الكل يغني على ليلاه والبعض يتبادل نخب الراح مع ندامى خمر السياسة والبعض الاخر يمارس الجماع الفكرى مع رفاق الحزب والتنظيم فى سفور واضح وصريح تلكم هى حالة بعض السياسيين السودانيين الذين لايجيدون سوى الكذب والسرقة وتضليل الاخرين وسقاية الابقار فى صحراء السياسة القاحلة فاذا حاولنا التنقيب فى مناجم السياسة السودانية منذ الاستقلال المزيف نجد ان اغلب الذين يمتهنون هذه المهنة الانتهازية يتصارعون من اجل المكاسب الدنيوية الرخيصة ولا ينظرون الاتحت اقدامهم اما المواطن البسيط صاحب المصلحة والحق الشرعى يقف فى اخراهتماماتهم فهم يعشقون كراسى الحكم والاستوزار ويهيمون فى الملذات (المال والنساء والسيارات الفارهة والتطاول فى البنيان) ومن اجل ذلك يفعلون كل شئ يدوسون على جثث عشائرهم ويجلسون على جماجم اهلهم وذيادة معاناة من بقى على قيد الحياة تلك هى اسمى صفاتهم التى يجب ان يوصفوا بها فهم لايعرفون للشرف طريقا ولا لحب الخير والتضحية من اجل الاخرين سبيلا ان لصوص السياسة الذين يصطادون فى الماء العكر ويتاجرون بقضايا الشعب المغلوب على امره فى المحافل الدولية وتراهم يتقمصون فى بجاحة دور المنقذين ومبعوثى العناية الآلهية الذىن يخلصون الورى من الظلم والطغيان وفى حقيقة الامر هم الظلم الذى يمشى على الارض يختال كالطاوؤس فى كبرياء وغرور ويضيعون وقت البلاد والعباد فى كثرة الكلام وسفيه القول وتوافه الامور والمفاوضات العبثية فهم لايمثلون الاانفسهم المريضة والتى لاتعرف سوى الانانية وحب الذات وظلم ذى القربى ان المشهد السودانى القاتم والذى ينبئ عن استمرار القتال وتحريك مؤشر الموت فى كل الجبهات بفضل سياسات هؤلا القوم الضالون الذين يستلذون بمناظر الجثث والضحايا وعويل النساء وصراخ الخدج وانين الجرحى فاولئك القوم تجردوا من الصفات الانسانية الكريمة من رحمة وشفقة ومودة بين الناس والحكم بالعدل وبسط القانون والمساواة والديمقراطية المستدامة والحكم الراشد الذى لم يمارسوه ولم يسمعوا به من قبل ولم يدر بخلدهم اما اذا دلفنا الى صراع التيارات داخل التنظيمات السودانية نلاحظ غياب الرؤية اوالمنفستو ثم غياب مدرسة تأهيل الكادر والجهل الذى يحف الاغلبية الساحقة ثم العقلية الاقصائية والنظرة العنصرية الضيقة والتوشح بثوب القبلية والتدثر بالجهوية اما فى المؤسسة العسكرية فترى العجب العجاب فى كيفية توزيع النجوم الوهمية التى تجلس فى حياء على الاسطح الكرتونية وهى احدى مسببات الازمة السودانية( مليشيات نظام الخرطوم حميدتى وقوات ماتسمى بالدعم السريع وحاجات تانية حاميانى) وبذلك تضيع هيبة الدولة وتصير بؤرا للصراع تتقاتل فيما بينها والشعب السودانى الصابر هو من يدفع الثمن الباهظ نسبة لتصرفات هؤلا المراهقين السياسين الذين وجدوا انفسهم فى غفلة من الزمن فى مراكز صنع القرار(هذا زمانك يامهازل فامرحى على حل شعرك) فتكتمل لوحة الفشل وتغيب الكفاءة والمؤهلات والخبرة التراكمية والخدمة الطويلة الممتازة غير ماسوفا عليها ولايتطرق احد لزكرها فيصير ارازل القوم سادتها وائمة الجهل قادتها فتختل المعا دلة ويسود قانون الغاب فالقوى يأكل الضعيف وتحل الفوضى محل القانون وتصبح الدولة فى خبر كان اما اذا تطرقنا الى الصراع الاثنى والدينى فقد احتل هذا الموضوع حيزا كبيرا وصار مصدر لتباين الرؤى بين التيارات المتنازعة ممانتج عنه الدولة الدينية التى يمثلها نظام الخرطوم والطرح العلمانى الذى تتبناه المعارضة السودانية بشقيها السياسى والعسكرى اضافة الى صراع الهوية (عربية ام افريقية) الذى لم يحسم الى الان بعد اكثرمن ستون عاما من عمر الاستقلال الكاذب وتكوين الدولة السودانية المتخلفة كما ان الصراع السياسى الذى طال امده واصبح كحجوة ام ضبيبينة (ديمقراطية ثم انقلاب عسكرى وهكذا دواليك) والذى ظل مصدر تفريخ لكل ماهو قبيح وافرز هذه المعادلة المختلة فى قسمة الثروة والسلطة والتوزيع العادل لها مما ولد بعض الضغائن والاحقاد بين مكونات التنظيم الواحد عوضا عن المجتمع الكبير فصارت القبيلة هى الحضن الدافئ والملاز الآمن وضاع الوطن نسبة الى ممارسات قادة الغفلة او الكائنات الضوئية المتغولة على المجال السياسى ان جدلية العلاقة وتقاطع المصالح والخصومة المفتعلة بل والمتعمدة بين المكونات السياسية السودانية هى التى اججت نيران الحروب وساعدت على هتك النسيج الاجتماعى المترابط وافرغت القبيلة من مضمونها الاجتماعى والحميمية التى كانت تتحلى بها الى وقت قريب وصبغها باللون السياسى القذر الذى ادى الى تشرزم المجتمع الى كيانات صغيرة (خشم بيوت) فصار الانتماء القبلى متفوقا على الانتماء الاكبر والاسمى (السودان) ان السياسة السودانية العرجاء (دفن الليل اب كراعا برة)لم ولن تبنى مجدا لهذا الوطن العزيز مادام امثال هؤلا الثعابين المتسيسون الذين يتحكمون فى مفاصل الدولة وبعض الذين يعارضونها جهرا ويتعاونون معها سرا موجودين على ظهر البسيطة يمارسون تلك الالاعيب والحيل ثم يخدعون البسطاء من اهلى الشرفاء وينسجون لهم الامانى والآمال العراض بغد افضل ومستقبل مشرق عبر الخطب الرنانة والشعارات الجوفاء التى مللنا سماعها ويبيعون لهم السراب والاوهام ان اعتماد المعارضة على المجتمع الدولى والاتكاءة على حائط المبكى والنوم على العسل فى تغيير النظام انه خطاء كبير ولن يحقق تلك الامانى المستحيلة علما بأن المجتمع الدولى له اجندتة الخاصة ولايقف مع الضعفاء كما ان هنالك بعض المصالح المشتركة مع نظام الخرطوم واهمها التعاون الاستخباراتى وتسليم المطلوبين للعدالة الدولية وبعض القضايا الاقتصادية المشتركة اما نظام الخرطوم فيعتمد على دول محور الشر واصدقائة الخليجيين حفاظا على المد العروبى والاسلامى فى القارة السمراء والتدثر بالدين الاسلامى لتحقيق مأربه الدنيئة خلاصة القول ان هؤلا الديناصورات الورقية بل ألالهة المزيفة لاتتمتع بالاستقلالية الكاملة او التصالح مع النفس والطرح الموضوعى المقنع والارادة الوطنية الحرة التى تعبر باالسفينة التى شارفت على الغرق الى بر الامان وتصل بها الى المبتغى والمرام علما بان (المحرش مابكاتل)