عبد المنعم سليمان
هل تعرفون الأستاذة الشابة ” أسيل عبده” ؟ ولمن لم يسمع باسمها من قبل هي : ناشطة اختارت العمل من أجل أطفال بلادنا .. وكرّست وقتها لمحاربة جريمة ختان الاناث ، وهي ناشطة في مجال حقوق الاطفال .. وشخصياً اعترف بانني لم أتشرف بالتعرف عليها من قبل ولكن صديق أثق به أتصل بي من الخرطوم قائلاً انه تم إعتقالها اليوم من السوق الشعبي بأمدرمان ، وانها أعتقلت حين كانت تود الذهاب إلى دارفور – ليس للتوعية السياسية التي يخشونها – بل لتوعية الأسر من مخاطر ختان الصغيرات!
بالطبع لم ولن يعجب عمل الناشطة المحترمة “أسيل” أعداء الطفولة والإنسانية من الشواذ والمنحرفين وجهاز أمنهم فتم إعتقالها وهي تستعد للسفر بالبص وأخذها إلى جهة غير معلومة!
هكذا يتم تدمير مستقبل البلاد كما حاضرها بواسطة الشواذ والمنحرفين من “الإسلاميين” .. وهكذا يتم تحويلنا بطريقة ممنهجة إلى أمة حقيرة وتافهة ومنكسرة بإستهداف الأجيال القادمة في بلادنا.. حيث يتم تلقين الأطفال مناهج شيوخ قوم “لوط” .. وحشو عقولهم وأفئدتهم بالبذاءة ودروس الجماع والوطء والفرج والدبر .. وكأنما هذا الدين تنزّل لمخاطبة السرير وليس للضمير !
كل هذه الأساليب الخسيسة تتم بصورة ممنهجة .. وبتعاليم مشروعهم “الحضاري” الذي خرج من الدبر وإنتهي بالدبر! وهكذا هم دائماً : نهمون لكل ما هو قبيح .. لم يكتفوا بتدمير الحياة السياسية والثقافية والإجتماعية في بلادنا بل ذهبوا إلى تشويه الأعضاء التناسلية – يا للبؤس – كل ذلك من أجل إستنساخ نوعيات رديئة من البشر على شاكلتهم .. نوعيات هزيلة ومنخورة من فوقها ومن “تحتها” حتى يضمنوا استمرار حكمهم ، حتى لو أدى ذلك إلى إرجاع عجلة التاريخ للوراء ، وإرجاعنا إلى العصور السحيقة التي تؤأد الطفلة وتجعل أمه الموؤدة تسأل بأي ذنب قتلت ؟
وكما قلت من قبل أكرر الآن : لا توجد أمة في هذا الكون الكبير أنتهك شرفها بهذا الشكل السافر.. ولا يوجد شعب صبر على هذا النوع من المخازي والمكاره الذي تنوء عن حمله شعوب الأرض مجتمعة كما صبرنا ؟ فهل نجح مشروعهم الشرير وتم تحويلنا إلى أمة فردية أنانية ؟ أمة لا تحس بالجوع إلا عندما يصل بطونها .. ولا بالإغتصاب إلا حين ينتهك فرجها .. ولا تشعر بالحرب إلا عندما تصل إلى مدنها ، ولا تنتبه للخراب إلا عندما يضرب بيوتها ، ولا بالاعتقال إلا عندما يعتقل عزيز لديها ؟! أرجو ألا نكون قد إنزلقنا إلى هذا المنزلق البئيس .. حقيقة أرجو ذلك من قلبي .
إلى البطلة أسيل : أنت أقوى منهم ، وأنقى منهم وأكثر وطنية منهم ، والعنف الذي يمارس ضدك وأمثالك من الشرفاء والشريفات إنما يمثل تعبيراً عن الضعف والجبن والخزي والعار الذي يعشعش في قلوبهم .. ونحن نحبك جداً ، وكذلك أطفالنا.
أرجو من القراء الإهتمام بهذا المنشور و”تشييره” وتوزيعه لكل من يهمهم الأمر ، تضامناً مع البطلة “أسيل” ، ومن أجل مستقبل أفضل لبلادنا وأطفالنا .