قد لا يصعب على المتتبع لتطورات الحياة السياسية في السودان أن كنا نعتقد أن هنالك حياة سياسية واقعية تدور بين ظهرنينا نري ونحس في كل لحظة سفاهة نواب البرلمان وهم أبشع أنواع السياسيون يهمهم فقط كأفراداً وأحزاباً مصالحهم على أي شأن آخر ومناصبهم وماذا حققوا من هذا الارتهان الرخيص لنظام ليست له أي قيم أخلاقية ولا مفاهيم أنسانية جديرة بالاحترام بل أن تسيطر عليهم بلادة فكرية وشعورية تَحُول دون إحساسهم بالواقع وتدفعهم إلى الإمعان في ما ألِفوه وتُعْجِزهم عن معرفة المطلوب منهم في هذا الموقع والمقام وبل تُطْفِئ خيالهم السياسي الملذات والمغانم ويسهل لهم الكذب على غيرهم والأهم من ذلك على أنفسهم ! هل للسياسة وجه آخر غير هذا خاصة والمتابع لخطاب هؤلاءالساسة وممارساتهم أن يتنبأ بالمسار والمآل وبما ستفضي إليه تطورات هذا الوضع المفتوح على كل إمكانات التفاقم والفعل وردة الفعل بعد فقدان المعالم والتخبط مما ينذر بأحداث وتطورات غير مسبوقة ستفضي لا محالة إن استمروا على ما هم عليه لتأكيد الأنحطاط الكلي للسياسة في هذه البلاد وإلى كسادها في الممارسة أن كانوا أشخاصا وبل خطابا ويعلن عن سلوك مريضة ويخرج كل شيء عن سياق المعقول بل تجعل من المجتمع كله صدي لأمراضهم وتصرفاتهم البغيضة والتي لا تعرف غير الانصياع للباطل والانكسار للفاسد والقاتل هذا حقيقة ما يحدث أمامنا الان
نعاني من انقسام على المستويين السياسي والفكري بل هناك انقسام وتدهور على المستويات الدستورية ونُظُم الادارة بالدولة والهويات والاجتماعية والاقتصادية و الجهوية والقبلية أصبحت واقعا معاش فيما لا تنفع معه حلول أحادية في هذا المشهد القائم على هشاشة الدولة وقيامها على ركيزتي احتكار الثروة واحتكار العنف وبالتالي هي سلطة أكثر من كونها دولة بل كانت التجربة السودانية من خلال حكم هؤلاء العسكر الذين هم تحت هيمنة الاسلام السياسي لا يزالون هم الحلقة الاضعف والاقل هشاشة نظراً لحداثة تجربة الدولة الوطنية بها حيث استمرت دولة الاستقلال أثنان وستون عاماً منذ الاستقلال الي الان وبعدها تحولنا إلى نظام حكم فردي مطلق عمل على هدم ممنهج لمؤسسات الدولة الوليدة ولذلك من المهم استحضار أن غالبية الأزمات التي تواجهنا اليوم على مستوى الدولة هي نتاج لنهج وسياسات حكم الفرد المطلق التي دأبت على توظيف مفاهيم التمكين وقسمة الثروة والسلطة الفرية التي يتم بموجبها تخدير أهل الهامش وكذلك لاهدار قيم التداول السلمي للسلطة وسيادة القانون كما هي نتاج انقطاع استمر ثلاثون سنة للحياة السياسية الديمقراطية وهذا لا ينفي اعتبار سوء تعاطي معظم الفاعلين السياسيين الراهنين خلال مراحل تسيد هؤلاء الاسلاميين للمشهد السياسي
من الطبيعي أن هذا النظام الأستبدادي يستخدم الإرهاب كحجة للمزيد من القمع ولخلق حالة من الذعر وسط أهل السودان وفي صفوف أكبر قطاع من الجماهير ليصطف الجميع خلف الديكتاتور البشير يس سلوك الابتزاز الرئاسي وحده ما يثير القرف ويدعو للاشمئزاز، بل إن سلوك الطبقة السياسية بكل ألوان الطيف أيضًا يكشف طبيعة غير أخلاقية خالية بصفة كلية من كل قيمة يمكن الرجوع اليها وإرشاد النشء إلى اتباعها ولكن أن يمتد هذا الخوف والانكسار والاذلال الي الذين هم قيادات فاعلة داخله حزبه والاحزاب الكرتونية التي أوجدها الجير عبود جابر بحق هذا ما يثير الدهشة والاشمئزاز وهم يعلمون أنهم لن يصلوا بهذا التخويف الي صفوف المعارضين للنظام بالرغم من شدة القمع المماس ضدهم سوف تظل الضمائر الحيةأبعد من تكون في حالة خوف منكم في مواجهة دائما مع هؤلاء الظلاميين
إني أعلم أحزابنا السياسية لا تملك الصراحة و الوضوح لتسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية فلقد تبين للمواطن الان من هو الفاعل السياسي الحقيقي في البلد هو جهاز الامن والمخابرات وهذه الكيانات لا تملك جرأة التعبير عن مواقف وبعض مناضليها الذين تبرز بين الفينة و الأخرى مطالبة بإصلاح أو بفتح صفحة مصالحة مع النظام والذي أسموه بكل وقاحة الهبوط الناعم أنه يا ساداتي الانكسار من أجل فتات الموائد و هذا الغموض الذي نشاهده في المواقف السياسية يجعل النقد ضربا من الجنون لقد وصلت الي قناعة أنهم مغيبين وطاقتهم معطلةو قيادات تقضي عمرا كامل في سدة القيادة بلا أنجاز فمن يحاسب من؟بل متي يترجل القائد الذي فشل حتي أدارة الصراع السياسي بحكمة وحنكة!
ويبقى أملنا في ظهور حركة نضالية مستقلة غير مشبوهة و خانعة وخاضعة لمؤتمر الفاسدين والقتلة بالداخل وهم نعرفهم من صغار أحزاب الفكة ومن الذين هدفهم الركوب على الشعب من أجل تحقيق مآربهم ولو كلفهم ذلك سفك دماء الأبرياء الذين انجروا خلف تجربة معلبة من أنتاج دوائر بعض الأحزاب السياسية ذات الصبغة المتشددة والجماعات الاسلامية ذات الطرح التخريفي والتي تتدعي النبوءة وهي الاكثر أيمان ورحمة بنا
و بعدما ثلاثين عاما من الأحباط لكل فصائل شعبنا ومعاناة طالت وحلول فطيرة من قيادات يقال عنها تاريخية ولابد أن نقول لهم أنتم ساسة العجز والسفاهة بعد ما حدث داخل البرلمان من تمرير قانون بالسماح لهذا القاتل البشير بأن يبقي علي كرسي السلطة مدي الحياة قتل الله كل من صوت لصالح هذا القانون وهوعليم بأن هذا البشير قاتل وفاسد
والشعبيريد الانعتاق من الاستعباد والانقياد وراء هذا الجهلوا ورهطه من الاسلاميين فقدي الرحمة الانسانية لتتحرر مواهبنا وطاقاتنا فيبني هذا الشعب صروحا للعزة وبنيانا قويا للدولة ونرفع للبلاد علما للحرية الحمراء ونجدد أرادته تحيت الشمس من رجس أخوان الشيطان ولتنسم عبير الكرامة وعبق السؤدد ولنرتشف ماء النيل بعزة
أنهضوا أيها الرفاق وأنصار الحق للقتال من أجل وطن خالي من البشير وهؤلاء السفهاء
أننا علي الدرب سائرين