حملت أخبار هذا الصباح خبراً محزناً لأسرته أولاً ولقيادة وأعضاء الحركة الشعبية برحيل الرفيق العزيز نيرون فيليب أجو ، الذين يعرفون نيرون فيليب يدركون أي إنسان قد رحل، وأي خسارة قد لحقت بالحركة الشعبية، فقد كان نيرون مثالاً للإلتزام والإنضباط والتفاني ونكران الذات طول السنوات التي أمضاها بالحركة الشعبية، ويمكنني أن أقول بصدق إذا سئلت عن شخص يجسد معنى التفاني والإلتزام بالحركة الشعبية في سنوات إذدهارها وإنحسارها وفي أزمنة المد والجزر والأعوام السمان والعجاف فهو نيرون فيليب.
إلتحق نيرون فيليب بالحركة الشعبية بعد تخرجه مباشرة من جامعة الجزيرة في عام ١٩٨٩م وشارك بفاعلية في العمل السياسي والعسكري في الإستوائية ودارفور وجبال النوبة، وساهم بقدر وافر في العمل الإنساني في جبال النوبة وشارك في مفاوضات إتفاقية السلام الشامل، إبتداءاً من إتفاق سويسرا لوقف إطلاق النار بجبال النوبة في يناير ٢٠٠٢م، وتولى وزارة التنمية الريفية بجنوب كردفان/ جبال النوبة وزيراً خلال الفترة الإنتقالية، كما شارك في مفوضية التقويم والتقدير واللجان المختلفة لتنفيذ الإتفاقية.
وبعد إعادة تأسيس الحركة الشعبية في السودان في إبريل ٢٠١١م تولى لعدة سنوات رئاسة المنظمة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير وساهم بدور قيادي في حل قضايا العمل الإنساني والتفاوض، ووقع على مذكرتين للتفاهم لنقل المساعدات الإنسانية نيابة عن الحركة الشعبية مع الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية في فبراير ٢٠١٢م وأغسطس ٢٠١٣م، وقد رفضت الخرطوم تنفيذهما.
كان نيرون من الطاقم القيادي في الوفد التفاوضي طوال ست سنوات لم يكل أو يمل أو يتبرم، وكان موقفه ثابتاً في دعم الخط التفاوضي للحركة الشعبية وقد ساهم في صياغة إستراتيجية التفاوض وشارك في تنفيذها بصرامة وإنضباط، وعرف نيرون بالصبر وقلة الحديث والإلتزام بالقضايا التي ناضل من أجلها.
في السنوات الأخيرة عاني من أوضاع صحية معقدة ومع ذلك لم يتوانى من المشاركة في كل الأعمال التي أوكلت له، وكان لا يشتكي، وشارك بهمة وصبر في جولات التفاوض والعمل الإنساني.
الحركة الشعبية خسرت خسارة فادحة برحيله، وقد إتصلنا بأسرته وطلبنا منهم تحديد المنطقة التي سوف يدفن بها في آرض كنعان(ناكما) في منطقة هيبان بجبال النوبة حيث مسقط راسه، أو أن يوارى الثرى مع الشهيد يوسف كوة مكي، وقد أبلغتنا أسرته، شقيقه نيكروما وشقيقته نجدة بأنهم يروا أن يدفن في مقبرة الشهيد يوسف كوة مكي مواصلة للرحلة الطويلة في القضايا التي ناضلا من أجلها معا.
سوف تقيم حكومة المناطق المحررة في جبال النوبة /جنوب كردفان والقيادة العامة للجيش الشعبي مراسم رسمية لتشيعه كما إن رئيس الحركة الشعبية سوف يعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في الأراضي المحررة ويتم تنكيس علم الحركة الشعبية حداداً على بن حقيقي للحركة الشعبية ومناضل صلب من مناضليها.
نناشد أساتذة المدارس في المناطق المحررة بالحديث للتلاميذ والطلاب عن مسيرة المناضل نيرون فيليب كما إننا نطلب من قادة الإدارة المدنية في المناطق المحررة ومن مكاتب الحركة الشعبية في الخارج بإجراء مراسم تأبين للرفيق نيرون فيليب.
نيابة عن قيادة الحركة الشعبية وقيادة الجيش الشعبي ورئيس الحركة الشعبية ونائب رئيس الحركة الشعبية ورئيس هيئة الأركان ونوابه وأعضاء الحركة الشعبية وأصالة عن نفسي نتوجه بالتعازي الحارة لأسرته وأهله وأصدقائه وأعضاء الحركة الشعبية واصدقائها.
والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة
والرب أعطى والرب أخذ فليكن إسم الرب مباركاً
ألهم أرحم نيرون وأغفر له وألهم أهله الصبر والسلوان
ياسر عرمان
الأمين العام
الحركة الشعبية لتحرير السودان
٢٨ فبراير ٢٠١٧م