محمد عبد الله برقاوي ..
لبست مجموعة من سيدات السودان الخارجات من رحم إنقلاب الجبهة الإسلامية الثياب الحمراء الفاقعة وتوجهن بالطبع ليس لقاعة الصداقة التي إتشحت بذات اللون الأحمر وهي تضم إنعقاد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني .. ولا ليشاركن في جلسة ظار العزة والكرامة الأفريقية التي تخضبت بذلك اللون القاني في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا !
بل توجهن على جناح الطائر المغبون يمسحن الدموع التي سالت غزيرة من خدودهن الأسيلة حزناً على محاولة الإنقلاب على ديمقراطية تركيا التي تقصدها الجيش بسوء النية ذاتها التي كانت حسنة في العام 1989 حينما سطت جبهتهن وعسكرها على ديمقراطية السودان ..!
ولكن تلك الدموع سرعان ما تحولت الى بسمات في العيون التي شعت فرحاً على نجاة ديقراطية السيد أوردغان وهو الذي سعى بظلفه لتقويضها غير مرة من خلال تكريس حكم الفرد .. فطارت نساء الثياب الحمراء ( لون العلم التركي ) يحملن باقات الزهور لتهنئة الزعيم الناجي من الإنقلاب الآثم الذي لا يشبه انقلاب الإنقاذ في شيء لان الأول كما قال محمد نافع فتى الإنقاذ بن عميد الديمقراطية الحقة و نظيف اللسان .. وصاحب نظرية لحس الكوع يريد أن يعيد تركيا الى عهد الظلمات بينما الثاني قد أخرج السودان الى عالم النور والفضيلة !
طيب ربما تفوز غداً السيدة هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية بمنصب الرئاسة الأمريكية وهو نصر لوتحقق يحسب لبنات حواء في كل مكان .. فهل ستركب نساء الكيزان ( حمارا ) بإعتباره شعار الحزب الديمقراطي ويذهبن لتهنئة الرئيسة المنتخبة .. أم أن ديمقراطية دول الإستكبار هي رجس من عمل الكفار لايشبه ديمقراطية ارودغان التي حاول أن يتخطفها غربان غطرسته من بين يدي بلاده الجميلة بعد أن بدأ في إعداد نفسه ليصبح من جديد سلطانا لخلافة كيزانية جديدة تعيد النساء الى
( الحرملك الخلفي للقصر )
وهي أيضا ليست كديمقراطية المؤتمر الوطني التي جاءت بها اليه دبابات الحركة الإسلامية فالبست السودان ثوب الحداد طويلاًعلى ديمقراطية شعبه المسروقة !
والحقيقة العتب على نساء تركيا غير الوفيات .. واللائي لم يبادرن بتقديم السبت لينلن شرف هذا الأحد .. فبخلن بزيارة السودان لتهنئته رئيسا وحكومة وأمنا على فشل إنتفاضة سبتمبر 2013 التي استهدفت ديمقراطية الحزب الحاكم بذات العقلية الأردوغانية مع الفوارق في نوعية الرافعة العلمانية إقتصاديا وديمقراطيا عبر دستور متوافق عليه بين قطاعات كل الأمة وليس من خلال الفكرة الإسلاماواية وحدها وقد أوصل بلاده بتلك الموازنة الى مصاف الدول الكبيرة ..!
وبين جرافات الهدم الإنقاذية التي دفنت في حفرة الفشل العنيد سودانا كان يملك أكثر من مقومات النهضة التركية التي كانت ستجعل منه وطناً يخطر حذوك النعل بالنعل مع الكبار وباقل التكاليف لو أنها وظفت في المكان الصحيح ..!
وساعتها حق لنساء الكيزان أن يزغردن داخل بلادهن ولا حاجة لوعثاء السفر لحضور فرح الآخرين ولو كانوا من ذوي القربى التنظيمية !
bargawibargawi@yahoo.com