خاص صوت الهامش
السودان حريص علي إقامة علاقات وثيقة مع وكالات الاستخبارات الامريكية والاوروبية والعمل كمركز للعمليات الَتِي يقودها الغرب لمكافحة الاٍرهاب ضد تنظيم الدولة الاسلامية ، وغيرها من الجماعات الاسلامية المتطرفة ، في محاولة لتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروض عليه منذ عقود .
ونسبت صحيفة واشنطن تايمز اليوم في تصريحات من السفير السوداني لدي الولايات المتحدة معاوية عثمان خالد في مقابلة اجرته معه صحيفة واشنطن بوست بالسفارة السودانية إن بلاده سبق أن قدمت معلومات حيوية للولايات المتحدة وحلفائها ووكالات الاستخبارات بشأن أنشطة الدولة الاسلامية ( داعش ) في ليبيا ومصر ، الصومال ومناطق أخري في شمال وشرق أفريقيا .
وقال خالد أن السودان لديه تاريخ طويل في دعم دول داخل المنطقة وخارجها بعمليات عسكرية واستخباراتية وغيرها من العمليات . نظرا لما تتمتع به اجهزة الاستخبارات السودانية وأدوار قيادية في أجهزة الاستخبارات بشرق ووسط أفريقيا ، التنسيق في تنفيذ عمليات لمكافحة ” الاٍرهاب ” في جميع القارة مع نظرائهم الفرنسيين والإيطاليين والامريكيين .
واضاف خالد ان السودان سيُصبِح لاعباً إقليميا بالغ الأهمية في الجهود المبذولة للحد من تنظيم الدولة الاسلامية ، الذي يسعي الي التوسع في ليبيا والصومال والتحالف مع الحركات الإرهابية المحلية مثل بوكو حرام في نيجيريا ، إضافة إلي أن السودان يُعتبر شريكا وثيقاً للولايات المتحدة في مكافحة الاٍرهاب في جميع أنحاء العالم .
وقال السفير السوداني لدي الولايات المتحدة إن دور بلاده غير محدود ، ويمكن توسعيها في البعثات المختلفة ،مشيرًا إلي أن الخرطوم يمكنها زيادة دعمها علي الارض للقوات الأمريكية .
وأضافت الصحيفة أن وكالة أنباء فرانس برس نقلت هذا العام تصريحات لرئيس الاستخبارات في السودان أن بلاده لن تسمح كمحطة عبور لتنظيم الدولة الاسلامية المتنامية في ليبيا .
ورفض خالد التعليق ما إذا كانت حكومة بلاده ستفتح حدودها أمام القوات الأمريكية أو المخابرات الأمريكية مراكز لمكافحة الاٍرهاب . مضيفًا إن الاتصالات بين أجهزة الاستخبارات السودانية والأمريكية كانت مفتوحة في مجالات عدة .
وقالت صحيفة واشنطن تايمز إن توثيق التنسيق في جهود المخابرات ومكافحة الاٍرهاب التي تقودها الولايات المتحدة مع السودان ، والتي تصفها واشنطن بأنها دولة راعية للارهاب مع إيران وسوريا قد يكون جسراً بعيدا بالنسبة لإدارة اوباما .
ومع إستمرار تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) والحركات ” المتطرفة ” الآخري في أفريقيا في الإنتشار ، فإن الخرطوم تراهن علي المكاسب الاستراتيجية لها في المنطقة ستكون كافية لاقناع البيت الأبيض لتعديل تصنيف السودان من دولة راعية ” للارهاب ” .
ونشرت ( صوت الهامش ) من هذا الشهر الجاري أخطر تقرير سري عن نشاط داعش في دارفور يمكنك الاطلاع عليه هنا
العلاقات المتطرفة
وأضافت واشنطن تايمز أن لدي الخرطوم تاريخ طويل من العلاقات مع الجماعات الاسلامية المتطرفة بما في ذلك تنظيم القاعدة وحركة حماس ، وقدمت الملاذ الآمن لأسامة بن لادن وكذلك كبار أعضاء جماعات فلسطينية مدعومة من إيران ، قد يلقي بظلاله علي جهود السودان للإِنْضِمام إلي المجتمع الدولي .
والخرطوم أيضا لديها اتهامات من المحكمة الجناية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية مرتبطة بحملة وحشية في البلاد لقمع الجماعات المتمردة من البلاد في دارفور .
وأشارت الصحيفة علي الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة ، ألا أن هنالك مواطنيين سودانيين بارزين في صفوف الجماعات الإرهابية الرائدة ، وقال البنتاغون في الشهر الماضي ” أن غارة جوية أمريكية قتلت أبو اسعد السوداني ، المجند في تنظيم إسلامي في سوريا ، ويخططون لشن هجمات في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا .
يُشار إلي أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وضعت السودان في اللائحة الأمريكية للدول الراعية للارهاب في أغسطس 1993 عقب حرب الخليج وأن العقوبات الناتجة منعت أي استثمارات الولايات المتحدة فيه ، وأضرت بشدة علي الاقتصاد والبنية التحتية ، مما أدي إلي نقص كلير في المواد الغذائية والإمدادات الطبية وغيرها من الضروريات الاساسية .
وأضافت الصحيفة إن مطالبات السودان للكونغرس وإدارة أوباما برفع العقوبات عن أثر عليها صراع دارفور والحرب الأهلية مع الجنوب الَتِي انتهت في 2011 . لأكن حاجة الولايات المتحدة إلي حلفاء في الحرب المزدهرة مع الجماعات الإرهابية في المنطقة ربما تقنع إدارة أوباما إلي رفع العقوبات ضد السودان .
كما أوضحت الصحيفة أن القائم بالأعمال في السفارة الامريكية بالخرطوم بنجامين مويلنغ قال لوكالة السودان للأنباء في مقابلة معها الشهر الماضي إن البلدين لا يزالان يتحسسان طريقهما باتجاه المصالحة والتطبيق .
وأشار مويلنغ أن الولايات المتحدة تريد ان تكون لها علاقات مع السودان ، وأن تراه يعيش في سلام وإستقرار واذدهار ومندمج في المجتمع الدولي ويشارك في حلول الصراعات والمشاكل الإقليمية والدولية . ولا يوجد اختلاف بين البلدين بشأن النتائج التي يرغبان في الحصول عليها .
وأوضح القائم بالاعمال في السفارة الامريكية بالخرطوم مويلنغ أهم القضايا في العلاقا بين الولايات المتحدة والسودان هي صراعات دارفور والنيل الأرق وجنوب كردفان والحدود المطربة مع جنوب السودان .
وأضاف أن علي الخرطوم وقف الغارات الجوية ضد المناطق التي تسيطر عليها المتمردون في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان علي طول الحدود الجنوبية للبلاد ، وتسهيل وصول المساعدات الانسانية للمدنيين .
المصدر واشنطن تايمز