الخرطوم – صوت الهامش
أطلقت حركة جيش تحرير السُودان،التي يقودها المحامي عبدالواحد نور مبادرة لنقل التفاوض حول ملف السلام للداخل بدلاً من عاصمة دولة جنوب السُودان مدينة “جوبا”،وتأتي مُبادرة عبدالواحد بعيد توصل الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية،على إتفاق إطاري تضمن ملفات التفاوض الرئيسية.
وظل عبدالواحد نور وهو محامي،رافض لفكرة الحوار والتفاوض مع حكومة الجبهة الإسلامية التي أسقطتها ثورة شعبية في “11” إبريل،وإستمر نور في موقف الرافض للتفاوض حتي بعد إعلان تشكيل الحكومة الإنتقالية على مستوي السيادة ومجلس الوزراء .
وتنادي حركة جيش تحرير السُودان،بضرورة تسليم البشير وأعوانه للمحكمة الجنائية الدولية ونزع سلاح الجنجويد،وطرد المستوطنين الجُدد،وتعويض النازحين فردي وجماعي،قبل البدء في الحديث عن تفاوض لإحلال السلام.
وقال الناطق الرسمي بإسم حركة جيش تحرير السُودان محمد عبدالرحمن الناير لـ”صوت الهامش” أن المبادرة التي أطلقتها الحركة لحل الأزمة السودانية تتمثل في إقامة مؤتمر قومي للسلام الشامل في السودان ، تشارك فيه كافة مكونات الثورة من أحزاب سياسية وحركات الكفاح المسلح والشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني والنازحين واللاجئين والزعماء الدينيين والإدارات الاهلية والأجهزة العسكرية .
وأشار أن ذلك للتباحث حول وتعريف ماهية الأزمات السودانية والطرق الكفيلة لمعالجتها ، ومن ضمنها قضية الحرب والسلام والوصول الي ترتيبات أمنية نهائية تتوج بالتوافق علي اعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وصولا الي جيش قومي موحد ذو عقيدة معروفة ومحددة ومتفق حولها ، وكذلك اعادة هيكلة بقية المؤسسات العسكرية والامنية والخدمة المدنية وغيرها.
وسبق وأن أعلنت حركة تحرير السُودان قيادة عبدالواحد نور عدم إعترافها بالمؤسسات التي نتجت من خلال إتفاق تقاسم السُلطة بين المجلس العسكري الإنتقالي قبل حله،وقوى إعلان الحُرية والتغيير ، وتتهم الحركة شُركاء الحُكم بإختطاف الثورة وتجييرها لصالحهما .
ووفقا للناير أن المُبادرة تهدف في نهاية الحوار الداخلي إلي التوافق علي حكومة مدنية بالكامل تشكل من شخصيات مستقلة مشهود لها بمقاومة النظام وليس محاصصة حزبية ، وان تتفرغ القوي السياسية الي بناء قواعدها والاستعداد للانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية ، مع ضرورة تحديد مدة ومهام وصلاحيات الحكومة الانتقالية والتوافق عليها .
وأكد أن هذا المقترح سوف تتقدم به الحركة بشكل رسمي ومكتوب للجهات المعنية داخليا واقليميا ودوليا بعد الانتهاء من عرضه علي قطاعات ومؤسسات الحركة المختلفة وتضمين ملاحظاتها وآراءها عليه .
واعتبر أن تصريحات قادة الحركة مجرد خطوط عريضة ، وقال “فالورقة تحوي كل تفاصيل المؤتمر وآلياته وعضويته وضماناته ورعاته واشتراطاته ومن اهمها اثبات جدية الحكومة ورغبتها في تحقيق سلام شامل وحقيقي بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية والسماح للمنظمات الدولية بالدخول الي المواطنين المنكوبين في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق .
وأكدن أن هذه المطالب ليست محل تفاوض او نقاش والتعامل الرسمي معها يحدد مدي جدية حكومة الخرطوم في الوفاء بالتزاماتها والقرارات الدولية والرغبة الأكيدة في السلام.
وإلتقي عبدالواحد نور رئيس حركة جيش تحرير السُودان،برئيس وزراء الفترة الإنتقالية عبدالله حمدوك بصفته الشخصية في العاصمة الفرنسية “باريس” سبتمبر الماضي، وأبلغ خلالها نور حمدوك عدم إعترافه بالحكومة التي تمثل الثورة في الوقت الراهن .
وذهب مراقبون إلي أن نور طرح لرئيس الوزراء الإنتقالي في اللقاء مبادرته الخاصة بالحوار الداخلي الا أن الناطق الرسمي بإسم حركة تحرير السودان محمد عبدالرحمن الناير نفي مناقشتهم أمر المبادرة مع حمدوك او غيره من الجهات، مبيناً أنها مبادرة ذاتية وسوف تطرح بشكل رسمي للراي العام والجهات المعنية في العالم ودول الاقليم.
وما خروج مبادرة نقل الحوار للداخل يري البعض أن طرح التفاوض في الداخل في الوقت الراهن غير ممكن لغياب ضمانات نجاح الحوار الداخلي،الا أن هذا الرأي وفقاً لرؤية أصحاب المُبادرة غير متوافق حيث يرون أن التغيير الذي يُمكن أن يسمح بعقد التفاوض .
ويضيف الناير أن ما شهده السودان من تغيير بغض النظر عن الآراء حوله، ورغم انه جزئي ولم يسقط النظام كليا بيد انه يسيطر علي بعض المفاصل الا انه يمكن عقد مؤتمر داخل السودان اذا توفرت الإرادة وصدقت النوايا .
وأردف “ليس هنالك جهة في العالم أكثر حرصا ومعرفة بقضايا السودان أكثر من السودانيين انفسهم .
وأوضح أن كل المفاوضات السابقة التي عقدت في عواصم العالم فشلت في تحقيق السلام والاستقرار لغياب الإرادة وإغفالها مناقشة قضايا الوطن وأسباب الأزمات وانتهت جميعها بوظائف في السلطة .
وأضاف قائلاً” لا نريد تكرار مثل هذه المفاوضات ، ولدينا الرغبة والجدية في الوصول الي سلام شامل يطوي ملف الحرب والي الأبد بوضع حد للأزمة الوطنية ومعالجة جذورها التاريخية ” .
وأكد الناطق باسم الحركة أن المؤتمر الداخلي فرصة تاريخية لجمع كل السودانيين من مختلف الجهات لمناقشة قضايا وطنهم وعدم تركها للسياسيين لمناقشتها بعيدا في غرف الفنادق المغلقة .
وتابع “لابد من مشاركة الشعب السوداني عبر فئاته المختلفة وطرح رؤاهم وحلولهم للازمة ، فالسودان ملىء بالازمات والتعقيدات فالشباب مشاكلهم وكذلك النساء والرعاة والمزارعين والعمال والنازحين واللاجئين والزعماء الدينيين .
وتساءل الناير هل السياسيين قادرين علي تمثيل آراء هؤلاء ومعرفة مشاكلهم وحلولها اكثر منهم ؟
وذاد “يجب ان يتفاوض السودانيون أصالة عن أنفسهم طالما هم موجودين ، ونحن نرفض التمثيل بالوكالة وتغييب هؤلاء ، فالأزمة وحلولها يجب ان تتم بمشاركة الجميع” .
وفيما يتعلق بالضمانات علي أهميتها أكد ان الشعب أكبر ضامن لاي اتفاق ، لانه صاحبة المصلحة ، مشيرا أن الدور الإقليمي والدولي مطلوب ولكن يجب ان يكون مكملا لجهود السودانيين .
وقال أن الضمانات الإقليمية والدولية فشلت في حماية اتفاقيات نيفاشا وابوجا والدوحة وغيرها من الانهيار عندما غابت الإرادة وانعدمت الرغبة والجدية في حل الأزمة.