لندن _ صوت الهامش
نشرت القناة البريطانية الرابعة تقريراً عن التحول الذي طرأ على المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في السودان على مر الشهرين الماضيين فقد اختبرت العاصمة الخرطوم ما عانت منه مدينة دارفور سابقاً إذ أنّ هذا النظام قادر على كل شيء.
وفي تقرير للصحافية يسرا الباقر أفادت أنه تم قتل المئات من المتظاهرين وعزلهم وضربهم ونهبهم واغتصابهم. وتظهر صور كيف وضعت حجار مع جثث الأشخاص المعدومين ورميت في نهر النيل ولا تزال عملية استرجاع الجث المتعفنة جارية.
وقالت “هذا ما جنته يدا قوات التدخل السريع السيئة السمعة”.
وأضافت مراسلة القناة أنّ اللاعبين الأساسيين الذين ساهمو في تمكينهم من السلطة هم الاتحاد الأوروبي والدول الاقليمية القمعية. يقود محمد حمدان دقلو – المعروف أيضاً باسم حميدتي – قوات الدعم السريع وهو نائب رئيس العسكري الانتقالي والدكتاتور الجديد في السودان.
وقدالتقت يسرا بمسؤول استخباراتي سابق منشق قال بدوره أنّ الاستخبارات شكلت قوات الدعم السريع لحماية النظام تحسباً من ثورة الشعب. كانت هذه القوات تعرف سابقاً بالجنجويد وقد ارتكبت إبادات في دارفور مردية ما يفوق الـ 400,000.
ولما كان السودان تقع في مكان استراتيجي للغاية فهو بالقرب من اليمن حيث اندلع الحرب الاقليمية في العام 2015 ووسط أهم الطرقات التي يلجأ إليها المهاجرون القاصدون أوروبا، استغل حميدني الأمر ليوسع أجندة قوات التدخل.
ومع بدء أزمة المهاجرين هلع الاتحاد الأوروبي فأرسل الملايين للدول الأفريقية في محاولة لوضع حد للأمر. أراد حميدتي القليل من ذلك لذا استخدم ميليشياته ليلقي القبض على المهاجرين قبل الوصول إلى البحر المتوسط بل وذهب أبعد من ذلك بتهديد الاتحاد الأوروبي بالقوات المنتشرة بالصحراء وقوامها أكثر من 23,000 جندياً ما لم تحد من الهجرة غير الشرعية وتعترف بالجهود السودانية المبذولة في هذا الشأن.
وكان فيل كوكس العامل لصالح القناة البريطانية الرابعة قد اعتقل في العام 2017 عندما توجه إلى هناك للتحقيق في ما إذا كانت أموال الاتحاد الأوروبي تنتهي بيد الدعم السريع. ثم التقى كوكس بحميدتي الذي اعترف أنّ له علاقات طيبة مع الاتحاد. يصف كوكس حميدتي بالرجل الذكي الذي يجيد الاستفادة من الأشخاص المحيطين به.
وحسب المسؤول الاستخباراتي السابق فإن قوات الدعم السريع حصلت على الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي لكن رفضت مزاعم التدريب.
إلا أنّ المفوضية الأوروبية صرحت أن قوات الدعم السريع لا يستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من تمويل الاتحاد الأوروبي والأمر ينطبق على المجلس العسكري الانتقالي والحكومة السودانية. وشددت المفوضية أنّ أي اقتراحات أخرى هي خاطئة ومضللة.
وأشار التقرب أن أطراف أخرى تؤدي دوراً مباشراً أكثر في السودان فالإمارات والسعودية يدعمان حميدتي لأن الآلاف من قواته يقاتلون لأجلهما في اليمن لقاء المال، ومن بينهم مئات الأطفال والمراهقين.
وختم التقرير بأن حميدتي الفتى القروي غير المتعلم قد أصبح الآن الرجل الأول في السلطة.