أشرنا في كتابات سابقة عن ضرورة ان لا يتم إستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية بحتة بوعي او دونه لان هذا الامر يؤدي إلى نتيجة واحده فهي تشويه الدين، و الدين لا يحتمل الكذب والتسويف بينما في السياسة الغاية تبرر الوسيلة، لكن يبدو ان هذه الظاهرة الخبيثة في تمادي مما اصبحت مصدر قلق عميق لاننا نعلم مدى قوة الدين في التغلغل في أفكار ومعتقدات الشعوب، لكن بالرغم من ذلك اراد البعض إستخدام هذه القوة لتمرير اجندتها السياسية عبر حركات شيطانية منها لتحقيق اهداف قد لا يعلمون مدى اثرها في المستقبل لان ما يهمهم في الأمر مصالحهم الذاتية فهم لا يعون ان الدين بحدّ ذاته لا يسعى إلى تحقيق الأهداف السياسية التي يسعون لها لصالح أيّ طرف كان، سواء دولة أو مؤسسة أو حركة سياسية أو أفراد فهم يسوقون الدين بأشكاله المؤطرة سياسيًا، للتأثير على الغالبية العظمى من الناس، لا سيّما العاديين والبسيطين منهم، من أجل تحقيق الاستفادة القصوى الممكنة لاغراضهم الذاتية مما ساهم بعضهم اذ لم يكن معظمهم في تأزيم الوضع في السودان، وهنا نشير إلى الأنبياء الكذبة الذين وضعوا انفسهم دون غيرهم اوصيا على الكنيسة الإنجيلية او كما يسمونها “الطائفة الإنجيلية” في السودان فهم في حقيقة الأمر قادة وقساوسه ساعدو في تدهور اوضاع الكنائس في السودان لا لشئ سوى حبهم للمصلحة الذاتية دون الإكتراث لخطورة مايفعلونه.
انا شخصياً كنت اتسأل في السابق ما الذي حدث لهؤلاء القساوسة ومن نعتبرهم قدوتنا؟ لكن لم اجد اجابة شافية لهذا السؤال لكن كان يرد في ذهني اجابة لهذا السؤال الذي يراودني يبدو انها اجابة خاطئة قد زرعت في الكثيرين زوراً فهي محاولة للإجابة على السؤال الذي يراودني، ان الخدام “المصريين” هم الذين ساعدو في انشقاق وضياع بعض الاراضي التابعة للكنائس في السودان وساهموا في إنشقاقها الي حين وصول الأشقاء الجنوبيين ومشاركتهم في جزء بسيط منها لكن هذا الحديث الشائع خاطئ فالعهد المصري مروراً بعهد الاخوة الخدام الجنوبيين لم تصل نسبة فساد الكنائس لهذا الحد الذي وصل اليه بعض الخدام الحاليين فعصر الخدام الحالي ان جار علينا تسميته يمكن تسميته بعهد “الخدام المصلحيين” بالطبع ليسوا جميعهم فقط لان هنالك فرق كبير بين العهد المصري الذي ترك ممتلكات للكنائس وهنا نستدل بالكنيسة الانجيلية وعهد الخدام السودانيين اصحاب الفلسفه العمياء، فالفرق يكمن في تلك الممتلكات فهي مربط الفرس لانها مواقع إستراتيجية واضحة في جميع انحاء السودان لكن تمت سرقتها في لمحة بصر فعلي سبيل المثال لا الحصر الكنيسة الانجيلية بالخرطوم وماحولها من عقارات ومدارس تفيد تقارير انها تحت الادارة المصرية فهي وهبت اليهم من قبل الارساليه الامريكية لكن هل تم الحفاظ عليها وبنفس الصوره القديمة؟، مكاتب الطائفه الانجيليه بالخرطوم جوار محطة ابو جنزير سابقا تبلغ مساحتها غرابه الـ10 الف متر مربع السؤال ماهو مصيرها هل تم الحفاظ عليها وهل المنفعه تعود للخدام ام لمصلحه افراد بعينهم؟، الكنيسة الانجيليه ببحري وماحولها من ممتلكات تفوق حد الخيال تبلغ مساحتها 10 الف متر مربع تقريبا منها من تم استثماره ومنها لا نعلم اين اختفي واين ضاع عائدها او جزء من اراضيها؟ المدرسة الانجيليه ببحري وكليه النيل اللاهوتية وهذه قصة اخرى لها مالاتها وتفاصيلها الغريبة لا نريد الخوض فيها الان، لان قصتها عجيبة فيها نوع من الدراما الإنتهازية فليس هنالك من يعلم اين وكيف تم استثمارها وماهو الدخل والعائد الذي تستفيد منه الكنيسة؟ الكنيسة الانجيلية بأمدرمان وماحولها من مركز للسيدات والمدرسه التجارية ومركز للاطفال المشردين ومنزل للخادم ومنزل للشباب ايضا تبلغ مساحتها 10 الف متر مربع تقريباً من يعلم بتفاصيلها، اما من الجهه الموازيه قبالة شارع الرئيسى توجد المدرسه الانجيليه الصباحية والمسائية والمنازل المتاخمة لها منها ما تم استثماره ومنها ماتم بيعه في الخفاء فليس هنالك من يعلم بتفاصيلها، وللولايات بقية قصص لا نريد الخوض فيها حالياً خاصة ولاية الجزيرة، ولاية نهر النيل، ولاية القضارف، ولاية شمال كردفان، ولاية النيل الأبيض وغيرها، لكننا سنركز على بعض الخدام الحاليين الذين هم الان علي مكاتب الطائفه (الكنيسة الإنجيلية) الذين حافظوا بنسبه لا تزيد عن 10% فقط على ممتلكات الكنيسة وهي ادني نسبة من سبقوهم اما بقية النسبة كانت تذهب لصالح جيوبهم وبطونهم فهم الان يعيشون في رفاهيه مطلقة لا يعيشها الا وزراء في عهد حكومة الإنقاذ الحالية وهم يحملون رتب قساوسة انجيلين وهؤلاء كانوا في السابق يتشاركون الوجبه الواحده اما الان فحدث ولا حرج يمتلكون افخم العربات واخر الموديلات ويدعون انهم قساوسة بالله عليكم الا تستحون من هذه الكلمة “قساوسة”؟
عزيزي القارئ لا تندهش من ما نورده في هذه السطور لان القادم ربما يدهشك بأفعال هؤلاء القساوسة الذين تعتبرهم انت قدوتك نحن نعرف التفاصيل وكيف تمت برمجتهم لتدمير الكنيسة بالسودان وهم الان يعيشون في رفاهيه مطلقه ولا يكترثون لشئون الكنائس كثيراً بل يهتمون بمصالحهم وحساباتهم بالبنوك وسيارتهم الفارهه وكيف سيصبحون اثرياء متناسيين العدالة السماوية.
ولان الأمر هنا يتعلق بمجلس الطائفه الانجيليه بقياده (حمد محمد صالح) الرجل الذي ساهم في كل عقد تم ابرامه ضد الكنيسة الإنجيلية في جميع هذه المواقع التي ذكرت بعض منها سابقاً ومعه من زرعوا للاطاحه بالكنيسة من جزورها ببطئ بتعاون كل من ( فيلب عبدالمسيح وانجلو الملكي ويوسف مطر) الذين يتنكرون الان كل ما هو واضح من انتهاكات لحقوق المسيحيين في السودان وإضطهادهم وهم يرددون مع جلاديهم بان السودان يحترم الحريات الدينية فهم يعلمون علم اليقين بان المسيحية في ظل هذه الحكومة في خطر ومع ذلك ينكرون هدم الكنائس في السودان ويرددون عبارات مع حكومة الظلم، لاتوجد انتهاكات في السودان.
يبدون ان بعض الاعضاء في الكنيسة الإنجيلية غير فاهمين لما يجري داخل طائفتهم فهم اما مؤمنين تابعين بالوراثة أو التعود، لان ليس هنالك من يتحدث عن ما يقوم به هؤلاء القساوسة من سلوك غير اخلاقي من إقامة علاقات خارج إطار الكنيسة مثلاً فهو عرف متبع في جميع الكنائس!!! لكنهم يفعلون اسوا من ذلك وعن إستثمارات شخصية ضخمة من أموال الكنائس ولا احد يقول لهم من اين لكم هذا بالرغم انه ليس هنالك مقارنة مع رصفائهم القساوسة الذين لايمتلكون “حق المواصلات”، كنت اتمنى ان يكتب بعض اعضاء الكنيسة حتى ولو مقال يحث فيه هؤلاء القساوسة الخارجون عن دائرة الإيمان بالاخلاص حسب الكتاب المقدس لكن يبدو ان قادة هذه الطائفة بعد ان امتلكوا سلطة رمزية يقمعون اي صوت يشعرون بانه قد يأزي مصالحهم الذاتية واخراسه او ابعاده بطرق ملتوية، وهنا اتذكر قصة القس (عمر علي جابر) الذي غضب ربما لسبب بعض ممارسات وخباثة بعض قادة هذه الطائفة وخرج مرتداً من الدين المسيحي بسبب تضارب مصالح القادة حتى الان لم يعرف احد حقيقة قصة هذا الرجل بالرغم من الشائعات التي لم تثبت حقيقتها، هل هي بسبب تضارب مصالح؟ ام ممارسات غير اخلاقية؟ ام انه كان مصدر معلومة للاجهزة الامنية؟ كلها استفهامات لم توضح لنا الكنيسة الإنجيلية حقيقة هذا الرجل لكن كل شيئ وارد في عصر تضارب مصالح بعض قادة الطائفة الانجيلية فالامر مسكوت عنه، لكن البحث عن الحقيقة سيكشف لنا الكثير بالتفاصيل في الفترة المقبلة ولنا لقاء.