أحمد المهدي
حركة جيش تحرير السودان ومنذ انطلاقتها في العام 2002 بحمل لواء الثورة وإعلانها تصديها
للظلم والاستبداد عبر الكفاح المسلح شهدت عبر تاريخها النضالي الطويل العديد من المحطات
التي أدت إلى انشقاقات متعددة بالحركة أبرزها واقعة مؤتمر حسكنيتة في العام 2005 وما
ترتب عليه من وقائع انقسام الحركة إلى فصيلين ثم توالت بعد ذلك انقسامات وانشقاقات أخرى
منها ماهو ذات طموحات شخصية واطماع شخصية لبعض القادة ومنه ماهو لأسباب موضوعية بخصوص
الأمور التنظيمية والإدارية للحركة كواقعة تكوين حركة جيش تحرير السودان – المجلس
الانتقالي في العام 2013 وهو تيار ثوري إصلاحي يطرح رؤية حركة جيش تحرير السودان مع
تحديث وتطوير إدارة الحركة بما يمكنها من الاضطلاع بمشروع التحرير وقد تم تكوينها بنظام
تأسيسي قوى وشامل للجميع وذات أهداف سامية ومن أهدافها مثلاً ما تتضمنته المادة (8) من
نظامها الأساسي التي تنص على ( بناء السودان التي تكون فيها المواطنة كأساس لنيل الحقوق
وأداء الواجبات، هذا الهدف يقوم على مبدأ التغيير الشامل لكل الأفكار والمفاهيم
التقليدية وبنية المؤسسات الخاطئة، لنقل المجتمعات السودانية من مرحلة الاستبداد إلى
مرحلة الديمقراطية الليبرالية ومن التبعية إلى الاستقلال متجاوزا منظور تجديد وتحديث
بشروط قديمة وهو مفهوم يقوم على المبادئ من بينها الحرية، الإعتماد على العقل،
العدالة، حقوق الإنسان، التعايش السلمي وقبول الآخر.) وسمي بالمجلس الانتقالي لأن
مؤسساتها أنتقالية، تم تكوينها لنقل الحركة إلى المؤتمر العام وتطرح الحركة فكرة الدولة
العلمانية الفيدرالية التي تتوفر فيها العدالة والمساواة بين جميع مكونات الشعب بتثبيت
مبدأ المساواة بين الناس دون النظر إلى انتماءاتهم طالما لا تتعارض مع القانون. خاضت
الحركة العديد من المعارك ضد النظام البائد من أشهرها معركة الكرامة في 2017 التي
استشهد فيها عدداً من شهداء الحركة بينهم الشهيد محمد عبد السلام طرادة رئيس هيئة
الأركان والشهيد صالح عبدالرحمن تبن نائب رئيس الهيئة وأسر فيها الرئيس السابق للحركة
والقائد العام الجنرال نمر محمد عبد الرحمن.
تسلم الدكتور الهادي إدريس يحى رئيس الحركة ورئيس الجبهة الثورية السودانية (الحالي)
رئاسة الحركة في ظروف صعبة وبالغة التأثير عقب معركة الكرامة واستطاع بحنكته وحصافته
وأسلوبه المتفرد في الإدارة في أن ينقل الحركة إلى محطات أرحب، وبما أن المجلس
الانتقالي ظل مفتوحا على الدوام لكل الذين يؤمنون بفكرة تحديث وإصلاح برامج حركة جيش
تحرير السودان وجدت برامج واطروحات حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي تجاوبأ
كبيرإ من الكثير من الحركات والفصائل الآخرى التي قامت بالاندماج مع الحركة والعمل معا
تحت مظلة المجلس الانتقالي مثل حركة جيش تحرير السودان قيادة الدكتور صالح آدم إسحاق
وهي حركة تسيطر على أجزاء واسعة من شمال دارفور خاصة شمال مليط وبعض مناطق شرق دارفور
وأيضاً حركة الريف السوداني للتنمية وهي حركة مدنية تضم بين طياتها العديد من المثقفين
وحملة الشهادات العليا وخبراء في شتى المجالات، وكذلك جبهة القوى الثورية برئاسة صلاح
محمد عبدالرحمن (ابو السرة) ومجموعة القائد صلاح آدم (رصاص) وغيرها من الأجسام التي
انضمت إلى المجلس الانتقالي في وحده اندماجية والتي ترتبت عليها ترجيح موازين القوى على
الأرض لصالح المجلس الانتقالي من باقي مكونات الكفاح المسلح. خاصة وأن الحركة في طريقها
للتحول إلى حزب مدني بعد انتفاء الأسباب التي لم تكن هناك وسيلة أخرى لمعالجتها من دون
حمل السلاح.
تمتاز حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادات شابة مستنيرة أكفاء والدكتور
الهادي إدريس يحى رئيس الحركة يعتبر أقرب إلى جيل الشباب وهو سياسى حصيف وأكاديمي بارز
معروف لدى الأوساط الاكاديمية الأفريقية، تخرج بمرتبة الشرف وبتفوف من كلية الاقتصاد
والعلوم السياسية من جامعة الخرطوم وحاز على الماجستير والدكتوراه من يوغندا وكينيا
وعين مدرسا في عدد من الجامعات الأفريقية المرموقة.
يمتاز الدكتور الهادي إدريس يحى بالكارزيما القيادية واسلوب إداري متفرد وفكر مستنير
والتعامل بمحكمة مع اهلك الظروف والصبر والجلد، إستطاع أن يقود بها الجبهة الثورية
السودانية بكل تناقضاتها وفي ظروف بالغة التعقيد لتحقيق حلم السلام الذي صار واقعاً
ملموساً ومعاشا، وأيضاً يحمل في جعبته الكثير من الحلول لاشكالات السودان المستعصية
وإخراج البلاد إلى بر الأمان عبر رؤية ومشروع حركة جيش تحرير السودان – المجلس
الانتقالي المتكامل في مقبل الأيام. لذلك الغالبية العظمى من الشعب السوداني السوداني
وضعت رهانها على المجلس الانتقالي بأعتباره المنقذ للبلاد والمعالج لكل الأزمات
والاشكالات التي تحيق بالوطن.