الخرطوم – صوت الهامش
يحتفل العالم كل عام في الـ 8 من مارس الجاري، باليوم العالمي للمرأة، حيث يتم فيه تجديد الاعتراف بالمرأة وانجازاتها، دون اعتبار للانقسامات، سواء كانت اثنية او قومية او لغوية او ثقافية او اقتصادية او سياسية، والنظر الي الامانات والفرص غير المستغلة التي تنتظر الأجيال القادمة من النساء.
ويعتبر هذا اليوم شعائع يسلط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها النساء ، حيث تعرضت المرأة في المناطقة المهمشة بالسودان للانتهاكات باستمرار وبصورة واسعة الناطق مثل الاغتصاب والعبودية، والقتل، والزواج القسري، والتمييز والحرمان من التعليم.
وبالرغم من المشهد القاتم في السودان إلا ان المرأة فيه، ظلت تلعب أدوار بطولية مفصلية في الحية اليومية، حيث تمثل معاونا للتغيير، لأجل إعادة مكانتها القيادية وقائده للمجتمعات.
ووجه رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، تحية للمرأة السودانية حيث قال “في هذا اليوم يحتفي فيه العالم بالمرأة، نوجه تحية الي المرأة السودانية، تقديرا لإنجازاتها، واعترافاً بالتحديات التي ما زالت تواجهها”.
وقال حمدوك، لقد ظلت المرأة السودانية في مقدمة الركب، وهي تقاوم تأثيرات الحرب والنزوح والعنف والاضطهاد، فلم يبدأ تاريخها النضالي بثورة ديسمبر ولن ينتهي بها، بل إن شعبنا سيظل ممتنا لدور نساء السودان وشجاعتهن في مقاومة الظلم، وأضاف ان المرأة السودانية اثبتت على مدى الأزمان أنها قادرة على القيادة والمشاركة السياسية الفعالة.
مؤكدا التزام حكومة الفترة الانتقالية بالمضي قدماً في إنهاء كافة مظاهر التمييز المؤسسي والاجتماعي ضد المرأة سعياً لإيصال حقوقها المستحقة في كافة أرجاء الوطن، كما جدد التزام حكومته بتعزيز مشاركة المرأة في كافة مؤسساتها بالشكل الذي يعبّر عن دورها “العظيم”.
وأردف قائلا: “أننا ندرك أن تحقيق المساواة هو أحد أساسيات صنع انتقال سلمي ناجح ومستدام في السودان. نحتفل باليوم العالمي للمرأة مع نساء الهامش”.
وقالت الناشطة الحقوقية نجدة منصور “انه رغم المكاسب التي تحققت هنالك فوارق في التطبيق الفعلي للحقوق المكتسب ، لافتة إلي أن المرأة تحتاج لمنهج عمل يستوعب النساء الغير مستفيدات من المكاسب التي تحققت في الحركة النسوية.
وأشارت إلي إنهم يدافعون في هذه المرحلة عن حقوقنا كنساء في التمثيل العادل علي المستوي السياسي ، لجهة أن هنالك الكثيرات ممن لم يجدن فرص في التمثيل.
ودعت إلي ان تراعي القوائم النسوية التنوع في التمثيل بحيث لا يتم إقصاء النساء في الشرائح التي ظلت غائبة فعليا عن المشهد السياسي.
وأردفت “نحن نحتاج تمثيل للنساء من المجتمعات التي عانت من الحروب و نحتاج لنساء من القري البعيدة ، التي لم تجد مطلقا حظها من التمثيل السياسي و ايضا النساء ذوات التحديات و الاحتياجات الخاصة. و الشابات و جميع الشرائح الاقل تمثيلا”.
وقالت أن هنالك جوانب معنوية يجب مراعاتها عند التعامل مع قضايا المراة ،لجهة بدون الدعم المعنوي للنساء ستكون المكاسب حبر علي ورق .
وطالبت منصور تثبيت ثقافة الدفاع عن الحقوق و عدم اعتبارها مهمة متخصصة تقوم بها المدافعات عن حقوق المراة، مناشدة علي جعل كل أمرأة مدافعة عن حقها في حياة كريمة و تشجيع الدفاع عن الحقوق و اشراك الرجل في هذا.
وقالت أن هنالك أيضا تعقيدات كبيرة طالت المجتمع السوداني و فراغ بين الأجيال ، مشيرة إلي التطور الفعلي في اية قضية لا يحدث بشكل منبت عن جزر القضية. “و يمكن للتواصل الفاعل بين الاجيال ان يضمن الحفاظ علي ارث المكتسبات الخاصة للمراة و يضمن توريثها للاجيال القادمة” .
ولفتت بإمكان الوصول لسبل ناجعة لتحويل المكاسب من مجرد سرديات تمجد هذه المكاسب لحياة يومية .
وطالبت بتمليك تاريخ الحركة النسوية للفتيات و الاستفادة من تاريخ النضال الذي عكسته الشابات في ثورة ديسمبر لتحديد رؤية مستقبلة للعمل بين الأجيال دون ترجيح كفة نضال علي أخري.
واوضحت أن المرأة تحتاج العمل علي قدم المساواة لأجل مستقبل مشرق ، وتابعت قائلة “لقد غير شابات و شباب السودان نظرة الاجيال السابقة تجاههن/تجاههم و انجزوا ثورة ديسمبر. و هي تجربة نحتاج هضمها و استيعابها في مستقبل العمل العام في السودان”.
من جهتها، دعت رئيسة الجبهة الشعبية لتحرير والعدالة، زينب كباشي عيسى، خلال مناسبة اليوم العالمي للمرأة، لاستلهام التاريخ الضارب في عمق الحضارة، لانتزاع حقوقهن في العمل الشريف والتعليم والفنون والإبداع وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعمل دستور يحترم التنوع والحقوق ويجعل المواطنة المتساوية وان لأمن كرامة النساء، كما حيت نضالات المرأة السودانية.
وقالت كباشي، أرسل تحية ممتلئة بعبق التاريخ والنضال الحاضر والمستقبل لكل نساء ارض السودان بكل اثنياتهن وأعراقهن في الداخل والمهجر، اللائي تماثلن جذوة النضال مع نساء البجا في شرق السودان.
واستردت قائلا: “في كل الحضارات السودانية المتعددة جغرافياً وتاريخياً كانت المرأة هي القائد والملهم والمحرك للمجتمع وروحه الوثابة والخير والنماء والسلام متسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة تتقدم الى الأمام ولا تتراجع، يحدوها الأمل والثقة والدفاع عن الحقوق.
وأضافت قائلة: نستلهم وعي ونضالات اماني ريناس، وأماني شخيتو، والميرم تاجا، ونكشوت العامريه البجاوية وام المساكين فى سنكات حاضرة البجا، ونقف مع حفيداتهن ضد سياسة الذهن الذكوري البدوي المتسلط، والذي جعل المرأة التي كانت منارة إشعاع لوعي المرأة وريادتها، مناطق للنزاع والفقر والمرض والجهل.
وأعلنت كباشي رفضها اغتصاب النساء وممارسة العبودية ضدهن، مؤكدا انهن ما زلن في وعي اسلافهن، وسيحملن رايات النضال، ومعاول التغيير، حتى إعادة المرأة السودانية مكانتها القيادية التاريخية، ملكةً تحكم وقائده للمجتمعات.
ومضت بالقول: ان العالم الحر يقترب من المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق المستحقة، بينما في السودان لا زلنا بعد ثورة ديسمبر في بداية الطريق وخاصة في مناطق الهامش، في خضم الذهن الذكوري في والفقر والمرض والجوع.
وقالت ان المرأة تحتاج، من قادة الثورة تصحيح واعادة حقوقهن لتعيش بكرامة ومرفوعة الرأس ومقدرة، وخاصة نساء الهامش والارياف والتي وصل الاقصاء العرقي والنوعي قمته، وكأن ذلك محاولة للانتقام منهن في المناطق المهمشة.
مؤكدة ان المرأة في جميع انحاء السودان خاصة المهمشة، ظلت تقاوم التمييز القسري التي جاءت ثورة الوعي لتصحيحه، وأنهن تصبحن رأس الرمح للدفاع عن الارض والعرض والهوية، ان المناطق المهمشة أسست لقيم التطور والمساواة منذ الاف السنين، بينما الآن أصبحت بؤر للانتقام والقتل بسبب الهوية والقهر والاغتصاب والحرمان من التعليم والتوظيف.