رحلت عن دارفور التي لم أنسها يوماً بسبب إجرام الكيزان و خطره على مستقبل السودان
ولربما أكتب يوماً عن تلك المشاعر الرهيبة التي تمَتلكني من البعد و طول الغياب، وأكتب عن أهل دارفور وجبل مرة الذي وُصِف بأنه أجمل بقاع الأرض كما قال عنه خليل اسماعيل لو شفت مرة جبل مرة يعاودك حنين طول السنين .
أن السفاح مستقوياً بتواطؤ الكون والعالم سيقْدِم على فَعلته الكيماوية الكبيرة ، وإنْ كانت البوادر قد بدأت حين جسَّ نبض العالم باستخدامه في دارفور السلاح الكيماوي .
ولما وقعت المجزرة الكيماوية كنت أحدِّق في صور أطفال دارفور أحفاد علي دينار وهم ممددون على الأرض، كنت أحدِّث نفسي أنكم حتى في الموت لكم رهبة لأعدائكم، تريدون أن تقولوا لهم إننا نائمون لا ميتون .
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألـفـيت كـل تـمـيـمـة لا تـنـفـع
صحيح أن ما يجمع النوم والموت إغماض عينين، لكن شتان بين إغماض عيون ضحايا مجزرة دارفور مع ابتسامة سخرية من إنسانية كيماوية، وإغماض عيون خصومها لحظة موتهم إذ تفر منها الحيوانات قبل البشر، وستطارد الإنسانية الكيماوية لعنات تلك الطفولة المددة إلى آخر صيحة ديك في هذا الزمان. نظرات الطفولة البريئة كبراءة مياه برَدى، نظرات حملان وادعة، لم تكن يوماً إلا ناشرة للعلم والثقافة والشعر والأدب والياسمين، يقابلها نظرات ذئابها وضباعها. قصفوها بالكيماوي السام، بعد أن عجزوا عن تقديم ابسط الاحتياجات اليها ، فقتلوها من بعيد .
رحل المئات من أطفال دافور ومعهم أخذوا كل ما تبقَّى من إنسانية هذا الكون، بصمتها وتواطئها مع الطاغية.
الآن أن المجرم استخدم المدية لأكثر من مائة مرة دون أن يلام أو يعاقب، ومايزال يكذب و يشكك باستخدامه الكيماوي، فالطيور على أشكالها تحكم وتتعاون.
دارفور التي هتفت منذ أول يوم في الحرب الغزرة التي يشنها النظام مدعومآ بمليشياته . لن نركع لغير الله وما لنا غيرك يا ألله، يخطىء من يظن أننا سنركع لطاغية جاهل، فأبناء دارفور قالوا كلمتهم، ولن يعودو عنها، وهم مُصِرون على العيش بحرية فوق الأرض أو تحتها، فكلاهما سيئان بالنسبة لهم، ما دام عدد أقاربهم وأحبائهم تحتها أصبح أكثر ممن هم فوقها.
لم يعد لديهم ما يخسروه دنيوياً وقد فقدو الأحبة، وفقدو البيوت بعد تدميرها، وفقدو كل ما يملكو، لكن ظل شيء واحد لم يستطيعوا انتزاعه من صدورهم.. إنها الحرية، والإصرار عليها، فذاك خارج مُكْنتهم، ولن يستطيعوا إليها سبيلاً، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُسعِد من رحلوا في مجزرة الكيماوي بادارفور وغيرها، هو إصرار على مواصلة طريق الحرية، طريق من قدم روحه من أجلها، مع غصَّة بكل تأكيد للفرقة والتشرذم الحاصل بالساحة .
همسة أخيرة في آذان أقارب وأحباب من رحل في مجزرة دارفور الكيماوية، لاتحزنوا، ولاتيأسوا فإن الله تبارك وتعالى أبقى للجزار وسدَنِته ما يسوؤهم، ذكرى الإبادة التي ستذكره باللعنة والإجرام مع كل عام، ليصطف مع القتلة والمجرمين .
أما أنتم وأبناؤكم وأحبابكم فسيخَلَّد ذكركم في الدنيا والآخرة، ويكفيكم فخراً وعزاً أن أبناءكم كانوا جسر الحرية لدارفور ولمن وراء دارفور.
تعليق واحد
التحيه والتجله لشهداء التغيير. والديموقراطيه والحريه والعدل والمساواه في ربوع بلادي كل الذين مهروا فجر الثوره بدماءهم وارواحهم يتقبلهم خالقهم في ملكوته بالرحمه والمغفره ويجزيهم حسن الجزاء ويجعل معاناتهم ودماءهم كفاره لذنوبهم
ندين القتل والتشريد وحرب.الاباده والتغيير الديموقرافي واحلا.سكان الدول لاراضي اهلنا بدارفور وندين كل الدول التي ساهمت بالصمت او التاييد او التمويل اباده شعبنا في النيل الازرق وجبال النوبه باستخدام الكيماوي والعنقوديه وكل الاسلحه الحرمه دوليا
نطالب بلجنه تحقيق دوليه للوقوف علي الاباده والترحيل القسري للسكان بحرق.القري وذلك باستخدام القنابل العنقوديه والاسلحه الكيماويه والبراميل المتفجره وحملات الجنجاويد للتطهير العرقي
نطالب بتوصيل الاغاثه والادويه والامصال وكل مستلزمات الحياه لاهلنا في معسكرات النزوح والمحاصرين في مناطق النزاع والكهوف والاحراش
نطالب بالعداله واخذ حقوق المسحقوين من ابناء شعبنا الذي قاوم في كل بقاع السودان
والقبض علي المجرمين الذين ساهموا في الاباده المنطمه لشعبنا المسالم في الهامش والمركز
تكوين لجنه دوليه للتحقق من الانتهاكات مطلب كل الاحرار.في العالم