بقلم : احمد محمود عثمان
عندما استفحلت جرائم الجنرال البشير وارتقت الي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية التي اهلكت الزرع والضرع بدارفور ، اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة ايقاف بحقه كأخطر أعداء الانسانية في القرن الواحد والعشرين ، فأنفق المليارات من الجنيهات المقتطعة من قوت وصحة الشعب وقتذاك لاقامة حفلات رقص وطرب رئاسية اهتزت فيها العصي والأصلاب والدقون بسد مروي كرد للمذكرة الصادرة بحقه استنكارا واستهجانا ، حيث ردد في هستيرية جنونية في خطابه الجماهيري الممجوج: الرد ..الرد .. والهتيفية من خلفه : السد ..السد إإ
وكأن بناء السدود والكباري تكفر ما اقترفت يداه من جرائمه ضد انسان دارفور والسودان ، كما اعقبوها بهجيج باذخ بالفاشر التي أرغم مواطنوها لحضورها دون ان يدركوا لها معني منطقيا سوي ملئ الشاشات واظهار البشير في صورة الرئيس الصالح المحبوب لدي شعبه وهو ما سعي له جاهدا اخوه في اللهو/ محمد يوسف كبر والي الفاشر السابق المجرم هو الآخر الذي ظل يتحري الكذب حتي عرف عند الشعب كذابا ، فطفق يردد بغضب مصطنع يومذاك : كداب .. والله وليد مره كداااب .. في اشارة منه الي ان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السابق / لويس مورينو اوكامبو يكذب في ادعائاته بحدوث التطهير العرقي بدارفور الذي لطالما حاولوا اخفائه عن عيون الاسرة الدولية ، بينما توعد كبيرهم الامم المتحدة وتحداها بوضعها تحت <جزمته> وما الي ذلك ، فانتهت الاحتفالات والجنائية لم تتنازل .
*لم يستحي هؤلاء من اقامة حفلات رقص بمناسبات يفترض بها ان تشق لها الجيوب وتلطم لها الخدود كانشطار الشق الجنوبي للبلاد واغتيال ابي الهامش السوداني/ الدكتور خليل ابرهيم ، الا انهم استقبلوا الحدثين بابتهاج وهجيج منقطع النظير فانقضت الحفلة ورثاهما التاريخ والوطن .
* بل لم يفتهم حتي الاحتفال بانتهاء امد اتفاقية الدوحة التي لم تجني غير المزيد من معاناة المواطن ، اذ شهدت مدينة الفاشر احتفالات بازخة الشهر الفائت بمناسبة انتهاء السلطة الاقليمية لدارفور التي حاولت من خلالها عصابة المؤتمر الوطني وبعض تجار الحروب طمر قضية اهل الاقليم المكلومين ، وليتهم اقاموا مكانها المآتم لضحايا الكيماوي البشع هناك ، ففي الوقت الذي يتراقص فيه البشير وديبي ابتهاجا ظلت طفلة دارفور تئن من اوجاع افرازات القصف الكيماوي ، وانتهت الرقصة وبقيت مأساة انسان الاقليم قائمة
*حينما اطبق الشعب الخناق عليهم في هبة سبتمبر واوشك الشعب ان يقتلعهم من جذورهم ن طفقوا يتلمسون طرقا تنأي بهم بعيدا عن غضبة الشعب الفائر ، فتوصلت عباقرتهم الي فكرة اسموها <الحوار الوطني> تلك الوثبة التي.<فاجأنا> بها الرئيس ، ظلت منبرا للونسات والترهات السياسية السودانية صرفت فيها المليارات من اموال الشعب الجائع طوال السنتين ، ليحين موعد اختتامها بحفلة رقص صاخبة نهار الثلاثاء الحادية عشر من الشهر الجاري .
يتهيئ للناظر لتلكم الاحتفالات ان السودان قد توصل الي رفع المجاعة والمعاناة وكل خوازيق المؤتمر الوطني والي الابد ، لكن ما ان يلقي بنظرة الي الواقع الذي وصل اليه السودان ن سيدرك فورا ان حكومتنا ليست اكثر من فرقة مراسم احتفالات ورقص بامتياز .
* كسرة : طبعا الرقصات دي كلها لله إإإ