الفاضل سعيد سنهوري
منذ أندلاع الحرب الثانية في ٦ يونيو ٢٠١١ والي اليوم تكون قد أكملت ست سنوات وماذال نظام المؤتمر الوطني يواصل في مخططاته لإبادة شعب جبال النوبة، ولم تنقطع طوالها توجيهات المجرم عمر البشير لقواته ومليشياته وخصوصا (مليشيا الدعم السريع والدفاع الشعبي) بتسليمه جبال النوبة خالية من السكان ، بإتباع سياسة ( الارض المحروقة) ، فشنّت هذة المليشيات وقوات المؤتمر الوطني مئات الحملات وخاضت حروب عنصرية مارست خلالها كافة أشكال الجرائم والانتهاكات حقوق الانسان من حرق وقتل ونهب وقصف عشوائي للمناطق الماهولة بالسكان والمؤسسات المدنية.
هذة الحرب العنصرية في صورتها الحقيقية تهدف الي أبادة جماعية وتغيير في الديمغرافيا وهتك وتمزيق للنسيج الأجتماعي، وهذة الحرب العنصرية بامتياز تؤكد أن نظام الخرطوم مستمر في سياساته القديمة وحلوله العسكرية، في مواجهة مطالب شعب جبال النوبة التي ظل يناضل من اجلها بمختلف الاشكال والادوات من النضال السلمي والكفاح المسلح.
المواجهة الشاملة التي ظل ينتهجها نظام المؤتمر الوطني خلال السنتين الاخريتين من الحرب والتي اصبح يعتمد فيها علي استخدام التجويع واعاقة أيصال المساعدات الأنسانية وأفشال المواسم الزراعية باستهداف المناطق الماهولة بالسكان والمناطق الزراعية كشفت حقيقية النظام الذي كان وظل يتزرع ولا يرغب في إيجاد حلول سياسية تخاطب جزور الإزمة السودانية.
قدم الرفاق والشهداء بالجيش الشعبي طوال هذة السنوات الست الكثير من التضحيات ووضعوا بصمات خالدة وإيجابية في مسيرة الثورة، ونحتوا زكريات لا تُنسي للعديد من مواطني جبال النوبة/جنوب كردفان وغيرهم من بقية شعوب السودان الأخري لتصديهم لحملات النظام الوحشية والبربرية، كخير مثال للكفاح ضد التهميش والقهر والسعي الحثيث من أجل الحرية والتمسك بالمبادئ وعدم التفريط والبيع لقضاياه الحية والعادلة والتي لا يوجد ثمن لشرائها على الإطلاق. وهو الأمر الذى جعل مجلس التحرير لاقليم جبال النوبة /جنوب كردفان كأعلي جهاز سياسي للحركة الشعبية بالاقليم في ظل غياب المؤسسات السياسية القومية ان يمارس سلطاته ويصدر حزمة من القرارات التي تعيد النصاب الي أمورها وتحافظ علي الثورة والحركة الشعبية قوية.
لاشك أن الست سنوات من عمر الحرب المدمرة التي يقودها النظام تجاه الهامش بالمناطق للمحررة بجبال النوبة والنيل الازرق قد طالت كل المناطق المحررة بالاقليمين جبال النوبة والنيل الازرق من التشرد والدمار والتخريب بشكل كبير، وكل الارهاصات والمؤشرات قبل بداية الحرب الاخيرة وفي فترة الانتخابات التكميلية بجبال النوبة/جنوب كردفان كانت تشير فى الوقت ان الولاية تسير نحو الحرب لا محالة، فالحافظ علي وحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان في جبال النوبة، وتماسك الجيش الشعبي كان هو الهدف الاول انذاك لان الحركة الشعبية وللجيش الشعبي هو صمَّام الأمان لمكاسب المُهمشين بكل الاقاليم وجبال النوبة بصفة خاصة، ومع استمرار الحرب بعد تلك الفترة والاخطاء في القيادة والتغيير في دفة قيادة دفة الثورة كان لابد من قرارات اخري ووقفه جديدة تعيد قطار الثورة الي مسارة الحقيقي.
وبعد مرور زكري ست سنوات أضافية للثورة والكفاح المسلح والعمل الدؤوب من شعب جبال النوبة والنيل الازرق تحت راية الحركة الشعبية للتحرر من قيود الظلم والقهر والاستعباد والاستغلال من نير سياسات المركز الظالم، لابد من ان نرفع القبعات لشهداءنا شهداء الخلاص بالجيش الشعبي والحركة الشعبية من الثوار والمواطنين منذ الحرب الاولي ومرورا بالحرب الثانية، وكذلك التحية للقادة الافذاذ من الرعيل الاول ابتداء بكمولو وانتهاء بالذين أنخرطوا في كل أشكال الكفاح السياسي والمدني، والذي توج بالكفاح المسلح بالجيش الشعبي والحركة الشعبية.
لذامن يعتقد إن نجم الثورة قد أفل وأنفض السمار عن الكفاح والثورة بعد قرارات مجلس التحرير فاقول له انه سيري العجب العجاب، فهو آما أن يكون دكتاتوريا او أنتهازيا او مبهورا بشخصية قائد يتبعه او خائناً أو متساقطاً أو جباناً رعديدا او خائف من التغيير الذي سيطاله، فالثورة ليست ملكا لاحد الثورة ملك للثوار والذين أنتفض الثوار من أجلهم لحمايتهم وارجاع حقوقهم المسلوبة، فالثورة ماضية وان تساقط منها ضعيفي الاراداة وهزيلي المواقف عندما يصطلون بالنيران لان الثورة كما وصفها أحدهم قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن وحبنا لهامش السودان وجبال النوبة.
ولذا ايضا فأن الحركة الشعبية لتحرير السودان ستستمر في الكفاح المسلح طويل الإمد لحين تحقيق تطلعات كافة شعوب الهامش والشعب السوداني، وأن الجيش الشعبي لتحرير السودان قادر علي حماية المواطنين بالمناطق المحررة، والمؤسسات السياسية من الحزب ومجالس التحرير قادرة علي اصدار القرارات الحاسمة في كل مرة لتقويم الحركة الشعبية ومسارها ولحسم كل من يعبث بالثورة وحقوق ونضالات الشعوب التي تقدم فلذات أكبادها لتنال الحرية، وهذة القرارات ليس عبطا ولا من نسيج الخيال ونزوات سياسية بل هي من صلب الثورة والثوار وقواعد وجماهير الحركة الشعبية..
وان غدا لناظرة قريب وستؤتي هذة القرارات ثمارها.
والنضال مستمر والنصر أكيد..