بقلم: أتيم قرنق
بعث لي أحدُ الأصدقاءِ، من خلال الواتساب، بنصِّ مقالٍ كتبٓه الصحفي (الإنقاذي) السوداني عبدالباقي الظافر في إحدي الصحف السودانية، قبل أسابيعٍ مضت عن جنوب السودان و عن شخصي أنا. المقالُ أراد به عبدالباقي ان يرد علي مقالٍ كتبتُه في صحيفة (الوطن) الصادرة من جوبا بتاريخ يومي الخميس الثالث و العشرين و الجمعة الرابع و العشرين من شهر نوفمبر المُنصَرِم من هذا العام. المقال الذي كتبتُه كان ردّاً علي حديثٍ للرئيس السوداني عمرالبشير في احدي لقاءاته هاجم من خلالهِ قادة جنوب السودان و بَخس و أستهجن إستقلال جمهورية جنوب السودان و كان المقالُ بعنوانِ ” جنوبُ السُّودان و البشير المشير الشرير” و قد أغضب مقالي ذاك السفارة السُّودانيّة لدي جوبا فأعوذت لأقلامِ و كُتاب الانقاذ بالردِّ عليّ؛ وكُلِّف عبد الباقيالظافر علي كتابةِ الرد.
كتب عبدالباقي مقالاً يعبر بالجلاء عن كيف يصنع اقلامُ و كُتابُ الإنقاذ التضليل و النفاق و الكذب. ما كتبه يعبر عن كنهِ الإنقاذ في الغش و تشويش الواقع، و يعبر عن فلسفة الانقاذ المنغمسة في الانتهاذية ويعطي صورةٌ صادقةٌ عن عدم اخلاقية الانقاذ. و انني اعتقد ان عقيدة الانقاذ السياسية الممعنة في عمل الشر و تمجيد التضليل، في وطنِ شعبٍ تشبعت روحُه بقيم الصوفيّة السودانية المتسامحة، هي التي دفعت الأديب العالمى السوداني الطيب صالح يطرح تساؤله الخالد عن “مِن أين جاء هؤلاءِ؟” انهم ُثلةٌ من البشر يعملون من اجل انقاص السودان في كُلِّ شئٍ: نقصوا من مساحتِه؛ نقصوه في سكانه؛ نقصوا من حبِّ شعبِه لبعضِه البعض؛ نقصوا من معيشتِه و إنتاجِه الوفير؛ و نقصوا أصدقاءٓ السُّودان و نقصوا سكك حديد السودان و نقصوا كل ما هو خير في السودان و يتآتون الْيَوْمَ لنقص من استقلال جنوب السودان بالتضليل و الكذب بعد ما نقصوا سكانه بالحرب!! عبدالباقي لم يشر أو يقتبس اَيّ سطرٍ أو جملةٍ وَاحِدَةٍ مما كتبتُه و هو إخلال بأخلاقيات المثقفين و يتناقض مع مبأدي و ادبيات النقد مما يبرهن و يدلّ علي إتباع ايديولوجية و منهج الكذب و النفاق الذي اعتنقه الانقاذ.
جوهرُ مقال عبدالباقي يوضح ضحالة معرفته بشعب جنوب السودان و سطحية معلوماته بأحداث جنوب السودان و لذا اعتمد علي اختلاق أحداث لم تحدث قط و تضخيم و تكبير أمور وقعت : فقد تمحور المقالُ حوّل نقاطٍ خمسة هي: أولاً ترويجه الساذج بان إنسان جنوب السودان يمارس قسوةً و لاإنسانيةً تفوقت علي عنف و قسوة و لاإنسانية نظام الاخوان المسلمين أو الانقاذ في السودان؛ ثانياً إفتراءه الماجن بأننا نحمل و نُكٓنّ “الحقدٓ الدفين” علي السودان و الشعب السُّوداني!