نظام الإنقاذ فقد مبررات بقائه
على جماهير الشعب السوداني الإصطفاف من أجل إقتلاعه
منذ سطوه علي السلطة في ليلة الثلاثين من يونيو عام 1989م، وعلى مدى أكثر من نصف قرنٍ من الزمان، ظل وطننا الحبيب وشعبه يُعانون من فداحة حكم نظام الإنقاذ وجنون قادته، فأذاق العباد والبلاد صنوفاً من القهر والعذاب، فتفشى الفساد وإنهار الإقتصاد بصورةٍ غير مسبوقة وسُفكت الدماء في كل أرجاء الوطن، ومُزِّق النسيح الإجتماعي، ليتوج النظام جرائمه بإرتكاب جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في إقليم دارفور، فأُحرق عشرات الآلاف من القرى وترملت النساء ويُتِّم الأطفال وأُغتصبت النساء بواسطة مليشيات البشير، وأُجبر الشباب على الهجرة خارج الوطن بحثاً عن ملجأ آمنٍ، لتشهد البلاد أكبر وجود لللاجئين والنازحين في تاريخها.
جماهير الشعب السوداني الصابر الصامد، لقد طفح الكيل ونفذ الصبر وبلغ السيل الزبى ليصل الظلم إلى منتهاه، ويصبح إسقاط هذا النظام واجباً وطنياً مُلحاً، فلتلتحم صفوفنا حتى نُشيِّعه إلي مزبلة التاريخ غيرُ مأسوفٍ عليه. إن إرادة الشعوب لا تقهرها دكتاتورية النظام ولا زنازينه ولا مليشياته ولا كلابه الأمنية، إن الإرادة الوطنية الحقة هي أقوي من كل أسلحة النظام وجبروت أعوانه.
لقد درج النظام الدكتاتوري على تغطية فشله بإفتعال حدثٍ يشغل به الرأي العام ثم يُبرره بحدثٍ آخر ليُطفئ ثورة غضب الجماهير حتى لا تثور عليه وتُسقطه. علينا أن نتذكر جيداً أن سوء الحال الذي يُعيشه الشعب السوداني اليوم هو نتاج لتراكم خطايا النظام وآثامه منذ غدره بالنظام الديمقراطي الذي كان قائماً بإرادة الشعب السوداني وخياراته، ولا سبيل لإبتسار سوء النظام فقط في موضوع أسعار الدواء والإجراءات الإقتصادية التي أدت إلى إرتفاع الأسعار بصورةٍ جنونيةٍ، فهو السبب الأساسي في فصل الجنوب وفي قتل ضحايا سبتمبر وفي إبادة الأهل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق وسبب أساسي في تدمير مشروع الجزيرة وتردي قيمة الجنيه السوداني. وعلينا أيضاً أن نتذكر جيداً أن بقاء النظام في سدة السلطة هي الأزمة الحقيقىة التي أُبتليت بها البلاد، وأن كل الأزمات التي تُعاني منها جماهير شعبنا الأبي اليوم هي مجرد آثار جانبية لثمن بقاء نظام الإنقاذ في السلطة، ولذا فإن إسقاطه هو من أوجب الواجبات الوطنية ولا ينبغي أن يعلو صوتٌ فوق مطلب إزاحته من السلطة.
إن حركة جيش تحرير السودان تدعو جماهير الشعب السوداني والأحزاب السياسية والقوي الثورية المسلحة ومنظمات المجتمع المدني والناشطيين للإصطفاف صفاً واحداً من أجل إسقاط نظام الإبادة الجماعية، سواء بالوسائل السلمية التي تتمثل في الإنتفاضة الشعبية والإعتصام أو سواء بالوسائل العسكرية، وتُؤكد الحركة وقوفها مع الشعب السوداني وإرادته الصامدة من أجل التغيير المنشود وإنتشال البلاد من الهوة الساحقة التي تردت فيها جرّاء سياسات نظام الإنقاذ الدموي الفاسد الفاشي.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وعاجل الشفاء لجرحانا البواسل
والحرية لأسرانا في سجون نظام
محمد حسن هارون
الناطق الرسمي للحركة
26/11/2016 م.