عبدالغني بريش فيوف
جاءت في وسائل الإعلام السودانية والعربية 6 مارس 2018م خبراً يزعم تقديم دولة جنوب السودان، مذكرة رسمية لطلب العضوية في جامعة الدول العربية (أهل البدو والصحراء)، وينتظر أن يتم النظر في الطلب يوم الأربعاء 7 مارس 2018م.
وقال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية، إن المذكرة ستعرض على مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته 149 التي تُعقد، يوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة.
هذا الخبر إذا صح، حقا سيكون أسوأ خبر لشعب جنوب السودان في عام 2018م ، هذا الشعب الذي غادر شمال السودان قبل سبع سنوات فقط نتيجة للظلم والإقصاء الفكري والثقافي والديني واللغوي والقومي والإثني الذي تعرض له من مدعيي عروبة السودان واسلاميته.
منظومة جامعة أهل البداوة والصحراء التي تأسست في 22 مارس سنه 1945، فشلت حتى الآن في تحقيق أي من اهدافها -السياسية أو الإقتصادية أو غيرها.. فما الذي يجعل الأخوة الأفارقة من جنوب السودان يريدون الإنضمام إليها.. فهل سأل الجنوبيين الأسئلة الموضوعية التالية وهم يقدمون طلب الإنضمام لتجمع أهل إرضاع الكبير والعلاج ببول الإبل؟
1/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية للقضية الفلسطينية؟
2/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية للعراق؟
3/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية فى الأزمة السورية؟
4/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية في محاربة داعش ؟
5/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية في مكافحة اﻹرهاب والتطرف الإسلامي؟
6/ ماذا فعلت جامعة الدولة العربية في الأزمة الليبية؟
7/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية في القضاء على البطالة داخل الأوطان العربية لوقف الهجرات العربية الغير شرعية والموت غرقا في المتوسط؟
8/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية في المجالات الصحة والثقافة والتعليم والبحث العلمي للمواطن العربي؟
9/ ماذا فعلت جامعة الدول العربية في قضايا الجهل والأمية المتفشية في ما يسمى بالوطن العربي؟
10/ ماذا وماذا وماذا وووالخ؟
بعد مرور أكثر من ثلاث وسبعين عاماً على تأسيسها تبدو الجامعة العربية أكثر عجزاً من أي وقت مضى. وفشلها اليوم يضاف الى سلسلة الفشل الذي رافق تاريخها الطويل. فتاريخ تلك الدول المسماة بالعربية هو تاريخ تضارب مصالح وتناحر وتعد وفتن ومؤآمرات لا تنتهي.
ولطالما الخزي والعار والتخلف هو تأريخ عربي بإمتياز.. ولطالما فشلت منظومتهم البدوية ولأكثر من ثلاثة وسبعين عاما في حل مشاكل شعوبها، ولم تستطع منع اندلاع حروب حوّلت دولها إلى ساحات صراعات إقليمية ودولية مفتوحة.. فماذا إذن يتوقع القادة الجنوبيين من انضمامهم لهذه المنظومة المضحكة بل العاجزة؟
على قادة دولة جنوب السودان ان يختشوا ويخجلوا من أنفسهم، وان يسحبوا على جناح السرعة هذا الطلب ويعتذروا لشعب الجنوب على هذا الخطأ المميت ، لأن الإنضمام للعرب لم يجلب لهم سوى الاحتقار والإهانة والإستفزاز. ان