ياموسوكرو: طالب رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، المحكمة الجنائية الدولية اليوم السبت بتوجيه اتهام للمتورطين في بيع مهاجرين أفارقة سود في أسواق ليبية لتجارة الرقيق.
تأتي تصريحات واتارا بعد استهجان عالمي لمقطع فيديو بثته شبكة (سي إن إن) أظهر مزادا يجري في ليبيا لبيع رجال كمزارعين، بعد تهريبهم عبر الصحراء الكبرى.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، أن تقرير الـسي إن إن، كان محرجا لـليبيا ولكنه أيضا محرج لـ أوروبا، التي زاد اعتمادها على قوات الأمن الليبية وميليشيات متحالفة لمنع مهاجرين من عبور البحر المتوسط إلى أوروبا.
وفي حوار أجرته معه قناة (فرانس 24)، قال واتارا: “أنا مصدوم. أعتقد أن ذلك أمر غير مقبول ومقزز.. أعتقد أن مرتكبي أمثال تلك الجرائم يجب أن تلاحقهم المحكمة الجنائية الدولية … الإدانة وحدها لا تكفي.”
واستدعت بعض دول غرب أفريقيا سفراءها لدى ليبيا على أثر ظهور التقارير؛ ومن جانبها قالت حكومة ليبيا المدعومة من الأمم المتحدة اليوم السبت إنها كانت بصدد التحقيق بشأن التقارير.
إلى هذا، طالبت فرنسا يوم الأربعاء الماضي، بانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الاتجار في البشر بـ ليبيا، ورفعت احتمالية فرض عقوبات.
لكن كثيرين في غرب أفريقيا، وحتى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يتهم أوروبا بتيسير وقوع انتهاكات عبر التعاون مع ليبيا للحدّ من تدفق المهاجرين دونما كبير اهتمام بكيفية تحقيق ذلك.
وناشد واتارا أوروبا بأن تكون “أكثر انفتاحا” مع المهاجرين، قائلا إن “الهجرة القانونية ينبغي تشجيعها .. بل وأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول لأوروبا والأوروبيين أنهم لا ينبغي أن يخافوا، لأن الشباب الأفارقة يمكنهم أن يقدموا الكثير إلى الأوروبيين على نحو ما هو ظاهر في الموسيقى وكرة القدم والأنشطة الفنية.”
وكانت “سي إن إن” نشرت مقطعا مصورًا زعمت أنه لإحدى مزادات بيع الرقيق؛ وأبلغت الشبكة الأمريكية، السلطات الليبية بما توصلت إليه، فيما قدمت الأدلة التي حصلت عليها في هذا الصدد إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية. وتقول منظمة الأمم المتحدة إن أعداد المهاجرين داخل ليبيا تصل إلى 700 ألف مهاجر .