدد 25 مبنى كنسي للهدم، وفي الـ 2 من أغسطس هدمت بالفعل الكنيسة المعمدانية في أم درمان؛ وفي الـ 7 من مايو هدمت السلطات في السودان مبنى كنسي في ضاحية سوبا الأراضي والذي بدأ كمخيم للاجئين الجنوب سودانيين، وأعلمت السلطات قادة الكنائس المزمع هدمها قبل قرار التنفيذ بأسبوع واحد.
وتزعم الحكومة أن تلك الكنائس تم بناؤها على أرض مخصصة للسكن أو لاستخدامات أخرى أو أنها أقيمت على أرض مملوكة للدولة، فيما يقول قادة الكنائس إن تصرفات الحكومة تأتي في خضم حملة قمعية تستهدف المسيحيين.
وذكر موقع (مورنينغ ستار نيوز) أن أعمال المضايقات والاعتقالات والاضطهاد ضد المسيحيين قد تكثفت منذ انفصال الجنوب في يوليو 2011؛ وكان وزير الإرشاد والأوقاف السوداني قد أعلن في أبريل 2013 أنه لن يتم منح تراخيص بناء كنائس جديدة في السودان، مشيرا إلى تناقص تعداد المسيحيين في المناطق الجنوبية بالبلاد.
ومنذ 2012، طردت حكومة الخرطوم مسيحيين أجانب وهدمت مباني كنسية بذريعة أنها كانت تنتمي لأشخاص من جنوب السودان؛ هذا فضلا عن مداهمة السلطات لمكتبات مسيحية واعتقال مسيحيين وتهديد وقتل مسيحيين جنوب سودانيين لم يغادروا أو لم يتعاونوا مع الشرطوا في الإرشاد على مسيحيين آخرين.
وبسبب اضطهادها للمسيحيين، فضلا عن انتهاك حقوق إنسانية أخرى، فإن الخارجية الأمريكية تصنف السودان كـ”دولة مبعث قلق خاص” منذ عام 1999؛ كما أوصت لجنة الحريات الدينية الدولية في تقريرها للعام الجاري 2017 بإبقاء السودان في ذات القائمة (دولة مبعث قلق خاص).
وتحتل السودان المرتبة الخامسة لهذا العام 2017 على قائمة الدول التي تضطهد المسيحيين حول العالم، بحسب تقرير منظمة الأبواب المفتوحة لدعم المسيحيين.