واشنطن _ صوت الهامش
قالت مجلة فورين أفيرز الامريكية إن سقوط الرجل السوداني القوي عمر البشير في أبريل على إثر احتجاجات جماهيرية مناهضة للحكومة وأعقب ذلك انقلاب عسكري تعتبر نهاية حقبة في القرن الأفريقي
وأشارت في تقرير لها أن بقايا الدولة الأمنية للبشير محاصرون في مواجهة طويلة الأمد مع حركة مؤيدة للديمقراطية للسيطرة على البلاد ، لافتة أن السؤال الذي يدور الآن حول المنطقة هو ما الذي ستأتي به الحقبة القادمة؟
ولفتت أن الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد) يسعيان إلى صياغة نظام إقليمي يستند على السيادة والأمن الجماعي للدول الأفريقية. يظل الالتزام بالديمقراطية داخل هذه المؤسسات ضعيفًا، كما يتضح من العديد من القادة الاستبداديين لكن المنظمات تتبنى قواعد الحكم الدستوري والسيادة المدنية في السياسة أكثر بكثير من قادة دول الخليج.
وأكد التقرير أن منذ أكثر من عامين وحتى الآن، يسعى الاتحاد الأفريقي وإيقاد إلى تعزيز الحوار والتعاون بشأن قضايا القرن والبحر الأحمر – بما في ذلك التدخل الخليجي. ووسع الاتحاد الأفريقي ولاية فريقه الخاص المعني بالسودان وجنوب السودان لمعالجة القضايا الإقليمية الأوسع نطاقًا ، ومددت إيقاد مؤخرًا ولاية مبعوثها الخاص إلى الصومال لتشمل البحر الأحمر وخليج عدن. كما أقر مجلس وزراء إيقاد نهجًا مشتركًا تجاه البحر الأحمر وخليج عدن.
وتابعت المجلة أنّ خطوط القتال في السودان كانت مرسومة. وقفت الرياض وأبو ظبي خلف المجلس العسكري الانتقالي وقدّما الدعم السياسي والعسكري لحكومة ما بعد الانقلاب. وقاد عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان حميدتي القوات السودانية في اليمن وبالتالي هما يملكان علاقات طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأوضح التقرير أن الحكومتان الملكيتان في الخليج شجعتا الجنرالات على الإطاحة بالبشير الذين اعتبروه غير موثوق بسبب علاقاته الجيدة مع قطر وتركيا وتوجهاته الإسلامية.
بالمقابل، اتخذت إيقاد والاتحاد الأفريقي الوقوف إلي جانب حركة الديمقراطية في السودان ودفعت العسكري الانتقالي للتخلي عن السلطة إلى إدارة مدنية انتقالية.
كانت جهود هذه المنظمات التي تقودها أفريقيا في بعض الأحيان عشوائية وغير منسقة ، لكن موقف المجموعات واضح.
وفي منتصف أبريل طالب مجلس السلم والأمن القوي للاتحاد الأفريقي بأن يتخلى الجيش السوداني عن السلطة لحكومة مدنية في غضون 15 يومًا من الإطاحة بالبشير. بعد أسبوع تقريبًا ، مددت فترة السماح إلى ثلاثة أشهر. ولكن بعد ذبح المتظاهرين ، جمد المجلس عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي وهدد بفرض مزيد من العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن انتقال بقيادة مدنية بحلول نهاية ذلك الشهر.
ثم حاول رئيس الوزراء الإثيوبي التوسط في صفقة انتقال بقيادة مدنية باستخدام موقف الاتحاد الأفريقي وإيقاد كنقطة انطلاق. وافق الطرفان في النهاية على تقاسم السلطة لمدة ثلاث سنوات إلى حين إجراء الانتخابات.
وقالت المجلة “لا تزال الاتفاقية هشة ، لكن يبدو أن مجلس السلم والأمن مستعد لمراقبة تطبيقها قبل انضمام السودان إلى الاتحاد الأفريقي”.
وتابعت فورين أفيرز قائلة “أنّ ما سيحدث في السودان من المرجح أن يحدد مستقبل القرن على مدار العقد المقبل أو أكثر”.
ورأي التقرير إذا تمسك العسكري الانتقالي بالسلطة فلن تضمن الرياض وأبو ظبي حليفًا سياسيًا وعسكريًا مهمًا فحسب بل سيثبتان قدرتهما على فرض أولويات سياستهم الخارجية على بلدان القرن ومنع التحولات الديمقراطية . إذا استطاع الاتحاد الأفريقي وإيقاد رعاية عملية الانتقال إلى الحكومة المدنية في السودان فسيكونان قد أرسيا الأساس لنظام إقليمي مختلف تمامًا – نظام قادر على تحقيق السلام والتنمية والحكومة المسؤولة.