ياسر احمد درنجك
عمليات القتل التي تجري في دارفور هي واحدة من حلقات الإبادة الجماعية المنظمة والممنهجة من استهداف للمجتمعات الزنجية الافريقية بواسطة الاوباش من الجنجويد التي تشكل القبائل العربية العمود الفقري لها . فان هذا المسلسل، لم ولن يتوقف وسوف يستمر انما يختلف باختلاف الوسائل والطرق المتبعة لإنجاز المهمة زمانياً ومكانياً. ما يحصل الان هو المرحلة الثانية لإنجاز مشروع الإبادة الجماعية والتغيير الديمغرافي في دارفور بإتباع ونهج الإبادة الجزئية القائمة علي كسر الإرادة والمروءة الشخصية والمعنوية للأفراد او الجماعات بإستخدام اليات الأذى المعنوي والاعاقة الجسدية ، الاغتصاب والقتل في مجموعات محدودة وإلحاق الاضرار بالحياة المعيشية والممتلكات الشخصية من سرقة ، نهب ورعي المواشي في مزارعهم تحت تهديد السلاح الممنوح لهم كجنجويد من المركز، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية ومعاملتهم كآنهم اقل قيمة من البشر ، لا يستحقون الحياة والاحترام والكرامة ، علاوة علي ذلك ممارسة التجويع.
لا يجب علينا الدهشة والاستغراب من الصمت والتجاهل الذي يغيّم علي مركز الحكم في الخرطوم وقادة هذه القوات المتدثرين بجلباب السلطة والحصانات ،او جل الشعب السوداني ،لانهم ينظرون الي دارفور بنظرة القريب بعيد النسب وليست بقعة جغرافية من السودان.
آن الثورة التي اتخذت من دارفور مسرحاً لعملياتها العسكرية وحجة لمطالبها ، قد منحت الشرعية لهؤلاء بتنفيذ مخططاتهم وإجراء عملياتهم الإجرامية. اما الذين ابتدعوا الثورة فاصبحوا قادة بلا قيادة يرزحون تحت انقاض الجهل المفاهيمي،مقلوب علي امرهم ، تائهون ،هائمون يحتمون بقبائلهم عندما يتعرضون للابتزاز من أصحاب الفكر والاهداف ،يبحثون عن امتيازاتهم الذاتية عندما يحاصرهم اليأس ويمنعهم من الوصول للغايات المبهمة. ( يا لها من حالة التوهان الفكري واللا هدف ).
وعليه يجب علي المجلسين السيادي والوزراء القيام بمسئولياتهم تجاه مواطنيهم في دارفور من حماية وصون كرامتهم المعرضة للفناء بشكلٍ يومي ، وترك حالة السحو المفرط والإهمال المتعمد وحالات الزوغان من عدم الاصغاء لأصوات المكلومين من بني شعبهم . والاهتمام بالباحثين عن المحصصات ونسيان أصحاب الوجع والمهانة.